سيريا ستار تايمز

غارات عنيفة على غزة ونزوح تحت النار نحو المجهول.. وطائرة نتنياهو ستسلك طريقا أطول لنيويورك خشية اعتقاله


في حرب الإبادة على غزة، استشهد 25 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على القطاع منذ الفجر بينهم 20 في مدينة غزة، وذلك بعد تكثيف جيش الاحتلال استهداف بيوت وخيام النازحين في إطار دفعهم نحو التهجير القسري. وتحت وقع الغارات الإسرائيلية العنيفة المتصاعدة على مدينة غزة، ينزح عشرات الفلسطينيين سيرا على الأقدام نحو جنوب قطاع غزة بعد استهداف منازلهم وخيامهم ومراكز إيواء النازحين، من دون وجود أمكنة آمنة يمكن أن يتوجهوا إليها. وفي الضفة الغربية المحتلة، كثفت القوات الإسرائيلية اقتحاماتها في مناطق مختلفة، مع منع الطلاب من التوجه إلى المدارس في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، تزامنا مع استمرار اعتداءات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.

شنت الطائرات الإسرائيلية غارات دامية على مدينة غزة أوقعت 20 شهيدا، وفي الوقت نفسه واصلت قوات الاحتلال حملة التدمير الواسعة للمباني السكنية عبر قصفها أو نسفها في إطار خطة لتهجير السكان. وقالت مصادر طبية إن 25 استشهدوا جراء الغارات الإسرائيلية على القطاع منذ فجر اليوم، بينهم 20 في مدينة غزة. وتركز القصف اليوم مجددا على أحياء مدينة غزة بعد أن شهد أمس استهدافا لأبراج ومباني أخرى كانت تؤوي مئات النازحين. وتستمر الغارات العنيفة وسط توغل لقوات الاحتلال في أطراف بعض الأحياء على غرار الزيتون (جنوب شرق) والشيخ رضوان (شمال) في إطار ما يقول جيش الاحتلال إنه تمهيد لبدء عملية "عربات جدعون 2" لاحتلال المدينة.

غارات دامية
وفي أحدث التطورات، أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ باستشهاد 4 في قصف إسرائيلي على منطقة الكرامة شمالي مدينة غزة. وفجر اليوم، استشهد 10 فلسطينيين في غارات على منزلين في شارع الجلاء بمدينة غزة. كما استشهد 6، بينهم أطفال، في قصف إسرائيلي على خيمة نازحين بحي الرمال غربي المدينة. وبالتوازي مع الغارات الجوية، قصفت مدفعية الاحتلال عدة مناطق بينها منطقة الكرامة شمالي المدينة وحي الشجاعية شرقيها. كما استهدفت آليات الاحتلال أبراج تل الهوا جنوبي مدينة غزة. وبالتوازي مع القصف الجوي والمدفعي نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف واسعة للمباني في تل الهوا وفي حي الشيخ رضوان الذي يقع إلى الشمال من قلب مدينة غزة.

وقال مراسلنا إن "الجيش الإسرائيلي دمر أمس 16 مبنى بينها 4 أبراج سكنية في مدينة غزة". وبين المباني المرتفعة التي تم استهدافها وتدميرها برجا الجندي المجهول والكوثر في حي الرمال الجنوبي، وبرج مهنا وعمارة الربيع في تل الهوا.

وفي وسط القطاع، أفاد مصدر طبي بمستشفى العودة باستشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال في منطقة المغراقة، وأصيب آخرون بالرصاص قرب ما يعرف بمحور نتساريم الذي يفصل جنوب القطاع عن شماله. وتعرضت دير البلح القريبة لغارات جوية، في حين استهدفت المدفعية شمال مخيم النصيرات. وفي جنوب القطاع، أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 4 أشخاص -بينهم سيدة من ذوي الإعاقة- برصاص قوات الاحتلال في منطقة المواصي جنوب غرب خان يونس. وتعرضت خان يونس في وقت مبكر اليوم لقصف جوي ومدفعي، كما استهدفت غارة شرق أبراج حمد بالتزامن مع إطلاق قنابل إنارة في سماء المنطقة.

نزوح من غزة
في غضون ذلك، تستمر حركة النزوح من مدينة غزة على وقع القصف الإسرائيلي المكثف للأبراج والمباني واشتداد وتيرة العمليات العسكرية الإسرائيلية. ويشهد شارع الرشيد حركة نزوح جماعي لمئات العائلات الفلسطينية نحو مناطق وسط وجنوب قطاع غزة التي يزعم الاحتلال الإسرائيلي أنها آمنة. وفي مشهد تكرر مرات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع، يجد الفلسطينيون أنفسهم مجددا في مواجهة المجهول في ظل ظروف معيشية بالغة القسوة. وادعى جيش الاحتلال أمس عن نزوح 250 ألف فلسطيني من مدينة غزة، لكن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة أعلن أن 68 ألف فقط نزحوا نحو وسط وجنوب القطاع، في حين عاد 20 ألفا إلى المدينة، مؤكدا أن 1.3 مليون فلسطيني متواجدون في مدينة غزة وشمالها ويرفضون النزوح. وقال المكتب -في بيان- إن الاحتلال هجّر 350 ألف فلسطيني من شرق مدينة غزة إلى وسطها وغربها منذ بدء عملياته العسكرية في مدينة غزة قبل حوالي شهر. وأضاف أن قوات الاحتلال دمرت منذ مطلع الشهر الجاري 190 برجا وبناية سكنية بشكل كلي أو جزئي، كما دمرت 3500 خيمة، مشيرا إلى أن الأبراج والعمارات السكنية المستهدفة كان يقطنها ما يزيد عن 50 ألف شخص، فيما كانت الخيام تؤوي أكثر من 52 ألف نازح، وبذلك دمّر الاحتلال مساكن وخياما كانت تؤوي أكثر من مئة ألف فلسطيني. وتتعرض غزة منذ عامين تقريبا لحرب إبادة وتجويع أسفرت حتى الآن عن استشهاد نحو 65 ألفا وإصابة 164 ألفا آخرين.

طائرة نتنياهو ستسلك طريقا أطول لنيويورك خشية اعتقاله

ذكرت القناة الـ15 الإسرائيلية أن طائرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– ستسلك مسارا أطول إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة خشية منع دول أوروبية استخدام مجالها الجوي، وذلك لاتهامه بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة. وكانت قناة "كان" الإسرائيلية قد ذكرت قبل أيام أنه في خطوة غير عادية وغير مسبوقة، من غير المتوقع أن يرافق نتنياهو صحفيين على متن طائرة "جناح صهيون" إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر الجاري، وصرح مكتبه بأن السبب "مسألة فنية". في حين أشارت قناة "آي نيوز 24" أن تقليص عدد الركاب على متن "جناح صهيون"، بسبب الخشية من أن ترفض تلك الدول السماح للطائرة بالعبور في أجوائها، مما أدى إلى مطالب بتقليل الوزن. وفي أبريل/نيسان الماضي، اضطر نتنياهو للسفر عبر مسار طويل من العاصمة المجرية بودابست إلى واشنطن لتجنب أي هبوط اضطراري لطائرته قد يؤدي لاعتقاله بموجب مذكرة المحكمة الجنائية الدولية على خلفية جرائم الحرب على غزة. وذكرت صحيفة هآرتس حينها أن نتنياهو سافر إلى الولايات المتحدة على طريق أطول بنحو 400 كيلومتر من الطريق الأمثل، موضحة أن إسرائيل قدرت أن من المتوقع أن تنفذ أيرلندا وآيسلندا وهولندا أمر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وبالتالي حلقت طائرة نتنياهو فوق كرواتيا وإيطاليا وفرنسا. وأضافت الصحيفة أن جميع رحلات نتنياهو منذ بداية الحرب مرت إلى الولايات المتحدة فوق اليونان وإيطاليا وفرنسا، ومن هناك عبرت المحيط الأطلسي إلى الولايات المتحدة. وانتقدت منظمة العفو الدولية مرور نتنياهو في أجواء تلك الدول، وقال ستيفن بوين -مدير المنظمة في أيرلندا- إنه "لأمر مفجع أن نرى القادة الأوروبيين غافلين بدلا من تأمين اعتقاله، وبقدر ما تستطيع الدول رفض تصريح التحليق لنتنياهو، فيجب عليها أن تفعل ذلك. لا يمكننا السماح بأن تكون سماء أوروبا ملاذا آمنا للهاربين من العدالة الدولية".

يذكر أن طائرة "جناح صهيون" التي يستخدمها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ونتنياهو، هي أيضا من طائرات "كيه سي-64" مبنية على طراز بوينغ 767، واشترتها شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية عام 2016 من شركة كانتاس الأسترالية وخضعت لعملية تحويل معقدة إلى طائرة لكبار الشخصيات.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,