القوات السورية تسحب السلاح الثقيل من الجنوب.. ولقاء مرتقب مع إسرائيل

بعدما أعلن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني من العاصمة الأردنية عمان عن وضع خارطة طريق واضحة حول محافظة السويداء الجنوبية، كشف مسؤول عسكري سوري أن القوات السورية سحبت أسلحتها الثقيلة من جنوب البلاد الذي تطالب إسرائيل بجعله منزوع السلاح.
سحب الآليات الثقيلة
وقال مفضّلاً عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس، إن القوات السورية سحبت سلاحها الثقيل من الجنوب السوري، موضحا أن العملية بدأت منذ شهرين، أي عقب أعمال العنف التي شهدتها السويداء، وقامت خلالها إسرائيل باستهداف مقرات رسمية في دمشق وآليات للقوات الحكومية بعد انتشارها في المحافظة ذات الغالبية الدرزية.
لقاء سوري إسرائيلي مقبل
من جهته، أفاد مصدر دبلوماسي في دمشق بأن عملية سحب السلاح الثقيل شملت منطقة جنوب البلاد "وصولا إلى نحو 10 كلم جنوب دمشق". كما أضاف أن "لقاء اسرائيليا سوريا سوف يعقد في باكو يوم 19 سبتمبر".
أتى ذلك بعدما أوضح الشيباني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني، أيمن الصفدي، والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك، أن توقيع الاتفاق حول السويداء جاء بدعم من الأردن وأميركا. في حين اتهم وزير الخارجية الأردني إسرائيل بالسعي إلى تقسيم سوريا. إلا أنه أوضح في الوقت عينه أن خارطة الطريق هذه تلبي احتياجات إسرائيل الأمنية أيضاً.
المنطقة العازلة
وكانت القوات الإسرائيلية تقدمت إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان السوري والتي أقيمت بموجب اتفاق فضّ الاشتباك لعام 1974. كذلك شنّت إسرائيل مئات الغارات على مواقع عسكرية سورية، قائلة إن هدفها الحؤول دون استحواذ السلطات الجديدة على ترسانة الجيش السابق. كما أعلنت مرارا تنفيذ عمليات برية وتوقيف مشتبه بقيامهم بأنشطة "إرهابية" في الجنوب السوري. في حين كشف الرئيس السوري أحمد الشرع الأسبوع الماضي أ ن دمشق تجري مفاوضات مع اسرائيل للتوصل إلى اتفاق تخرج بموجبه القوات الإسرائيليى من المناطق التي احتلتها عقب إسقاط النظام السابق. وقال الشرع في مقابلة مع التلفزيون الرسمي "نحن الآن في طور مفاوضات ونقاش". كما أضاف أن إسرائيل"اعتبرت مع سقوط النظام، أن سوريا خرجت من هذا الاتفاق" في إشارة إلى اتفاق فضّ الاشتباك، وذلك "رغم أن دمشق أبدت من أول لحظة التزامها" به. وتابع "الآن يجري التفاوض على الاتفاق الأمني حتى تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه قبل الثامن من ديسمبر". فيما أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر الشهر الماضي (أغسطس) إلى أن حكومته تجري اتصالات لجعل الجنوب السوري منطقة منزوعة السلاح. يذكر أن إسرائيل وسوريا لا تقيمان علاقات دبلوماسية، ولا يزال البلدان في حالة حرب رسميا منذ العام 1948. إلا أن الطرفين أجريا خلال الفترة الماضية لقاءات برعاية أميركية.