
في حرب الإبادة على قطاع غزة، واصلت إسرائيل غاراتها العنيفة ونيرانها، مخلفة 51 شهيدا بينهم 43 في مدينة غزة.    وأفاد مراسلنا بأن جيش الاحتلال شن 5 غارات على القطاع، وفجّر 10 عربات مفخخة في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة.    في سياق متصل، زعمت صحيفة يسرائيل هيوم نقلا عن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن نحو 480 ألف فلسطيني قد نزحوا من مدينة غزة.    وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت مصادر إن مستوطنين هاجموا فلسطينيين في منطقة واد عابد ببلدة ترقوميا غرب الخليل.    وكان الاحتلال اعتقل 3 فلسطينيين في قرية نعمة بمنطقة رام الله، وزعم العثور هناك على عشرات الصواريخ الجاهزة للإطلاق، وعبوات ناسفة ومتفجرات.
أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 51 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال بينهم 43 في مدينة غزة، في حين قال الدفاع المدني في غزة إن قوات الاحتلال تستهدف أي تجمع للمواطنين.    وقد واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ الساعات الأولى قصفه وغاراته العنيفة على مناطق متفرقة من المدينة، مخلّفا شهداء ومصابين من بينهم نازحون وطالبو مساعدات. كما قام بتدمير بناية سكنية في حي النصر غربي مدينة غزة.    وأفاد مصدر طبي في مستشفى الشفاء باستشهاد 5 فلسطينيين، بينهم أفراد من عائلة الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، إثر قصف إسرائيلي على مخيم الشاطئ، غرب المدينة. ونُقل المصابون وجثامين الشهداء إلى مستشفى الشفاء بالمدينة.    كما أفاد مصدر في المستشفى المعمداني بمدينة غزة باستشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة آخرين، بقصف إسرائيلي لمجموعة من المواطنين في منطقة المشاهرة بحي التفاح، شمال شرقي المدينة.
تفجيرات وضحايا
  من جانبه، قال مراسلنا إن قوات الاحتلال الإسرائيلي فجرت عربة عسكرية مفخخة في منطقة سكنية بشارع النفق، في مدينة غزة، مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل في المنطقة. وأظهرت صور تداولها ناشطون اللحظات الأولى للتفجير.    واعتبر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أن قوات الاحتلال تستهدف أي تجمع للمواطنين بالقصف وإطلاق النار، مشيرا إلى أنها تستخدم عربات مفخخة لتدمير مبان في مدينة غزة.    يأتي ذلك بينما قال المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الدكتور منير البُرش إن الاحتلال يواصل فرض النزوح القسري على سكان قطاع غزة.    وأضاف، أن إسرائيل خصصت 12% فقط من مساحة غزة كمناطق إيواء، وتخطط لإنشاء معسكرات اعتقال شبيهة بمعسكرات الاعتقال النازية.
إغلاق ونزوح
  في هذه الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاق شارع صلاح الدين في قطاع غزة، الذي فتحه مؤقتا لتسهيل مغادرة الفارين من شدة القصف الإسرائيلي على مدينة غزة وشمال القطاع.
وقال جيش الاحتلال إنه اعتبارا من هذه اللحظة لن يكون الانتقال جنوبا ممكنا إلا عبر شارع الرشيد، وأضاف أنه سيواصل العمل بقوة شديدة وغير مسبوقة.    ويواصل أهالي مدينة غزة وشمالي القطاع النزوح إلى الجنوب، إثر استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية، وسط ظروف إنسانية قاسية، ووسائل نقل شحيحة، حيث دمر الاحتلال آلاف المركبات خلال حربه على غزة.
تصعيد وخسائر 
 وأعلن الجيش الإسرائيلي، بدء عمليته العسكرية لاحتلال مدينة غزة بمشاركة فرقتين عسكريتين، والثالثة ستلتحق بهما قريبا.    في هذه الأثناء، أكدت بلدية غزة أن تصعيد الاحتلال لحرب الإبادة يفاقم أزمة العطش التي تعيشها المدينة، ويزيد من حجم الكارثة الصحية والبيئية ومعدلات انتشار الأمراض والأوبئة بسبب النقص الحاد في المياه.    وقالت بلدية غزة، في بيان صحفي اليوم، إن كمية المياه المتوفرة تقل عن 25% من الاحتياج اليومي للمدينة.    إنسانيا، أعلنت وزارة الصحة بقطاع غزة،  ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية الناجمة عن سياسة التجويع الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.    وقالت الوزارة، في بيان، إنها سجلت خلال الساعات الـ24 الماضية حالتي وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع بذلك عدد الوفيات منذ نحو عامين إلى 442 فلسطينيا.
تجويع متعمد
  ومنذ 2 مارس/آذار الماضي، تغلق إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعة أي مساعدات إنسانية، مما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.    لكنها سمحت قبل أقل من شهرين بدخول كميات محدودة جدا من المساعدات لا تلبي الحد الأدنى من احتياجات المجوعين ولا تنهي المجاعة، لا سيما مع تعرض معظم الشاحنات للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل تحميها.    كما أعلنت الوزارة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 65 ألفا و208 شهداء و166 ألفا و271 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
محللون إسرائيليون: نتنياهو يحبط الصفقات ومعضلة الحوثيين لن تُحل    
تناولت وسائل إعلام إسرائيلية اتهامات متصاعدة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإفشال صفقات تبادل الأسرى، في وقت تتزايد فيه الشكوك حول قدرة إسرائيل على إنهاء الحرب مع الحوثيين رغم الغارات المتكررة على اليمن، وسط انتقادات حادة من عائلات الأسرى وأوساط أمنية.    وأوضح دان هارئيل نائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أن الهجوم الأخير على غزة جرى بينما كان الوسطاء ينتظرون الرد على مقترح صفقة جديدة، معتبرا أن التوقيت أدى إلى إحباط فرص التوصل إلى اتفاق.
وأكد أن نتنياهو "يحبط الصفقات منذ أكثر من عام ونصف العام"، وأن أفعاله تكشف نيته خلافا لشعاراته المعلنة حول إنقاذ المحتجزين في غزة.    وفي السياق نفسه، نقلت مراسلة الشؤون الاجتماعية في القناة الـ12 يولان كوهين عن عائلات أسرى أن وزيرا بارزا من حزب الليكود أبلغهم دعمه لإنهاء الحرب وإبرام صفقة شاملة لإعادة الأسرى، لكنه أحجم عن إعلان موقفه علنا خشية الاصطدام بالسياسة الرسمية للحكومة، وما قد يترتب عليه من تبعات سياسية ودبلوماسية.    وحسب القناة ذاتها، كشف أقارب بعض المحتجزين في غزة عن أنهم سمعوا من ضباط كبار في أجهزة الأمن أن الجيش لا يعرف على وجه الدقة أماكن احتجاز أبنائهم.    ووفق شهاداتهم، أقر مسؤول أمني رفيع بأنه "لا ضمان بعدم وقوع خسائر جانبية"، مؤكدا في الوقت نفسه أن المؤسسة العسكرية تبذل جهودا للحد من المخاطر.
رواية مغايرة
  ورأت عائلات الأسرى أن الحكومة تقدم للرأي العام رواية مغايرة لما يقال لهم خلف الأبواب المغلقة، متهمة المسؤولين بالتضليل وبدء عمليات عسكرية دون معرفة أماكن الاحتجاز، مما يزيد مخاوفهم من احتمال إصابة ذويهم خلال القتال الدائر.    من جانبه، أشار مراسل القناة الـ13 إيشاي بورات إلى تصاعد الهجمات الحوثية على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، مبينا أن مطار رامون تعرض قبل أيام لإصابة مباشرة، وأن مدنا مثل إيلات سبق أن شهدت استهدافا مماثلا رغم الغارات المتكررة على صنعاء والحديدة.
وأضاف أن إطلاق 6 صواريخ و10 طائرات مسيرة منذ بداية الشهر يعكس فشل الجهود الإسرائيلية في تحييد التهديد.    أما محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 ألون بن ديفيد، فقد أكد أن إسرائيل "غير قادرة على حل معضلة الحوثيين"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة نفسها أقرت بصعوبة الأمر.    واعتبر أن الحوثيين يتمتعون بدافع قتالي قوي واستعداد للتضحية البشرية والمادية، وهو ما يجعل ردعهم "شبه مستحيل" في ظل عقيدتهم القائمة على الاستمرار في القتال.    وربط محللون إسرائيليون بين هذه التحديات والمأزق السياسي الداخلي، إذ يرون أن استمرار نتنياهو في عرقلة أي صفقة محتملة يزيد الضغوط الشعبية من عائلات المحتجزين، في حين تتسع الشكوك بشأن قدرة الحكومة على مواجهة الأخطار الإقليمية التي تعمق عزلتها وتفاقم كلفتها الأمنية.