مع تكرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تأكيده أنه يشعر بخيبة أمل من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، مجدداً، أن بوتين، ما زال مهتماً ومنفتحاً على تسوية الأزمة الأوكرانية عبر المفاوضات، ويعول على استمرار العمل والتعاون مع الولايات المتحدة في هذا المسار. وقال بيسكوف في تصريحات صحافية إن بوتين شأنه شأن ترامب "ما زال يبدي اهتمامه وانفتاحه لدفع الملف الأوكراني نحو مسار التسوية السلمية". كما أضاف: "نحن نعوّل على أن تبذل الولايات المتحدة، وعلى رأسها ترامب شخصياً، جهوداً للمساهمة في هذا الأمر، وبعدها سنرى ما ستؤول إليه النتائج"، وفق وكالة "تاس".

فيما رجح أن تكون بريطانيا قد أطلعت الرئيس الأميركي على خططها بمواصلة الضغط على روسيا والمضي قدماً في تشديد العقوبات، مشيراً إلى أن هذه التدابير "لا تساهم في (التوصل إلى) التسوية".

بوتين "خذلني"

وكان الكرملين قد ذكر يوم الجمعة أنه يفترض أن الرئيس الأميركي لا يزال يواصل جهوده للتوصل إلى تسوية للصراع في أوكرانيا، رغم قوله إن نظيره الروسي خذله بأفعاله. حيث شدد بيسكوف على أن بلاده تتفهم رد فعل ترامب، حسب رويترز.

كما أردف حينها أن ترامب وإدارته " لا يزال لديهما الإرادة السياسية والنية لبذل الجهود من أجل التوصل إلى تسوية فيما يتعلق بأوكرانيا. واعتبر بيسكوف أن "ترامب عاطفي جداً إزاء هذه المسألة"، لافتاً إلى أن هذا الأمر مفهوم. يشار إلى أن ترامب عبّر عن خيبة أمله عدة مرات مؤخراً من استمرار هجمات موسكو على أهداف أوكرانية رغم جهود الوساطة التي يبذلها من أجل التوصل إلى حل. واعتبر يوم الخميس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن بوتين "خذله". كما كرر التعبير عن مرارته من "صديقه" الروسي أيضاً، قائلاً إن ظنه خاب بـ"بوتين".

ألمانيا تسرّع دفاعاتها ضد المسيّرات وسط تهديدات روسية متزايدة

أعلن المفتش العام للجيش الألماني، كارستن بروير، أن بلاده ستسرّع إدخال أنظمة أسلحة جديدة لمواجهة تهديدات الطائرات المسيّرة، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الأمنية بأوروبا على خلفية اختراقات روسية متكررة لأجواء بولندا وإستونيا.

تعزيز القدرات الدفاعية

وقال بروير، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، إن الجدول الزمني لتطوير الدفاع ضد الطائرات المسيّرة سيتحدد بناءً على الاختبارات الجارية لأنواع مختلفة من المسيّرات القتالية، المعروفة بالذخائر المتسكعة أو "طائرات الكاميكاز". وأضاف: "اتخذنا قراراً بشأن الذخائر المتسكعة في مارس الماضي، وبحلول نهاية العام ستستخدمها القوات لأول مرة في إطلاق نار حي". كما شدد المسؤول العسكري الألماني على أن التحديات الأمنية لا تقتصر على المسيّرات وحدها،. وأوضح قائلا: "لا يمكننا أن نقول إننا ننظر فقط إلى الطائرات المسيرة. فرغم أهميتها، لا تزال الصواريخ والطائرات التقليدية تشكل تهديداً رئيسياً".

اختراقات روسية تُشعل المخاوف

جاءت تصريحات بروير في وقت حرج، إذ شهدت الأسابيع الأخيرة عدة حوادث مثيرة للقلق. ففي إستونيا، اخترقت ثلاث طائرات روسية من طراز MiG-31 الأجواء قرب جزيرة فايندلو، حيث حلّقت 12 دقيقة داخل المجال الجوي الإستوني دون خطط طيران معتمدة أو تشغيل أجهزة إرسال، وهو ما دفع إستونيا لاستدعاء السفير الروسي والطلب بفتح مشاورات طارئة في إطار المادة الرابعة من معاهدة حلف الناتو. وفي بولندا، تعرّضت البلاد لموجة من الطائرات المسيّرة الروسية التي دخلت أجواءها من جهة بيلاروسيا، ما أدى إلى تفعيل الدفاعات الجوية وإسقاط بعضها. وردّت وارسو، بدعم من دول الناتو، بإطلاق مهمة دفاعية جديدة عُرفت باسم "Eastern Sentry" لتعزيز مراقبة الحدود الجوية الشرقية.

الناتو أمام اختبار صعب

وأتت هذه التطورات بالتزامن مع مناورات روسية–بيلاروسية واسعة النطاق تحت اسم (Zapad-2025)، والتي ينظر إليها الحلف على أنها جزء من اختبار موسكو لردود فعل الناتو. ويرى خبراء أن مثل هذه الاختراقات تمثل رسائل سياسية أكثر منها عمليات عسكرية، لكنها تضع الحلف أمام تحدٍ مباشر لإثبات جهوزيته الدفاعية.

ألمانيا تتحرك بسرعة

يشار إلى أنه بالنسبة لألمانيا، يُعَدّ تطوير الدفاعات ضد المسيّرات أولوية قصوى بعد أن أظهرت حرب أوكرانيا كيف يمكن للطائرات المسيرة الرخيصة نسبياً أن تُلحق أضراراً جسيمة بالبنية التحتية والقوات العسكرية. ويأمل الجيش الألماني أن تسهم هذه الأنظمة الجديدة في سد فجوات الحماية الجوية، خاصةً مع تعزيز التعاون داخل الناتو لمواجهة أي تصعيد محتمل.