سيريا ستار تايمز

قبيل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.. قسد تصعّد في ريف حلب


شهد ريف حلب الشرقي توتراً جديداً بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بعدما أعلنت وزارة الدفاع السورية، عبر معرّفاتها الرسمية، أنّ قسد قصفت قرى تل ماعز وعلصة والكيارية بقذائف هاون، بالإضافة إلى قرية أم تينة، التي تخضع لسيطرتها، لأسباب لم تُعرف بعد. تأتي هذه التصعيدات قبيل المشاركة المرتقبة للرئيس أحمد الشرع في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، مما يشير إلى محاولة "قسد" تعقيد ملف اتفاق العاشر من آذار الموقع مع الحكومة السورية. ونفت وزارة الدفاع استهداف الجيش السوري لقرية أم تينة، مؤكدة أن قسد تتحمل المسؤولية عن الحادثة، في حين لم يصدر تعليق فوري من جانب قسد. وأشارت الوزارة إلى أنّ قصفاً سابقاً على قرية الكيارية في 10 من أيلول الماضي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثلاثة مدنيين. وترى أن تكرار مثل هذه الهجمات يقوّض أمن المنطقة ويزيد من معاناة السكان.

خرق لاتفاق آذار
يأتي هذا التصعيد رغم توقيع الطرفين، في مارس الماضي، اتفاقاً يقضي بدمج المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرقي سوريا ضمن إطار الدولة السورية، وضمان حقوق جميع السوريين، ووقف إطلاق النار، وتأمين عودة المهجّرين، إضافة إلى رفض خطاب الكراهية ومشاريع التقسيم.

وقال الباحث محمّد سليمان، إنّ انتهاكات قسد المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار، تعدّ خرقاً مباشراً لاتفاق 10 من مارس 2025 الموقع بين الرئيس أحمد الشرع وقائد قسد مظلوم عبدي، مضيفاً أنّه يبدو أن بعض الأجنحة المتشددة داخل الإدارة الذاتية المنتمية لحزب العمال الكردستاني تسعى لإفشال الاتفاق، تعبيراً عن خلاف داخلي متصاعد مع عبدي وتهدف إلى افتعال مواجهة عسكرية مع الحكومة السورية واتهامها بانتهاكات في محاولة للاستعاضة عن الاتفاق الوطني القائم باتفاق جديد برعاية دولية على غرار خارطة طريق السويداء. ويرى الباحث سليمان أنّ الحكومة السورية من جهتها ممثلة بالرئيس الشرع ووزارة الدفاع تلتزم بأقصى درجات ضبط النفس وتؤكد تمسكها الكامل بتنفيذ الاتفاق وهو ما انعكس في التصريحات الدولية التي أشادت بسلوك دمشق. ويفهم من هذه التصعيدات، بحسب سليمان، على أنها محاولة لتعطيل الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى الأمم المتحدة، وكذلك محاولة لتقويض نتائج زيارة وزير الخارجية الشيباني إلى واشنطن التي أفضت إلى تطور إيجابي في العلاقات السورية الأميركية وهو ما تعتبره الإدارة الذاتية تهديداً مباشراً لمشروعها السياسي.

الدبلوماسيّة تتحرّك
وكان وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد حسن الشيباني التقى في واشنطن نائب وزير الخارجية الأميركي كريستوفر لاندوا، حيث جرى بحث العلاقات السورية – الأميركية وآفاق تطويرها. وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن نائب الوزير والمبعوث الخاص إلى سوريا ناقشا مع الوزير الشيباني مستقبل سوريا، والعلاقات السورية – الإسرائيلية، وتنفيذ الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد). من جهته أكد نائب وزير الخارجية الأميركي خلال اللقاء أن أمام سوريا "فرصة تاريخية لبناء دولة سلمية"، كما تم بحث تنفيذ اتفاق 10 آذار بين دمشق و"قسد".

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,