رسالة من حماس لترامب: وقف النار لشهرين مقابل نصف الرهائن.. 11 دولة تعلن اعترافها بفلسطين

في حرب الإبادة على غزة، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف المباني السكنية ومخيمات النازحين، وأكدت مصادر في مستشفيات القطاع استشهاد 31 فلسطينيا منذ فجر اليوم بينهم 27 بمدينة غزة. سياسيا، يتوقع أن تعلن فرنسا مع 10 دول أخرى رسميا اليوم اعترافها بالدولة الفلسطينية عشية مؤتمر حل الدولتين في نيويورك، بينما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، رفضه تلك الخطوة وتوعد بالرد عليها بعد عودته من الولايات المتحدة. وحذر مسؤولون أوروبيون إسرائيل من المضي في خطوة ضم أجزاء من الضفة الغربية كرد على إقدام دول غربية إعلانها رسميا الاعتراف بدولة فلسطين، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
قمة لحل الدولتين اليوم و11 دولة تعلن اعترافها بفلسطين
تتواصل موجة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين، إذ تستعد فرنسا مع 10 دول أخرى للإعلان رسميا عن اعترافها خلال قمة تُعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك لبحث مستقبل حل الدولتين في ظل الحرب الدامية على قطاع غزة. ويأتي هذا الاعتراف المرتقب تتويجا لعملية دبلوماسية استمرت أشهرا، بقيادة السعودية وفرنسا، وتهدف لممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل وربط مستقبل السلام في المنطقة بتجسيد قيام دولة فلسطينية. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مقابلة مع قناة "سي بي إس"، "إذا أردنا عزل حماس، فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وخطة السلام المرافقة له يشكلان شرطا مسبقا، الفلسطينيون يريدون وطنا، وإذا لم نقدم لهم أفقا سياسيا سيعلقون مع حماس باعتبارها الحل الوحيد". وتزامنا مع قرار فرنسا الاعتراف رسميا بدولة فلسطين، أعلنت بلدية سان دوني في العاصمة الفرنسية باريس أنها قامت برفع العلم الفلسطيني فوق مبنى البلدية، تأكيدا على الموقف الفرنسي الجديد. وتتوقع باريس أن تنضم إليها دول أوروبية صغيرة مثل أندورا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا وسان مارينو، ليصل العدد الإجمالي إلى 11 دولة جديدة، وبذلك يرتفع عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 147 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، وفق إحصاءات وكالة الأنباء الفرنسية.
الاعترافات الغربية السابقة
وقبل القمة بيوم واحد، شهد تطورا بارزا مع إعلان كل من بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وهو ما مثل تحولا في مواقف بعض من أقرب حلفاء إسرائيل التقليديين. وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن بلاده اعترفت بالدولة الفلسطينية "لإبقاء أمل السلام حيا"، مؤكدا أن الاعتراف خطوة موازية لفرض عقوبات إضافية على شخصيات من حركة حماس. من جهته، أعلن رئيس الوزراء الكندي مارك كارني أن كندا تعرض شراكتها لبناء مستقبل سلمي للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، في حين شدد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز على أن الاعتراف يأتي كجزء من جهد دولي منسق لإحياء حل الدولتين ووقف إطلاق النار في غزة.
مواقف متباينة
ورحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعترافات ، معتبرا إياها خطوة على طريق "السلام العادل والدائم"، لكنه لن يتمكن من المشاركة حضوريا في القمة بعد أن رفضت الولايات المتحدة منحه ووفده تأشيرات دخول. في المقابل، صعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من لهجته، متوعدا بعدم السماح بقيام دولة فلسطينية، وواصفا الاعترافات بأنها "تهديد لوجود إسرائيل"، كما دعا إلى مواجهة ما وصفه بـ"الدعاية الكاذبة" في الأمم المتحدة، متوعدا بعرض "الحقيقة" في خطابه أمام الجمعية العامة الجمعة المقبلة. أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فاعتبر أن العالم يجب ألا يخشى من ردود الفعل الإسرائيلية، مشددا على أن تل أبيب تواصل "سياسة تقضي بتدمير غزة وضم الضفة الغربية". وبانضمام فرنسا وبريطانيا، ستكون فلسطين قد حصلت على اعتراف 4 من الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الصين وروسيا اعترفتا منذ 1988)، فيما تواصل الولايات المتحدة معارضة الاعتراف، واصفة الخطوة بأنها "استعراضية" وداعية إلى "التركيز على دبلوماسية جادة".
رسالة من حماس لترامب.. وقف النار لشهرين مقابل نصف الرهائن
ذكرت شبكة "فوكس نيوز" الأميركية أن حركة حماس بعثت رسالة شخصية إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، تطلب فيها ضماناً لوقف إطلاق النار في غزة لمدة ستين يوما مقابل الإفراج عن نصف الرهائن المحتجزين لدى الحركة. وبحسب التقرير، فإن الرسالة موجودة حاليا لدى الوسطاء القطريين، ومن المتوقع أن يتم تسليمها إلى ترمب خلال الأسبوع الجاري.
ويأتي ذلك في وقت تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف القتال، في ظل تحذيرات متكررة من ترامب بضرورة استجابة حماس لمقترحاته قبل فوات الأوان.
تحذير أخير
يذكر أن الرئيس الأميركي وجه مطلع الشهر الجاري، تحذيرا صريحا لحركة حماس، مؤكدا أنه "لن يكون هناك تحذير آخر". وفي تغريدة على حسابه في منصة "تروث سوشيال"، قال ترامب: "الجميع يريد عودة الرهائن إلى ديارهم. الجميع يريد نهاية هذه الحرب". وأضاف: "لقد قبل الإسرائيليون شروطي. وحان الوقت لحماس أن تقبلها أيضا". وبعدما وجه ترامب إلى حماس ما وصفه بالإنذار الأخير، أعرب عن اعتقاده بأن الاتفاق لم يعد بعيداً. وتضمن الاقتراح الأميركي الذي سلمه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف عبر الوسطاء إلى حركة حماس إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين الـ 48 المتبقين (أحياء وجثثاً) مقابل وقف إطلاق النار وإنهاء العملية الإسرائيلية لاحتلال مدينة غزة، وفق ما كشف مسؤول إسرائيلي كبير مطلع على التفاصيل. كما نص على إطلاق إسرائيل سراح ما بين 2500و3000 أسير فلسطيني محتجزين في سجونها، بمن فيهم مئات يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، حسب ما نقل موقع "أكسيوس".
بدء مفاوضات جديدة
ووفقًا للاقتراح، فبمجرد إعلان وقف إطلاق النار، ستبدأ المفاوضات فورًا حول شروط إنهاء الحرب، بما في ذلك مطالب إسرائيل بنزع سلاح حماس ومطالبة الحركة الفلسطينية بالانسحاب النهائي والكامل للجيش الإسرائيلي من كامل القطاع، وفقًا للمسؤول الإسرائيلي. كذلك أكد المقترح أنه إذا استجابت حماس للمبادرة بشكل إيجابي (وهو ما أعلنت عنه أمس)، فسيعمل ترامب بنشاط لإنهاء الحرب، وسيستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت المحادثات. والحركة أعلنت سابقاً موافقتها على المقترح الأميركي الأخير، فيما امتنعت إسرائيل عن تقديم ردها.