مصادر فرنسية تؤكد استمرار دعمها لمفاوضات "قسد" ودمشق وتقرّ ببطء جهود الدمج

قالت مصادر دبلوماسية فرنسية إن باريس تواصل دعم مسار المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية، لكنها أشارت إلى أن جهود دمج "قسد" في مؤسسات الدولة تشهد تباطؤاً. ونقلت شبكة "روداو" عن المصدر الفرنسي قوله إن "المباحثات تستمر بدعم وتنسيق من فرنسا والولايات المتحدة". وأضاف المصدر مذكّراً بالتعهدات التي قُدمت في مؤتمر سوريا الذي انعقد في باريس خلال شهر شباط: "تواصل فرنسا العمل من أجل بناء سوريا حرّة، موحّدة، ذات سيادة، مستقرة وشاملة، ومن أجل عملية انتقال سلمي تفضي إلى اندماج كامل للبلاد مع محيطها الإقليمي".
وأكد المصدر أن الحوار بين الإدارة الذاتية وإدارة دمشق مستمر، موضحاً أن "دمج قسد مع الجيش السوري مسألة أساسية من أجل استقرار سوريا والمنطقة، ومن أجل مكافحة الإرهاب". كما أشار إلى أن "جهوداً مهمة تُبذل على ضفتي نهر الفرات"، لافتاً إلى أهمية "التوصل إلى حل متوازن وشامل يحترم حقوق جميع السوريين".
دمشق تنسحب من مؤتمر باريس
تأتي تصريحات المصادر الدبلوماسية الفرنسية في وقت أعلنت فيه الحكومة السورية، الشهر الفائت، انسحابها من المفاوضات مع "قوات سوريا الديمقراطية – قسد"، والتي كان من المقرر أن تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس. وجاء الانسحاب رداً على المؤتمر الذي نظمته "قسد" في الحسكة، حيث اعتبرته دمشق "ضربة لجهود التفاوض"، مؤكدة أنها "لن تشارك في أي اجتماعات مقررة في باريس، ولن تجلس على طاولة التفاوض مع أي طرف يسعى لإحياء عهد النظام المخلوع تحت أي مسمى أو غطاء".
واتهمت الحكومة السورية "قسد" بخرق اتفاق 10 آذار، محمّلة إياها المسؤولية الكاملة عن تداعيات المؤتمر الذي استضاف "شخصيات انفصالية ومتورطة في أعمال عدائية". وشددت على أن "شكل الدولة لا يُحسم عبر تفاهمات فئوية، بل عبر دستور دائم يُقرّ بالاستفتاء الشعبي"، معتبرة أن ما جرى في الحسكة "تحالف هشّ بدعم خارجي" و"محاولة لتدويل الشأن السوري وإعادة فرض العقوبات".