سيريا ستار تايمز

دبابات الاحتلال تتوغل بأحياء غزة وحماس تنفي تلقي مقترحات جديدة ومصادر تكشف مزيدا من تفاصيل خطة ترامب


في حرب الإبادة على غزة، أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 31 فلسطينيا في غارات للاحتلال على مناطق عدة في القطاع . وإلى جانب استمرار القصف الإسرائيلي في القطاع، تتفاقم مأساة التجويع، حيث أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة وفاة رضيع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج. ميدانيا كشفت مواقع إخبارية فلسطينية أن المقاومة أعدمت 3 أشخاص لانتمائهم لمليشيا ياسر أبو شباب. سياسيا قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها لم تتسلم من الإخوة الوسطاء أي مقترحات جديدة، وأن المفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة في الدوحة. وفي الضفة الغربية المحتلة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسير المقدسي المحرر عيسى العباسي بعد دهم منزله في حي كرم الشيخ ببلدة سلوان.


توغلت دبابات إسرائيلية في عمق الأحياء السكنية بمدينة غزة، تزامنا مع هجمات جوية وبرية أسفرت عن استشهاد 31 فلسطينيا في قطاع غزة المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ نحو عامين. وقال شهود ومسعفون إن الدبابات الإسرائيلية توغلت بشكل مكثف في أحياء الصبرة وتل الهوا والشيخ رضوان وحي النصر، مقتربة من قلب مدينة غزة ومناطقها الغربية التي يلجأ إليها مئات الآلاف من السكان. وعبرت السلطات الفلسطينية في المدينة عن قلقها لعدم تمكنها من الاستجابة لعشرات نداءات الاستغاثة. وبدأ الجيش الإسرائيلي شن هجومه البري الذي طالما هدد به على مدينة غزة في 16 سبتمبر/أيلول الجاري بعد تكثيف غاراته على وسط المدينة لأسابيع، مما أجبر مئات الفلسطينيين على الفرار، لكن عشرات الآلاف لا يزالون في المدينة. وقال مصدر طبي في مستشفى العودة إن 10 فلسطينيين استشهدوا، وفُقد عدد آخر تحت الركام إثر قصف إسرائيلي على منزلين في مخيم النصيرات وسط القطاع. وفي محيط محور نتساريم، استشهد فلسطيني من منتظري المساعدات برصاص إسرائيلي قرب مركز توزيع المساعدات الأميركي الإسرائيلي جنوبي منطقة الوادي.


نسف المباني
وواصل جيش الاحتلال نسف المباني السكنية بالعربات المسيرة المتفجرة في حي الصبرة جنوبي مدينة غزة. وذكر مجمع ناصر الطبي أن مواطنا من منتظري المساعدات استشهد بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمال رفح جنوبي القطاع، وأضاف أن رضيعة توفيت نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج. وفي مدينة خان يونس، استشهد فلسطيني من منتظري المساعدات برصاص إسرائيلي قرب مركز التوزيع بمنطقة الطينة، في حين استشهد فلسطينيان آخران في هجمات متفرقة للاحتلال على جنوبي القطاع دون ورود تفاصيل بشأنها. وترتكب إسرائيل بدعم أميركي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 65 ألفا و926 شهيدا و167 ألفا و783 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا، بينهم 147 طفلا.


حماس تؤكد أنها لم تستلم من الوسطاء أية مقترحات جديدة بشأن غزة


أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها لم تستلم من الوسطاء أي مقترحات جديدة، في حين نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل جديدة عن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب على غزة. وأكدت الحركة -في بيان- أن المفاوضات متوقفة منذ محاولة الاغتيال الفاشلة في التاسع من الشهر الجاري في العاصمة القطرية الدوحة. كما أكدت استعدادها "لدراسة أي مقترحات تصلها من الإخوة الوسطاء بكل إيجابية ومسؤولية، وبما يحفظ حقوق شعبنا الوطنية". قال مصدر دبلوماسي مطلع إن حركة حماس لم تتلقَّ أي مقترح جديد بشأن استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب على غزة. وأكدت حماس مرارا استعدادها لإنجاز اتفاق يفضي إلى وقف الحرب على غزة نهائيا، وانسحاب قوات الاحتلال، وتدفق المساعدات، وإعادة إعمار قطاع غزة، ورفضت الاتهامات الأميركية والإسرائيلية لها بعرقلة جهود التسوية، مؤكدة أن نتنياهو هو الطرف المعرقل لكل محاولات التوصل لاتفاق.

تفاصيل جديدة
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية  إنه من المتوقع أن يعرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب جداول زمنية واضحة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– خلال لقائهما المرتقب ويوضح أن الحرب يجب أن تنتهي. وأضافت القناة أن القناعة في إسرائيل تتزايد بأن ترامب سيطلب من نتنياهو، خلال لقائهما في البيت الأبيض غدا الاثنين، التقدم في تنفيذ خطته لإنهاء الحرب. ونقلت عن مصدر وصفته بالمطلع أن المفاوضات مستمرة، وتُجرى تعديلات على مسودة مقترح الصفقة طوال الوقت، من دون أن توضح إذا ما كانت المفاوضات مقتصرة في هذه المرحلة على الطرفين الأميركي والإسرائيلي أم أنها تشمل أطرافا أخرى. وقال المصدر إن الهدف هو التوصل إلى اتفاق حتى اللقاء المرتقب بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، مضيفا أن واشنطن اتخذت قرارا بالذهاب نحو صفقة قد تكون متدرجة.

من جهتها، نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مصدر وصفته بالمطلع أن لهجة الإدارة الأميركية اختلفت، وثمة إرادة لإنهاء الملفات. وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر مطلعة، لم تكشف عنها، أن معظم عناصر خطة ترامب بشأن غزة مقبولة، بل ومناسبة لإسرائيل. وكان الرئيس الأميركي تحدث عقب لقائه قادة دول عربية وإسلامية في مقر الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي عن اتفاق قريب لوقف الحرب المستمرة على غزة منذ نحو عامين.

تفاصيل الخطة
وفي وقت سابق، نقلت شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصدر مطلع أن خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب للسلام في غزة مكونة من 21 نقطة. وقالت الشبكة إن الخطة تدعو إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غضون 48 ساعة من الموافقة عليها مقابل انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من غزة. وحسب المصدر، فإن خطة ترامب لا تتضمن جدولا زمنيا لانسحاب الجيش الإسرائيلي. وتدعو الخطة، وفق المصدر نفسه، إلى عدم اضطلاع حركة حماس بدور مستقبلي في حكم غزة، كما تنص على مستويين من الحكم المؤقت في غزة، وهما هيئة دولية شاملة، ولجنة فلسطينية. وتشير الخطة الأميركية إلى دور الأمم المتحدة في تقديم الدعم الإنساني، دون الإشارة إلى "مؤسسة غزة الإنسانية". وفي إطار خطة إسرائيلية أميركية، تولت هذه المؤسسة في مايو/أيار الماضي توزيع المساعدات في غزة، واتهمتها منظمات دولية بأنها حوّلت المراكز التي تديرها في القطاع إلى "مصايد موت"، إذ قتل المسلحون المتعاقدون معها والجيش الإسرائيلي 2500 فلسطيني وأصابوا 18 ألفا آخرين في محيط تلك النقاط. وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن الخطة الأميركية تنص على إنهاء الحرب بوقف إطلاق نار دائم، وانسحاب إسرائيلي تدريجي، وإنهاء حكم حماس للقطاع، ونزع سلاح القطاع، ونشر قوة أمنية من دول عربية. يشار إلى أن نتنياهو انقلب على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مطلع العام الجاري، وأحبط عدة محاولات لإنجاز صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، وهو يضع شروطا لذلك، بينها فرض السيطرة الأمنية على غزة ونزع سلاح المقاومة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,