سيريا ستار تايمز

أحزمة نارية على القطاع وتفاؤل أميركي بالتوصل لاتفاق.. أسطول الصمود يقترب من منطقة عالية المخاطر


في حرب الإبادة على غزة، واصل الاحتلال غاراته على القطاع ونفذ أحزمة نارية ليلية، بعد أن أفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 23 شخصا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم بينهم 21 في مدينة غزة، وسط تفاقم مأساة التجويع، حيث أعلن مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة وفاة رضيع نتيجة سوء التغذية ونقص العلاج. بدورها، أعلنت كتائب القسام انقطاع التواصل مع الأسيرين الإسرائيليين عمري ميران ومتان إنغرست نتيجة عمليات الاحتلال التي وصفتها بالهمجية في حيي الصبرة وتل الهوا في مدينة غزة. وسياسيا، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في تصريحات إعلامية وأخرى نشرها عبر منصة "تروث سوشيال"- تفاؤله بالتوصل لاتفاق يتعلق بقطاع غزة وسط تواصل المفاوضات، معربا عن أمله بأن يجلب السلام إلى المنطقة، وذلك قبل اجتماع يجمعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي الضفة الغربية المحتلة، واصل الاحتلال حملة الاقتحامات في مناطق عدة، في حين أكد الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في كتيبة المظليين متأثرا بإصابته عند مفترق جيت شمال الضفة بعد تنفيذ عملية بالمنطقة.

شهداء وتحليق مكثف لمسيرات الاحتلال بسماء غزة ونسف مبان غربها

أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة باستشهاد 23 فلسطينيا بنيران الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 21 في مدينة غزة، في حين تشهد المدينة انهيارا كبيرا في منظومة العمل الإنساني. وقال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال الإسرائيلي نسفت مباني سكنية شمال مخيم الشاطئ غرب المدينة. كما أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بسقوط شهيد ومصابين في قصف من مسيرة إسرائيلية على شارع أبو حصيرة غربي مدينة غزة. ولوحظ في أجواء المدينة تحليق مكثف للمسيرات الإسرائيلية، وسط إطلاق نار يسمع في محيط مجمع الشفاء الطبي. وكانت قوات الاحتلال قد نفذت أمس أحزمة نارية في محيط مستشفى الشفاء. وحصلت الجزيرة على صور خاصة توثق لحظة تدمير برج مكة، في حي تل الهوا جنوب غربي مدينة غزة، بعد أن قصفته طائرات حربية إسرائيلية أمس.

غارات
من جانب آخر، أفاد مراسل الجزيرة بتقدم عدد من الآليات العسكرية قرب مقر الأمم المتحدة في شارع النصر، غربي مدينة غزة. كما أفاد المراسل بأن غارات إسرائيلية دمرت عددا من المنازل في منطقة التوبة، بحي الدرج شرقي مدينة غزة. وأضاف المراسل أن جيش الاحتلال لم يمهل سكان المنازل والنازحين إليها، ولم يعطهم الوقت الكافي لأخذ مقتنياتهم قبيل تدميرها. من جهة أخرى، أعلن مجمع ناصر الطبي استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين من منتظري المساعدات قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح. وفي مدينة غزة أيضا، ألقت مسيّرات إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" عددا من القنابل على المنازل والمباني السكنية في حيي الرمال غربا والصبرة جنوبا. أما جنوبي القطاع، فقد نفذ الجيش الإسرائيلي عمليات نسف بالعربات المسيرة المُفخخة لمربعات سكنية في منطقة الكتيبة وسط مدينة خان يونس. موازاة مع ذلك، كشف رئيس "شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية" في غزة أمجد الشوا أن المساعدات الإنسانية التي تدخل إلى القطاع لا تلبي الحد الأدنى من الاحتياجات.

وأكد، في مقابلة مع الجزيرة، أن الاحتلال الإسرائيلي يجبر المواطنين على النزوح بحرمانهم من الخدمات الأساسية.

وضع مأساوي
في السياق ذاته، قال عدنان أبو حسنة، المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن مدينة غزة تعيش انهيارا كبيرا في منظومة العمل الإنساني، محذرا من أن الوقود سينفد خلال 48 ساعة. وفي مقابلة مع الجزيرة، أضاف أبو حسنة أن المجاعة انتقلت مع النازحين إلى الوسط والجنوب، حيث يبيت عشرات الآلاف من النازحين في الشوارع، بلا خيام أو مأوى. وفي 16 سبتمبر/أيلول الجاري، قال الجيش الإسرائيلي إنه شرع في "عملية برية واسعة" بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36. وفي الثامن من أغسطس/آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني. وبدأ الجيش في 11 أغسطس/آب الهجوم على المدينة انطلاقا من حي الزيتون، في عملية أطلق عليها لاحقا "عربات جدعون 2″، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري. وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 66 ألف شهيد وما يفوق على 168 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,