سيريا ستار تايمز

الدانمارك تحذر من الحرب الروسية الهجينة على أوروبا


دعت رئيسة الوزراء الدانماركية مته فريدريكسن إلى "رد قوي جدا" من أوروبا على "الحرب الهجينة" التي تشنها روسيا، على القارة الأوروبية. وقالت فريدريكسن إن "هناك بلدا واحدا على استعداد لتهديدنا، وهو روسيا، ونحن في حاجة إذن إلى رد قوي جدا"، ويأتي تصريحها بعدما حلقت طائرات مسيرة -لم يتم التعرف على هويتها- مرارا فوق بلادها في الأيام الأخيرة.
وحذرت رئيسة الوزراء الدانماركية، خلال استضافتها قمة قادة الاتحاد الأوروبي في كوبنهاغن، من أن أوروبا في خضم حرب هجينة تشنها روسيا، وأن على القارة تسليح نفسها. وقالت فريدريكسن للصحفيين "آمل أن يدرك الجميع الآن أن هناك حربا هجينة، وأن بولندا تشنها يوما ما، والدانمارك تشنها يوما آخر، والأسبوع المقبل قد نشهد أعمال تخريب أو تحليق طائرات بدون طيار في مكان آخر". وفي حين لم تحدد السلطات الدانماركية هوية الجهات التي يُعتقد أنها مسؤولة، قالت فريدريكسن إن "هناك دولة واحدة فقط مستعدة لتهديدنا، وهي روسيا، ولذلك نحتاج إلى رد قوي للغاية". وأضافت "أريد أن نعيد تسليح أنفسنا. أريد أن نشتري مزيدا من القدرات. أريد أن نبتكر أكثر، على سبيل المثال في مجال الطائرات المسيرة". ومضت رئيسة الوزراء الدانماركية تقول "عندما أنظر إلى أوروبا اليوم، أعتقد أننا في أصعب وأخطر وضع منذ نهاية الحرب العالمية الثانية". وتعد روسيا محور قمة اليوم، ومن المتوقع أن تركز المناقشات على "كيفية إعداد أوروبا لصد العدوان الروسي بحلول عام 2030″، خاصة مع تحول تركيز الولايات المتحدة على المخاوف الأمنية في آسيا وأماكن أخرى.

التوقيت
وتأتي قمة اليوم بعد سلسلة من حوادث الطائرات المسيرة المثيرة للقلق في المطارات والقواعد العسكرية الدانماركية خلال الأسبوع الماضي.

وتتصدر أوكرانيا أيضا جدول الأعمال، ومن المقرر أن يلقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كلمة أمام قادة الاتحاد الأوروبي عبر الفيديو. وستركز محادثات الاتحاد الأوروبي بشأن أوكرانيا على استمرار الدعم العسكري والمالي للبلد الذي مزقه الصراع، في ظل نضوب الأموال والأسلحة والذخيرة التي كانت الولايات المتحدة توفرها سابقا. وستجري مناقشة اقتراح جديد لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا، إضافة إلى آفاق انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي. وقد استبعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وهو أفضل ضمان أمني متاح. وسينضم رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وقادة آخرون من جميع أنحاء أوروبا إلى شركائهم في الاتحاد الأوروبي في عشاء غير رسمي للجماعة السياسية الأوروبية. ومن المقرر أن يشارك في العشاء نحو 40 رئيس دولة أو حكومة. وسيجتمعون رسميا -غدا الخميس- لإجراء محادثات تركز على الأمن والاتجار بالبشر والهجرة. ويقول النقاد إن منتدى الجماعة السياسية الأوروبية -الذي يجمع أعضاء الاتحاد الأوروبي والشركاء الطامحين في البلقان وأوروبا الشرقية، إضافة إلى بريطانيا وتركيا– ليس سوى "منبر للمحادثات" السياسية ولا يُسفر عن نتائج ملموسة تُذكر. وقبل الاجتماع، نصب نظام رادار خاص في مطار كوبنهاغن للمساعدة في المراقبة، إثر إغلاق المطار بعد تحليق طائرات مسيرة مجهولة قبل أسبوع، مما تسبب في اضطرابات كبيرة. كما أرسلت فرنسا وألمانيا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة طائرات وسفنا وأنظمة دفاع جوي إلى الدانمارك قبل المحادثات.

تأمين ومخاوف
من جانبها، أرسلت القوات المسلحة الأوكرانية بعثة إلى الدولة الإسكندنافية لإجراء تدريبات مشتركة، لتبادل خبراتها في مكافحة الطائرات المسيرة الروسية. ويعتقد القادة وأجهزة الاستخبارات أن روسيا يمكن أن تشن هجوما في أماكن أخرى من أوروبا في غضون 3 إلى 5 سنوات، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عازم على اختبار حلف الناتو مع تزايد الشكوك حول التزام ترامب بالمنظمة. وفي العاشر من سبتمبر/أيلول الماضي، عندما اخترقت عدة طائرات روسية مسيرة المجال الجوي لبولندا، انطلقت طائرات تابعة لحلف الناتو لاعتراض وإسقاط بعض هذه الطائرات، في أول مواجهة مباشرة بين الناتو وموسكو منذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا يوم 24 فبراير/شباط 2022. وهزت هذه الحادثة القادة في جميع أنحاء أوروبا، مما أثار تساؤلات حول مدى استعداد التحالف ضد روسيا. بعد أيام، رافقت طائرات تابعة للناتو 3 طائرات حربية روسية إلى خارج المجال الجوي لإستونيا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,