توجه طائرات التزود بالوقود نحو الشرق الأوسط يثير تكهنات بضربة محتملة.. والحرس الثوري يلوح بزيادة مدى الصواريخ الإيرانية

كشفت بيانات لأجهزة تتبع الرحلات الجوية مفتوحة المصدر عن توجيه غير معتاد لطائرات "KC-135 Stratotanker" الأمريكية، إلى قاعدة العديد الجوية في قطر.
وسجلت البيانات حركة عشرات الطائرات العاملة بالتزود بالوقود في 30 سبتمبر 2025، مما يمثل واحدة من أكبر عمليات النشر من هذا النوع في الأشهر الأخيرة. وتم تحويل مسار بعض الطائرات من قاعدة "رايف ميلدنهال" في بريطانيا إلى قاعدة "بريستويك" بسبب الظروف الجوية، قبل أن تتوجه إلى قطر.
وتزامنت هذه الحركة مع انعقاد قمة عسكرية سرية على مستوى عال في "كوانتيكو" الأمريكية، وتصاعد التوترات مع إيران، مما دفع مراقبين إلى التكهن باحتمال تحضير لعمل عسكري أمريكي أو لحلف الناتو، ولم يصدر البنتاغون أي تعليق رسمي على عملية النشر أو أهدافها. يذكر أن طائرات KC-135 تُعد عماد أسطول التزود بالوقود الجوي للقوات الجوية الأمريكية، وهي ضرورية لدعم المقاتلات والقاذفات في العمليات الطويلة المدى. كما انضمت إليها في هذه المهمة طائرة KC-46A Pegasus الأكثر تطورا. ويشير النشر الواسع للناقلات تجاه قاعدة العديد، المقر الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، إلى أن الأمر يتجاوز مجرد مناورة روتينية. ويذكر المراقبون بأن طفرات مماثلة في نشر طائرات التزود بالوقود سبقت عمليات عسكرية في الماضي، مثل الضربات الأمريكية على مواقع في العراق عام 2019. كما نفذت الولايات المتحدة بالفعل ضربات على المنشآت النووية الإيرانية في وقت سابق من هذا العام، وقد يشير نشرها الأخير لطائرات Stratotankers إلى قطر إلى أن واشنطن تستعد مرة أخرى لضربات محتملة ضد إيران. وأضافت الحوادث الإقليمية في مضيق هرمز وزيادة اختبار الصواريخ إلى القلق بين حلفاء الخليج، مع استضافة دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن والاستعداد لقمة مغلقة مع أكثر من 300 جنرال وأميرال، بعضهم مسحوب من مسارح الحرب النشطة، فإن التوقيت الاستراتيجي يشير بقوة إلى أن التخطيط التشغيلي جارٍ، من المحتمل أن يستهدف التهديدات أو القدرات الإيرانية. ويحمل هذا النشر تداعيات جيوسياسية كبيرة. فقد أثار تنامي علاقات إيران مع موسكو وبكين قلق حلفاء الولايات المتحدة في الخليج والبحر الأبيض المتوسط، في حين أن النقل المفاجئ لمعدات التزود بالوقود يعزز موقف البنتاغون المتقدم، مما يضمن فعالية حزم الضربات على نطاق واسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. ومن الناحية الاستراتيجية، تُشكل هذه الخطوة ضغطا على طهران في دبلوماسيتها السرية الجارية، وتُظهر عزما على اتخاذ إجراءات استباقية من قبل إسرائيل أو الناتو. ويُبرز تقارب الإشارات السياسية واللوجستيات العسكرية لحظة حاسمة محتملة في الموقف الدفاعي الأمريكي، فتحليق أسطول من طائرات KC-135 وKC-46A عبر المحيط الأطلسي ليس حدثا معزولا، بل هو انتشار استراتيجي مُصمم لضمان وصول عالمي فوري وتفوق جوي في حال وقوع عمليات عسكرية. وما يزال غامضا ما إذا كان هذا تمهيدا لعملية أوسع نطاقا للولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي، أم استعراضا للقوة يهدف إلى ردع طهران. في غضون ذلك، أعلن وزير الحرب الأمريكي بيت هيغسيث أن مهمة البنتاغون الجديدة ستقتصر على القيام بعمليات قتالية، منوها بأن ضمان السلام يبدأ من الاستعداد للحرب. وقال هيغسيث خلال كلمة له على هامش اجتماع مع كبار قادة البنتاغون في فيرجينيا: "مرحبا بكم في وزارة الحرب، فقد ولى عهد وزارة الدفاع.. شعار فصيلتي الأولى "من يرغب في السلام عليه أن يستعد للحرب"، مشددا على "ضرورة أن تستعد الولايات المتحدة للحرب دفاعا عن السلام"، منوها بأن "مذهب اللاعنف خطير وساذج".
زيادة مدى الصواريخ الإيرانية

قال قائد كبير بالحرس الثوري الإيراني لوكالة أنباء فارس شبه الرسمية إنه ستتم زيادة مدى الصواريخ إلى أي نقطة تعتبرها طهران ضرورية، وذلك ردا على ما قال إنها مطالب غربية لكبح الصواريخ الإيرانية. وقال محمد جعفر أسدي نائب مسؤول التفتيش بمقر خاتم الأنبياء العسكري المركزي، لوكالة أنباء فارس "صواريخنا ستصل إلى المدى الذي تحتاج إليه".
وأضاف أن قوة ومدى الصواريخ الإيرانية جعلت الحرب التي بدأتها إسرائيل في يونيو/حزيران الماضي تستمر 12 يوما فقط، حيث ردت طهران بإطلاق مئات الصواريخ على إسرائيل". ونقلت الوكالة الإيرانية عن أسدي قوله "الحمد لله، بالموارد المتاحة لدينا، نحن على أهبة الاستعداد بنسبة 100%. ومع ذلك، لسنا نحن المبادرين للحرب، ولكن إذا حاول أحد العدوان على بلدنا، فسنرد عليه بحزم". وأشار المسؤول العسكري الإيراني إلى مواقف بعض الدول الغربية الداعية إلى ضرورة الحد من مدى صواريخ بلاده قائلا "لا يسعني إلا أن أقول فليخسأوا لإطلاقهم مثل هذه المزاعم"، مضيفا أن "التجربة أثبتت أن قوة الردع الصاروخي للجمهورية الإسلامية لعبت دورا حاسما في مواجهة الأعداء". واختتم تصريحه بالقول "إذا رأيتم أن الأعداء لم يتمكنوا من الصمود لأكثر من 12 يوما، فذلك بفضل قوة ومدى صواريخنا، ومداها سيصل إلى أي مكان تريده". وذكر مسؤولون إيرانيون أن مطالب الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية بفرض قيود على قدرات إيران الصاروخية تعد من المشكلات التي تعرقل الطريق إلى اتفاق نووي. وتخشى دول غربية من أن يقود برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم إلى إنتاج مواد لصنع رأس حربية ذرية. وتعبر هذه الدول عن القلق من أن تسعى طهران لتطوير صاروخ باليستي لحمل هذه الرأس. وتنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية. ويصل مدى الصواريخ الإيرانية إلى ألفي كيلومتر، وهو المدى الذي حددته إيران لنفسها. وقال مسؤولون في الماضي إن هذا المدى كاف لحماية البلاد لأنه يمكن أن يغطي المسافة إلى إسرائيل.