
في حرب الإبادة على غزة، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن إسرائيل وافقت بعد مفاوضات على خط الانسحاب الأولي الذي أطلعت عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في حين واصلت آلة الحرب الإسرائيلية قصفها ومجازرها بمناطق متفرقة من القطاع. وأعلنت مستشفيات غزة استشهاد 19 بنيران الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عدة منذ فجر اليوم، بينهم 4 من منتظري المساعدات جنوبي القطاع. من جهته، قال ترامب إن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ عند موافقة حماس على خط الانسحاب الأولي، وسيتم تبادل الأسرى بين الطرفين تزامنا مع سريان وقف إطلاق النار. وأكدت وزارة الخارجية المصرية استضافتها وفدين من حركة حماس وإسرائيل -غدا الاثنين- لبحث عملية تبادل الأسرى وفق مقترح الرئيس الأميركي. في سياق مواز، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن منظومات الدفاع اعترضت صاروخا أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل، وأنه تم تفعيل الإنذارات في مناطق عدة.
كثف الجيش الإسرائيلي غاراته على مناطق واسعة بقطاع غزة لا سيما أحياء مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة فلسطينيين، رغم إعلان إسرائيل تقليص العمليات العسكرية بعد مطالبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف قصف غزة فورا للسماح بالإفراج عن (الأسرى) المحتجرين بالقطاع. وأفادت مستشفيات غزة باستشهاد 16 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال في مناطق عدة منذ فجر اليوم، بينهم 10 في مدينة غزة، و4 من منتظري المساعدات جنوبي القطاع. وقد استشهد فلسطينيون من منتظري المساعدات بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي قرب مركز توزيع شمال غربي رفح (جنوبي قطاع غزة) وفق الإسعاف والطوارئ. وأكد مصدر في مستشفى الشفاء استشهاد 4 مواطنين في قصف إسرائيلي على حي الرمال (غربي مدينة غزة). كما أفاد مستشفى العودة باستشهاد فلسطيني في قصف مدفعي إسرائيلي على مخيم البريج (وسط قطاع غزة). وأصيب عدد من الفلسطينيين جراء غارة إسرائيلية استهدفت بنايات سكنية بمحيط مفترق الطيران في شارع الثلاثيني بحي الصبرة (جنوب مدينة غزة) بحسب وسائل إعلام محلية. وقال مراسلنا إن غارات الاحتلال استهدفت حي النصر ومنطقة المقوسي (شمالي مدينة غزة). وأفادت مصادر محلية بأن الطيران الإسرائيلي أغار على حي التفاح وشارع الجلاء في مدينة غزة. كما استهدفت مدفعية جيش الاحتلال حي تل الهوا (جنوبي غربي مدينة غزة) وأطلقت الآليات الإسرائيلية النار في منطقة النفق بالمدينة.
كذلك قال مراسلنا إن القصف المدفعي الإسرائيلي استهدف منطقة مفترق نتساريم بالقرب من طريق الرشيد الساحلي. وأفاد مصدر بالمستشفى المعمداني بانتشال جثة طفل شهيد إثر غارة إسرائيلية طالت أمس منزلا في حي التفاح (شرقي غزة).
كاتس يتفاخر
في الأثناء، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن الهجوم العسكري على مدينة غزة أدى إلى نزوح نحو 900 ألف فلسطيني نحو جنوب القطاع المدمر.
وأضاف "إن قرار السيطرة على غزة، وانهيار المباني المتعددة الطوابق، وكثافة عمليات الجيش الإسرائيلي في المدينة، كلها عوامل أدت إلى إجلاء ما يقارب 900 ألف من السكان نحو الجنوب، مما شكّل ضغطا هائلا على حماس والدول الداعمة لها". ويأتي ذلك بعد يوم دام بالقطاع أمس، إذ أسفرت نيران الاحتلال عن استشهاد 61 فلسطينيا بينهم 45 بمدينة غزة وحدها، بعد زعم إسرائيل تقليص العمليات العسكرية في أعقاب دعوة الرئيس الأميركي مساء أول أمس لوقف القصف فورا إثر رد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على خطته لوقف الحرب وتبادل الأسرى. وبعد دعوة تراب أول أمس، نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن توجيه القيادة السياسية بـ"وقف عملية احتلال مدينة غزة وتقليص النشاط العسكري في القطاع ليكون دفاعيا بحتا". ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، خلفت 67 ألفا و139 شهيدا، و169 ألفا و583 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن مجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.
خطة ترامب على طاولة شرم الشيخ.. هذا ما نعرفه عن المفاوضات الحاسمة
تسود حالة من الترقب قبيل انطلاق المفاوضات المرتقبة في شرم الشيخ بمصر -غدا الاثنين- لبحث تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتبادل الأسرى وإنهاء الحرب على قطاع غزة التي توشك على دخول عامها الثالث. ففيما ردت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالموافقة على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات مجددة تأكيدها الاستعداد لتسليم إدارة القطاع إلى هيئة فلسطينية من المستقلين (تكنوقراط)، ما تزال قضايا أخرى طرحتها الخطة الأميركية قيد النقاش. وقد وافقت إسرائيل على الخطة الأميركية، وقال الرئيس الأميركي إن الحكومة الإسرائيلية وافقت كذلك على خط الانسحاب الأولي للجيش الإسرائيلي الذي اطلعت حماس عليه، راهنا موافقتها عليه بدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
من يشارك بالمفاوضات؟
وأكدت وزارة الخارجية المصرية استضافتها وفدين من حركة حماس وإسرائيل ووفود الوسطاء -غدا الاثنين- لبدء مناقشات الإفراج عن الأسرى وفق خطة ترامب. وكشف مصدر دبلوماسي أن وفد حركة حماس المفاوض سيغادر الدوحة إلى مصر تمهيدا لمشاركته في المحادثات. كما أكد المصدر أن الوفد القطري سيتوجه إلى مصر -غدا الاثنين- مع بدء المحادثات الخاصة بتطبيق خطة ترامب. وفي واشنطن، قال مسؤول في البيت الأبيض إن "المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف في طريقه إلى مصر لإجراء محادثات بشأن تنفيذ خطة ترامب للسلام". وأضاف المسؤول أن جاريد كوشنر صهر ترامب، سيشارك هو الآخر في المحادثات، دون إضافة تفاصيل عن دوره. وفي إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنه طلب من وفده المفاوض التوجه إلى القاهرة "لإنجاز التفاصيل التقنية" المتعلقة بخطة ترامب، متوقعا أن تستمر المفاوضات لأيام.
ما قضايا النقاش؟
بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، لن تبحث المفاوضات قضية تبادل الأسرى فقط، بل ثمة 3 قضايا خلافية بين الطرفين ستتطرق إليها.
فقد نقلت الإذاعة الرسمية الإسرائيلية عن مصادر تأكيدها أن حركة حماس لديها اعتراضات بشأن خريطة انسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والتي نشرها ترامب. وتوقعت المصادر أن تناقش المباحثات أيضا قضية نزع سلاح حماس، فضلا عن مناقشة آليات وقف إطلاق النار وترتيبات ما بعد الحرب.
ماذا تخطط إسرائيل؟
ووفقا للرئيس الأميركي، وافقت إسرائيل على خط انسحاب بيّنه بخريطة نشرها باللون الأصفر داخل قطاع غزة، يبعد عن الحدود مع إسرائيل بمسافة تتراوح بين 1.5 كيلومترا و3.5 كيلومترات. لكن هيئة البث الإسرائيلية نشرت أمس أن إسرائيل تعتزم الإبقاء على وجود عسكري طويل الأمد بـ3 مواقع إستراتيجية داخل قطاع غزة وحوله، حتى بعد تنفيذ صفقة تبادل الأسرى والانسحاب التدريجي للجيش من القطاع، بموجب خطة الرئيس الأميركي. وأضافت الهيئة نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن مسؤولين إسرائيليين نقلوا رسالة إلى واشنطن تحوي تفاصيل خطة تتضمن بقاء الجيش في منطقة عازلة داخل حدود القطاع (لم تحدد عمقها أو مساحتها)، ومحور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، ومنطقة تلة الـ70 التي ترتفع نحو 70 مترا فوق سطح البحر وتمنح سيطرة نارية وبصرية على مساحات واسعة من شمال القطاع بما فيها مدينة غزة وبلدة ومخيم جباليا.
ما أهداف الولايات المتحدة؟
بالمقابل، يريد الرئيس الأميركي إنهاء الحرب في قطاع غزة بسرعة، ونقل عنه موقع أكسيوس تأكيده "اقتراب إبرام اتفاق سلام"، وفق وصفه. وأضاف ترامب للموقع الأميركي أن نتنياهو ليس لديه خيار آخر سوى أن يوافق على ما طرحه، قائلا إن فريقه حذره من تحفظات رئيس الوزراء الإسرائيلي، لكن حين كلمه عبر الهاتف وافق على الخطة في النهاية. كما صرح ترامب لموقع أكسيوس أن الحرب في غزة عزلت إسرائيل دوليا، وأكد أن أحد أهدافه من إنهائها هو استعادة مكانة إسرائيل الدولية.
كيف ردت حماس؟
وردا على الخطة الأميركية التي عرضها ترامب الاثنين الماضي بمؤتمر صحفي مع نتنياهو في واشنطن، وافقت حماس الجمعة على إطلاق سراح الأسرى الأحياء والأموات. لكنها قالت إن ما ورد بالمقترح من قضايا تتعلق بمستقبل قطاع غزة وحقوق الشعب الفلسطيني، فهو مرتبط بموقف "وطني جامع استنادا إلى القوانين والقرارات الدولية". ونصت الخطة الأميركية وفق ما أُعلن، على وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى خلال 72 ساعة، وانسحاب إسرائيل تدريجا من غزة، ونزع سلاح حماس والفصائل على ألا تؤدي دورا في الحكم، وأن تتولى إدارة القطاع هيئة تكنوقراط تُشرف عليها سلطة انتقالية برئاسة ترامب.
ما الموقف العربي الإسلامي؟
وقبل انعقاد المفاوضات، رحب وزراء خارجية قطر والسعودية ومصر والأردن والإمارات وإندونيسيا وباكستان وتركيا في بيان مشترك، بالخطوات التي اتخذتها حركة (حماس) حيال مقترح الرئيس الأميركي لإنهاء الحرب على غزة. وكان قادة ومسؤولون كبار من الدول الثمانية عقدوا اجتماعا مع ترامب في نيويورك لبحث جهود إنهاء الحرب في قطاع غزة في سبتمبر/أيلول الماضي. وفي البيان، أكدت الدول ضرورة بدء المفاوضات للاتفاق على آليات تنفيذ المقترح الأميركي، والتوصل لآلية تضمن أمن الجميع وانسحابا إسرائيليا كاملا.