سيريا ستار تايمز

بعد هجمات واسعة زيلينسكي ينتقد صمت الغرب والكرملين يرفض اتهامات أوروبا بشأن المسيّرات.. مزاعم بلا دليل


في أعقاب هجوم روسي جديد واسع النطاق شمل طائرات مسيرة وقنابل وصواريخ ضد أوكرانيا، انتقد الرئيس فولوديمير زيلينسكي عدم وجود "ردود حقيقية" من الغرب.
وأضاف زيلينسكي في كلمته اليومية "للأسف، لا يوجد رد فعل مناسب وقوي من العالم على كل ما يحدث"، مشيراً إلى النطاق المتزايد وجرأة الهجمات. كما تابع قائلاً "هذا بالضبط هو السبب الذي يجعل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين يفعل ذلك.. إنه ببساطة يضحك على الغرب، على صمته وعدم وجود تدابير مضادة حاسمة".

"تستهدف البنية التحتية"
وذكر زيلينسكي أن موسكو رفضت حتى الآن جميع المقترحات لإنهاء الحرب، أو على الأقل لوقف الهجمات. وأوضح أن "روسيا تحاول علناً تدمير بنيتنا التحتية المدنية، والآن، قبل الشتاء، إنها تستهدف البنية التحتية للغاز، وتوليد الكهرباء ونقلها". كذلك انتقد زيلينسكي حقيقة أن المسيرات الهجومية الروسية تحتوي على مكونات "لا تزال توفرها الدول الغربية والعديد من الدول المجاورة لروسيا".

زيلينسكي مندهش

وأعرب عن دهشته من أنه بعد أكثر من ثلاثة أعوام ونصف العام من الحرب، لا يزال من غير الواضح كيفية وقف تزويد روسيا بهذه المكونات الحيوية. وقال زيلينسكي إنه على سبيل المثال "المسيرات الـ500 تقريباً التي استخدمها الروس خلال الليل تحتوي على أكثر من 100 ألف مكون تم تصنيعها في الخارج". يشار إلى أن الجيش الروسي هاجم أوكرانيا خلال الليل بـ53 صاروخاً والعديد من الطائرات المسيرة، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 18 آخرين.

"سطحية ولا تستند إلى أي أساس"

شهدت أوروبا حالة من القلق المتصاعد بعد سلسلة من الحوادث التي اخترقت فيها طائرات مسيّرة مجهولة المصدر أجواء عدد من الدول الأوروبية، من بينها الدنمارك والنرويج وبولندا ورومانيا، وسط اتهامات متزايدة من قادة أوروبيين لموسكو بالوقوف وراءها. وفي الوقت الذي صعّد فيه حلف شمال الأطلسي (الناتو) من إجراءاته الدفاعية، مؤكداً وضع استراتيجية جديدة لمواجهة ما سماها "المسيّرات الروسية"، ردّ الكرملين نافياً أية علاقة لروسيا بهذه الحوادث، معتبراً الاتهامات "غير مبررة وتهدف إلى تأجيج التوتر".

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن موسكو ترى في تصريحات عدد من القادة الأوروبيين، ومن بينهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، التي تربط بين تحليق المسيرات في أجواء أوروبا وروسيا، تصريحات "سطحية ولا تستند إلى أي أساس من الصحة". كما أضاف بيسكوف: "كثير من السياسيين في أوروبا اعتادوا إلقاء اللوم على روسيا في كل شيء، وغالباً ما يفعلون ذلك دون أية أدلة، وهكذا ننظر إلى هذه الاتهامات".

حوادث متكررة
تأتي هذه التصريحات بعد أن شهدت الدنمارك والنرويج وعدة دول إسكندنافية حوادث متكررة لتحليق مسيّرات مجهولة المصدر، تسببت في حالة من الاستنفار الأمني. كذلك اخترقت مقاتلات روسية المجال الجوي لإستونيا، ما دفع الناتو إلى رفع مستوى التأهب، وعقد اجتماعاً لرؤساء أركان الحلف في العاصمة اللاتفية ريجا لمناقشة الانتهاكات الأخيرة وسبل الرد عليها. ونفت موسكو بشدة التخطيط أو تنفيذ أية عمليات اختراق لأجواء دول الناتو، واتهمت تلك الدول بمحاولة استفزازها وتأجيج الصراع في أوكرانيا من خلال "اختلاق حوادث جوية".

"إقامة جدار مضاد للمسيرات"
جاءت هذه التطورات بعد اتفاق وزراء الدفاع في عشر دول أوروبية الشهر الماضي على جعل "إقامة جدار مضاد للمسيرات" أولوية دفاعية، عقب تكرار حوادث اختراق طائرات يُعتقد أنها روسية لأجواء الاتحاد الأوروبي. وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين قد دعت في سبتمبر الماضي إلى إنشاء "جدار مضاد للمسيرات" لحماية الأجواء الأوروبية، بعد ساعات من إعلان الناتو إسقاط مسيّرات روسية داخل بولندا.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,