سيريا ستار تايمز

الاحتلال الإسرائيلي يضيّق على أهالي القنيطرة ويمنعهم من جمع الحطب في جباتا الخشب


يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي التضييق على أهالي ريف القنيطرة الشمالي، عبر منعهم من جمع الحطب في منطقة حرش جباتا الخشب ومحمية الحرش الطبيعية، بعد أن جرفت آلياته الأشجار والأحراش القريبة من خط وقف إطلاق النار، قبل أن يمنع الأهالي من الاستفادة منها، في ظل حاجة السكان الماسة لمصادر التدفئة مع اقتراب فصل الشتاء. وقال أبو اليمان، أحد سكان بلدة جباتا الخشب، في حديث، إن "جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا قنابل دخانية يوم أمس لتفريق مجموعة من الأهالي الذين حاولوا جمع بعض الأخشاب اليابسة التي جرفتها آلياتهم الأسبوع الماضي". وأضاف: "منذ فترة قصيرة، بدأ الأهالي يتوجهون إلى الأحراش القريبة لجمع الحطب بعدما جرفت آليات الاحتلال مساحات واسعة واقتلعت الأشجار بالكامل، لكننا فوجئنا بانتشار دوريات الاحتلال في المنطقة ومنعهم لنا من الاقتراب". وأوضح أبو اليمان أن "قوات الاحتلال احتجزت جراراً زراعياً لأحد المزارعين من البلدة أثناء وجوده قرب الحرش وذلك لبضع ساعات، بحجة تجاوزه خطاً عسكرياً، رغم أنه كان على الأراضي السورية الخاضعة للسيطرة الحكومية"، مشيراً إلى أن "الاحتلال يستخدم سياسة الترهيب لإبعاد الناس عن أراضيهم ومصادر رزقهم". من جانبه، قال أبو عمرو، من سكان المنطقة ذاتها، إن "الحرش يعتبر أحد أهم مصادر الأخشاب الطبيعية في الريف الشمالي، وكانت العائلات تستفيد من بقايا الأشجار الجافة في التدفئة خلال الشتاء، لكن الإجراءات الأخيرة حوّلت الأمر إلى خطر يومي"، وأضاف: "لم يعد الناس يجرؤون على الاقتراب من الأحراش، فوجود آليات الاحتلال الدائم في الجهة المقابلة يجعل أي تحرك محفوفاً بالمخاطر".

الاحتلال يقتلع الغطاء النباتي
وأكد أهالٍ من المنطقة، أن جرف الاحتلال لمناطق الحرش لم يكن عملاً عشوائياً، بل جرى بطريقة منظمة أزالت أجزاء كبيرة من الغطاء النباتي في المنطقة، بما في ذلك الأشجار الحرجية والأعشاب الكثيفة التي كانت تشكّل موئلاً طبيعياً للحياة البرية. ويرى سكان ريف القنيطرة أن الهدف من هذه الممارسات هو فرض مزيد من الضغط على الأهالي، خصوصاً في القرى القريبة من خط الفصل، عبر تقييد تحركاتهم ومنعهم من الاستفادة من الموارد الطبيعية البسيطة التي يعتمدون عليها في حياتهم اليومية. وقال أحد وجهاء المنطقة إن "سكان القرى المحاذية للخط الفاصل يعيشون منذ شهور ضمن ظروف قاسية، حيث يمنع الاحتلال أي نشاط زراعي أو رعي قريب من المنطقة العازلة، واليوم يضيف منع جمع الحطب عبئاً جديداً عليهم مع بداية موسم البرد". وتُعد منطقة حرش جباتا الخشب ومحمية الحرش الطبيعية من أبرز المناطق الحرجية في محافظة القنيطرة، وتشكل مساحة خضراء واسعة تحتوي على أنواع مختلفة من الأشجار البرية كالسنديان والبلوط والصنوبر، وقد تضررت أجزاء منها خلال السنوات الأخيرة بفعل الحرائق والأعمال العسكرية في عهد النظام المخلوع، فيما زادت عمليات الجرف الأخيرة من تدهور الغطاء النباتي بشكل واضح. كما عبّر عدد من الناشطين البيئيين في القنيطرة عن خشيتهم من أن يؤدي استمرار الجرف إلى تدمير المحمية الطبيعية بشكل كامل، معتبرين أن ما يجري "لا يقتصر على التضييق الإنساني، بل يمتد ليشكّل اعتداءً على البيئة والنظام الإيكولوجي في المنطقة". وبحسب الأهالي، فإن غياب أي قدرة للجهات المحلية على الوصول إلى هذه المناطق أو توثيق الانتهاكات يجعل الاحتلال يتصرف بحرية تامة دون رادع، ما يفاقم المعاناة الإنسانية والبيئية في الوقت ذاته. واختتم أبو اليمان حديثه قائلاً: "كل ما نريده هو أن نعيش بسلام ونستخدم ما تبقى من أرضنا ومواردنا، لكن الاحتلال يمنعنا حتى من جمع بعض الأخشاب لنحتمي من برد الشتاء القادم".

ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة من الإجراءات الإسرائيلية المتكررة في المنطقة العازلة بمحافظة القنيطرة خلال الأشهر الأخيرة، والتي شملت تجريف أراضٍ زراعية، ومنع رعاة الماشية من الوصول إلى المراعي، إضافة إلى إطلاق القنابل الدخانية والتحذيرية لإبعاد المدنيين عن مناطقهم، ما يعكس سياسة ممنهجة تهدف إلى تضييق الخناق على السكان المحليين وتقليص حضورهم في أراضيهم المحاذية لخط وقف إطلاق النار.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,