كشف تقرير أُعد لمجلة "دي تسايت" الألمانية عن تفاصيل حياة رئيس النظام المخلوع، بشار الأسد، في العاصمة الروسية موسكو، حيث يعيش منذ نحو عام حياة منعزلة يقضي وقته بين ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، وفي فيلا خاصة خارج موسكو. ووفقاً للمجلة، يقيم الأسد في ثلاث شقق فاخرة داخل ناطحة سحاب شاهقة تقع في حي "موسكفا سيتي" الراقي بالعاصمة الروسية، وهو مجمع سكني وتجاري يضم مركز تسوق خاصاً لقاطنيه، ومكاتب فارهة وسكاناً من السياسيين ورجال الأعمال الأجانب. وقال التقرير إن الأسد يعيش مع عائلته تحت حماية مشددة تؤمّنها شركة أمنية خاصة تتكفل الحكومة الروسية بدفع تكاليفها، ويُسمح له بالتنقل بحرية داخل موسكو، حيث شوهد أكثر من مرة يتجول في المول المقام أسفل المبنى الذي يقطن فيه.

استناداً إلى مصدر مقرب من الأسد تحدث معه للمجلة، فإن الرئيس المخلوع يمضي ساعات طويلة يومياً في لعب ألعاب الفيديو عبر الإنترنت، كما يقضي فترات ممتدة في فيلا خاصة تقع خارج العاصمة الروسية. وذكر المصدر أن الأسد يتبع ما وصف بـ"نذر الصمت"، إذ يمنعه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من الإدلاء بأي تصريحات أو نشاطات علنية، في إطار ما وصفه التقرير بـ"احتكار الكرملين للمعلومات" المتعلقة بالشأن السوري.

ونقلت المجلة الألمانية عن أحد الصحفيين العرب المقيمين في موسكو أن الأسد "يعيش في عزلة شبه تامة"، فيما شددت على أن بوتين يحتفظ بسلطة كاملة على مصيره، مانحاً إياه ملجأً آمناً لكنه منزوع الإرادة السياسية. وأكد التقرير أن حياة بشار الأسد وعائلته اليوم باتت أقرب إلى الإقامة الجبرية الفاخرة، حيث الرفاهية المطلقة من الخارج، والعزلة والخضوع الكامل من الداخل.

ووفقاً للمجلة، فإن زوجته أسماء الأسد تعاني من تدهور صحي بعد عودة إصابتها بسرطان الثدي في ربيع عام 2024، رغم إعلان تعافيها منه عام 2018. أما شقيقه ماهر، فيقيم حالياً في فندق "فور سيزونز" بموسكو، حيث يمضي معظم وقته بالتدخين وشرب النرجيلة، وفق شهادة أحد المقربين من الدائرة السابقة للعائلة.

وأشارت مجلة "دي تسايت" إلى أن صحافيها تمكنوا من دخول المبنى الذي يقيم فيه الأسد، ووصفوه بأنه ناطحة سحاب حديثة بواجهة زجاجية تمتد إلى ارتفاع 300 متر، ومجهزة بأنظمة أمنية متقدمة. وقال الصحفيون إن الشقق التي يمتلكها الأسد وعائلته تتميز بفخامة مفرطة: جدران مطلية باللون الكريمي ومزخرفة بالذهب، ثريات كريستالية ضخمة، وأثاث واسع يشبه قصور الشرق الأوسط. كما تحتوي الشقق على مطابخ مزوّدة بأجهزة ألمانية حديثة، ونوافذ تمتد من الأرض إلى السقف مطلة على نهر موسكو وأفق المدينة. أما الحمامات، فمكسوّة بالكامل برخام "كارارا" الإيطالي، وتضم أحواض استحمام كبيرة مواجهة لنوافذ بارتفاع أربعة أمتار، بحيث يمكن رؤية الطائرات وهي تحلّق على مستوى النظر.