بعد رصد اسم حافظ الأسد على المئذنة.. إدارة الجامع الأموي تتعهد بإزالة التعديات

تعهد إدارة الجامع الأموي الكبير في دمشق، بإزالة جميع التعديات والتشوهات البصرية من المسجد، بعد الجدل الذي أثاره وجود اسم الرئيس السابق للنظام المخلوع، حافظ الأسد، على المئذنة. وأكدت الإدارة في بيان نشرته اليوم السبت على صفحتها على موقع "فيس بوك" التزامها بالحفاظ على التراث الثقافي والديني للمسجد، مشيرة إلى أنه "يمثل رمزاً تاريخياً عريقاً في قلوب المسلمين قاطبة والسوريين بكافة أطيافهم، فالجامع الأموي ليس مكاناً للعبادة فقط، بل هو شاهد على تاريخنا وهويتنا الإسلامية". وأضافت أنها ستعمل على إزالة جميع التعديات التي تؤثر على مكانة المسجد ومحيطه، "لضمان سلامة الموقع التاريخي والحفاظ على جماليته"، مؤكدة أنها ستقوم بمعالجة أي "تشوهات بصرية لحقت بالمسجد أو محيطه، وذلك من خلال تنفيذ مشاريع ترميم وصيانة تتماشى مع الطابع التاريخي للمكان".
كما أكدت الإدارة على أهمية الحفاظ على الطابع التاريخي والمعماري للمسجد، موضحة أنها ستعمل على تنفيذ جميع الأعمال وفقاً للمعايير الأثرية المعتمدة، مع الاستعانة بالخبراء في هذا المجال. ودعا البيان "جميع المسلمين إلى التعاون مع الإدارة في هذه الجهود، من خلال الالتزام بالحفاظ على المسجد ومحيطه، والمساهمة في نشر الوعي حول مكانة الجامع الثقافية والدينية"، مضيفاً: "نحن على ثقة بأن تعاونكم ودعمكم سيكون لهما الأثر الكبير في الحفاظ على هذا المعلم للأجيال القادمة".
وخلال الساعات الماضية، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة تظهر وجود اسم حافظ الأسد على المئذنة، والذي تم نقشه بعد ترميم المسجد في عهده.
حافظ الأسد وتسييس الفضاء العام في سوريا
سعى حافظ الأسد خلال فترة حكمه التي امتدت من عام 1971 حتى وفاته عام 2000، إلى تعزيز حضوره الرمزي في مختلف مفاصل الدولة والمجتمع، بما في ذلك الأماكن العامة والمؤسسات الدينية.
وخلال العقود الست الماضية، شهدت سوريا تسييساً واسعاً للفضاء العام، حيث رُفعت صور حافظ الأسد، ثم ابنه بشار، في المدارس والجامعات والساحات وحتى في بعض المساجد. يشار إلى أنه في 20 كانون الأول الماضي، أزال سوريون اسم حافظ الأسد من جدار المسجد الأموي في دمشق، وذلك خلال أدائهم ثاني صلاة جمعة في المسجد بعد سقوط نظام الأسد.