هل مزق باكستانيون ملابس رئيسة وزراء البنجاب؟

أثار مقطع فيديو متداول على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي جدلا في باكستان، وذلك بعد أن زعم ناشروه أنه يوثق لحظة تعرض رئيسة وزراء إقليم البنجاب مريم نواز شريف للاعتداء وتمزيق ملابسها من قبل مجموعة من المواطنين خلال زيارة ميدانية حديثة. وادعى ناشرو الفيديو أن الحادثة وقعت مؤخرا، وأنها تعكس غضبا شعبيا من أداء الحكومة والجيش الباكستاني، فيما وصف آخرون المشهد بأنه "إهانة غير مسبوقة لمسؤولة حكومية رفيعة".
وحظي المقطع بانتشار واسع داخل باكستان وخارجها، مرفقا بتعليقات متعددة تناولت ملابسات الحادثة المزعومة ودلالاتها السياسية، وسط تساؤلات عن حقيقة الفيديو وتوقيته ومصدره الأصلي.
الرواية المنتشرة
في 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدأ تداول الفيديو المزعوم، وادعى ناشروه أنه مشهد حديث يوثق تعرض رئيسة وزراء إقليم البنجاب الباكستاني مريم نواز شريف لاعتداء جسدي وتمزيق ملابسها من قبل مجموعة من المواطنين أثناء زيارة ميدانية.
وحقق الفيديو انتشارا واسعا عبر منصات "إكس" و"فيسبوك" و"تيك توك"، ونشر تحت عناوين مختلفة منها "الزعيمة الباكستانية مريم نواز تتلقى صفعة على الكتف من قبل المتظاهرين وسط هتافات مناهضة للحكومة والجيش الباكستاني".
كما تداول مستخدمون تعليقات تزعم أن مريم نواز هي المرأة الظاهرة في المقطع، وأن الحادثة تعبّر عن "غضب شعبي ضد الطبقة الحاكمة"، وكتب أحدهم أن "المرأة التي تمزق ملابسها هي مريم نواز.. باكستان تحترق بالنار التي أشعلتها".
وحصدت هذه المنشورات ملايين المشاهدات خلال ساعات قليلة، لتتحول إلى واحدة من أكثر المقاطع تداولا في باكستان خلال الأسبوع، مع غياب أي تأكيد رسمي أو إعلامي بشأن وقوع الحادثة.
حقيقة الرواية المنتشرة
أجرى فريق "اعلامي مختص" بحثا عكسيا عن صحة الفيديو المتداول وتبين أنه قديم ونشر في عام 2020 عبر يوتيوب ومنصات أخرى وليس حديثا كما يتم تداوله.
وبمراجعة التقارير الإعلامية الباكستانية الصادرة آنذاك، تبيّن أن الحادثة وقعت أمام محكمة إسلام آباد العليا، عندما حاول عدد محدود من أنصار حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية الاقتراب من مريم نواز أثناء دخولها إلى المحكمة، مما أدى إلى حالة من الفوضى والتدافع. وأظهر مقطع الفيديو مريم وهي تتلقى ضربة غير مقصودة على كتفها من أحد أفراد طاقم حراستها الشخصية، الذي كان يحاول السيطرة على الحشد ودفع المتجمهرين إلى الخلف، فارتطمت قبضته بكتفها دون قصد. وبدت مريم في المقطع وهي تصرخ من الألم وتمسك بكتفها، بينما سارع زوجها إلى إبعاد الحاضرين عنها وتهدئتها، في حين سُمعت أصوات الحشد تردّد "ابتعدوا إلى الخلف" لإعادة النظام.