سيريا ستار تايمز

دراجات يقودها ملثمون ورصاص في النهار.. سلسلة اغتيالات تهزّ أحياء حمص ومطالبات بضبط السلاح المنفلت


تصاعدت عمليات الاغتيال في محافظة حمص، حيث تكررت حوادث القتل في الشوارع من دون معرفة هوية الجناة. وغالباً ما يتبع العمليات انتشار للإشاعات والروايات المتعددة حول ملابسات الحوادث. أطلق أشخاص ملثمون يستقلون دراجة نارية النار على فتاتين في حي عكرمة، وذكرت مصادر محلية أنّ الفتاتان هما حنين وغزل رسلان، شقيقتان من الأب لكن كل واحدة منهما من أم تنتمي إلى طائفة مختلفة. وأفادت المصادر أن الفتاتين من قرية الذهبية، ووالدهما يُدعى حسين رسلان، وأنهما تعيشان في قبو سكني، وتعتمدان في معيشتهم على مساعدات الناس.

حوادث متتالية

في حادثة مشابهة، قتل إبراهيم صالح العلي وزوجته سعاد ونوس، إضافةً إلى شخص ثالث، من جراء استهدافهم بإطلاق نار مباشر، في أثناء وجودهم داخل أحد المحال التجارية على طريق باب الدريب. كما عُثر  على جثة الشاب علاء محمد إبراهيم، أحد سكان حي كرم اللوز، ويعمل سائق تاكسي.

وذكر مصدر فضّل عدم ذكر اسمه، أنه بعد ساعات من اختطاف الشاب وُجد مقتولاً وملقى على الأرض في حي القرابيص ولم يتم العثور على سيارته بعد، وهو الابن الوحيد لعائلته. وأشار المصدر إلى أن علاء ربما كان يوصل ضباطاً وعساكر في أيام النظام البائد. وفي حادثة أخرى، قُتل الشاب حاتم عبود، وهو حارس في بعثة الأمم المتحدة في فندق السفير بمدينة حمص، صباح الإثنين الفائت بعد أن أطلق مسلحون يستقلون سيارة بيضاء النار عليه في حي الورود، فأُصيب برصاصة في الرأس. كذلك توفي الأب ناصر العيسى متأثراً بإصابته بطلق ناري في الوجه في أثناء عمله مع ابنه على بسطة قرب الحديقة المقابلة لمقسم وادي الذهب في حمص. ونُقل بحالة حرجة إلى مشفى العيادات الشاملة حيث فارق الحياة، في حين كان ابنه فايز العيسى في حالة حرجة بعد إصابته بطلق ناري في الفخذ والساق وبحسب مصدر يتردد أن المغدور شارك في مجزرة كرم الزيتون أيام النظام البائد.

وفي حادثة أخرى، قال مصدر لمحلي إن مجموعة من الشبان المجهولين قامت بتكسير محال تجارية وسيارات في شارع الأهرام مستخدمين العصي منذ شهر، في حين يطالب الأهالي بإنشاء حاجز للأمن الداخلي في مناطق وادي الذهب وشارع الأهرام وشارع بيت الطويل لحمايتهم من الفلتان الأمني. كما أقدم مسلحون ملثمون يستقلون دراجة نارية، مساء الخميس الماضي، على مهاجمة محل حلاقة في قرية المخطبية التابعة لمحافظة حمص، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة صاحب المحل ونجله وشاب آخر بجروح متفاوتة. وذكرت مصادر محلية أن المهاجمين ألقوا قنبلة يدوية داخل المحل، أعقبوها بإطلاق نار مباشر، قبل أن يلوذوا بالفرار. ونقل المصابين إلى مستشفى تلكلخ في ريف حمص، ثم جرى تحويل بعضهم إلى مستشفيات مدينة حمص نظراً لخطورة حالتهم. كما أظهر مقطع فيديو تداوله ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي آثار الدماء التي غطّت المكان داخل المحل العائد لمواطن يُدعى جلال ثابت، في حين بيّنت مشاهد أخرى لحظات تشييع ودفن أحد الضحايا ويدعى محيي الدين عويد. وفي مطلع الشهر الجاري، اندلعت اضطرابات شعبية في منطقة عناز عقب حادثة إطلاق نار نفذها مجهولون، أسفرت عن مقتل شابين وإصابة ثالث بجروح، ودان حينئذٍ قائد الأمن الداخلي في محافظة حمص، العميد مرهف النعسان، الحادث، موضحاً أن الجهات المختصة باشرت فوراً باتخاذ الإجراءات اللازمة لتطويق المنطقة ومتابعة مجريات الحادث والعمل على ضبط الجناة وتقديمهم إلى العدالة. وعقب الحادث، قطع أهالي وادي النضارى الطرقات الرئيسية وأشعلوا الإطارات احتجاجاً، وذكر مصدر أن المهاجمين، لم تُعرف هويتهم بعد، سواء كانوا من عناصر ميليشيا الدفاع الوطني التابعين لبشر يازجي أو أشخاصاً نفذوا الهجوم بدافع الانتقام من فلول النظام، خاصة أن أحد المصابين متهم بأنه من فلول النظام. والمغدوران هما وسام منصور وشفيق منصور.

مطالبات بضبط السلاح المنفلت
ويطالب ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي بتحرك عاجل للقضاء على عمليات القتل والاستهدافات، مؤكدين أنه رغم الجهود التي يبذلها الأمن الداخلي، فإن مسألة الدراجات النارية تحتاج إلى ضبط أكبر، خاصة في ظل بقاء المستفيدين من الفوضى مجهولين رغم الإجراءات الأمنية الأخيرة. وأشار الناشطون إلى أنهم تلقوا وعوداً جدّية بتحسن الوضع الأمني في المرحلة المقبلة، مؤكدين أن الجميع يسعى بإرادة واحدة لتحقيق الأمن والاستقرار في مدينة حمص.

وكانت مديرية الأمن الداخلي في الرقامة بحمص، أعلنت في وقت سابق، القبض على عصابة انتحلت صفة أمنية وامتهنت الخطف، بعد اختطاف شاب من قرية تل الناقة تحت تهديد السلاح ومطالبة ذويه بفدية مالية. وأكدت الوزارة استمرار جهودها في ملاحقة مرتكبي جرائم الخطف وسواها، واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة بحقهم من دون تهاون.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,