الكرملين رداً على ترامب: روسيا تمضي وفقاً لمصالحها الوطنية.. هجوم بالمسيّرات يغلق مطارين بموسكو والتوتر يصل ليتوانيا

أكدت روسيا أنها مستمرة في إنتاج وتجربة أسلحة جديدة، وأنها تمضي قدماً وفقاً لمصالحها الوطنية فقط، وذلك في رد غير مباشر على الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ورداً على سؤال حول نجاح روسيا في اختبار صاروخ "بوريفيستنيك"، أكد ترامب أن "روسيا والولايات المتحدة لا تلعبان مع بعضهما بعضاً". وقال ترامب للصحافيين على متن طائرته: "إنهم لا يلعبون معنا، ونحن لا نلعب معهم". واعتبر أن إعلان نظيره الروسي فلاديمير بوتين اختبار صاروخ كروز يعمل بالدفع النووي غير "مناسب". وقال ترامب للصحافيين على متن طائرة "إير فورس وان" الرئاسية "عليه وضع حد للحرب (في أوكرانيا). الحرب التي كان من المفترض أن تستغرق أسبوعاً واحداً فقط تقترب الآن من عامها الرابع. هذا ما عليه القيام به بدلاً من اختبار الصواريخ". وفي السياق، أعلن الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن تصريحات الرئيس الأميركي بشأن الغواصة النووية قبالة السواحل الروسية رداً على إتمام اختبارات صاروخ "بوريفيستنيك" تمثل وجهة نظر الرئيس الأميركي.
وأوضح بيسكوف أن تجارب صاروخ "بوريفيستنيك" لا ينبغي أن تُلحق أي ضرر بالعلاقات بين موسكو وواشنطن، مشيراً إلى أنها "في أدنى مستوياتها". وقال خلال إفادة صحافية: "لا يوجد هنا ما يمكن أو ينبغي أن "يُسبب توتراً" في العلاقات بين موسكو وواشنطن، خاصة أن هذه العلاقات في حدها الأدنى". وأضاف بيسكوف "لا تزال هناك محاولات أولى خجولة لوضع هذه العلاقات على المسار الصحيح بعد حالة الجمود التي كانت عليها سابقاً". ورفض بيسكوف الإفصاح عن تفاصيل مقترح التسوية الأوكرانية الذي قدمته الولايات المتحدة في قمة أنكوريج، كما رفض التعليق على مدى توافق فكرة الطرح الأميركي مع النهج الروسي بشأن الضمانات الأمنية واتفاقيات إسطنبول.
الرئيس الأوكراني طلب من واشنطن، ليس فقط صواريخ توماهوك، ولكن "أشياء مماثلة" لا تتطلب تدريباً طويلاً
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده وحلفاءها اتفقوا على العمل على خطة لوقف إطلاق النار في الأيام العشرة المقبلة، وذلك بعد اقتراح الرئيس الأميركي بوقف الحرب عند الخطوط الحالية. وأضاف في مقابلة مع "أكسيوس" نُشرت: "بعض النقاط السريعة، مثل خطة لوقف إطلاق النار. قررنا أننا سنعمل على ذلك في الأسبوع أو الأيام العشرة المقبلة". وتابع الرئيس الأوكراني أنه من أجل الضغط على روسيا لإجراء محادثات، تطلب كييف من الإدارة الأميركية ليس فقط صواريخ توماهوك ولكن "أشياء مماثلة" لا تتطلب تدريباً طويلاً، بحسب تعبيره.
وكان زيلينسكي قد أعلن أمس أن أوكرانيا ستحصل من فرنسا على عدد إضافي من مقاتلات "ميراج"، مشيراً في الوقت نفسه إلى مواصلة بريطانيا تزويد كييف بوسائل دفاع جوي. وقال في كلمة مصورة نشرها على قناته في "تليغرام": "أود أن أتوجه بالشكر إلى بريطانيا وفرنسا. هناك قرار بشأن مقاتلات "ميراج" إضافية لأوكرانيا وصواريخ دفاع جوي. بريطانيا ستواصل المساعدة بشأن الدفاع الجوي، بالصواريخ وإنتاج المسيرات الاعتراضية". يأتي هذا بينما أعلن الجيش الروسي اليوم السيطرة على ثلاث بلدات في جنوب أوكرانيا وشرقها، حيث يواصل التقدم. وكتبت وزارة الدفاع الروسية عبر "تليغرام" أن قواتها استولت على بلدات نوفوميكلايفكا وبريفيلنه في منطقة زابوريجيا في جنوب أوكرانيا فضلاً عن إغوريفكا في منطقة دنيبروبيتروفسك في الوسط الشرقي.
هجوم بالمسيّرات يغلق مطارين بموسكو والتوتر يصل ليتوانيا
تجددت، موجة الهجمات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا، في تصعيد هو الأوسع منذ أسابيع، أدى إلى إغلاق مطارين في محيط العاصمة الروسية موسكو، وسط تحذيرات من توسع التوتر إلى دول البلطيق المجاورة. وأعلنت السلطات الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي تصدت الليلة الماضية لهجمات متكررة بطائرات مسيّرة استهدفت العاصمة، ما أدى إلى إغلاق مطاري دوموديدوفو وجوكوفسكي مؤقتا "لضمان سلامة الطيران"، بحسب هيئة الطيران الروسية. وقال رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين إن الدفاعات الروسية أسقطت 28 طائرة مسيّرة خلال 5 ساعات متواصلة، دون الإبلاغ عن أضرار بشرية أو مادية كبيرة، فيما لم تعلق كييف على الهجمات.
في المقابل، أفادت السلطات الأوكرانية بأن طائراتها المسيّرة استهدفت مواقع عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم، وألحقت أضرارا بمحطات رادار وزورق إنزال، بينما أعلنت موسكو أنها أسقطت 6 مسيّرات أوكرانية أخرى كانت في طريقها نحو العاصمة. كما أصيب 10 مدنيين، بينهم طفلان، في قصف روسي بطائرة مسيّرة استهدفت حافلة صغيرة قرب مدينة سومي في شرق أوكرانيا، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي أوليه جريجوروف. وفي تطور متصل بالتوتر الإقليمي، أغلقت ليتوانيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، مطار فيلنيوس وعدة معابر حدودية مع بيلاروسيا بعد دخول أجسام غريبة إلى مجالها الجوي، وصفت بأنها "بالونات هيليوم" مصدرها الأراضي البيلاروسية، في رابع حادث من نوعه خلال أيام. أما على الصعيد السياسي، فقد أعلن رئيس وزراء سلوفاكيا روبرت فيتسو أن بلاده لن تشارك في أي برنامج أوروبي لتمويل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، مؤكدا أن "الحل لا يكون في ساحة المعركة"، في وقت شدد فيه الكرملين على تمسكه بـ"الحوار البنّاء" مع واشنطن رغم العقوبات الأميركية الجديدة. ويأتي هذا التصعيد المتزامن بينما تتعثر محاولات إحياء مفاوضات السلام بين موسكو وكييف، رغم وعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنهاء الحرب سريعا بعد عودته إلى البيت الأبيض مطلع هذا العام.