سيريا ستار تايمز

حماس تكذّب رواية الاحتلال ونتنياهو يجتمع بقادة وزارة الدفاع.. وإسرائيل تنسف مباني شرقي غزة انتهاكا لوقف إطلاق النار


في اليوم الـ18 من تنفيذ اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، قال مصدر قيادي في حركة حماس إن الاحتلال يعرقل البحث وروايته كاذبة بشأن تباطؤ المقاومة، وأضاف أن الاحتلال يختلق أكاذيب بشأن الجثث لتنفيذ نيات عدوانية، داعيا الوسطاء لتحمل مسؤولياتهم. وادعى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن حماس تنتهك الاتفاق، وأن رئيس الوزراء سيعقد نقاشا مع قادة وزارة الدفاع لبحث مواجهة الانتهاكات. وفي الضفة الغربية المحتلة، تم انتشال 3 جثامين بعد قصف نفذته قوات الاحتلال قرب قرية كفر قود بجنين شمالي الضفة الغربية. وكانت قوات الاحتلال أعلنت اغتيال "خلية مسلحة" تضم 3 مقاومين في قرية كفر قود عقب اشتباكات عنيفة وقصف جوي استهدف القرية.

نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات نسف لما تبقى من مبان ومنشآت في المناطق الشرقية لقطاع غزة، الخاضعة لسيطرته بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري. وأكد مراسلنا أن جيش الاحتلال نفذ عمليات نسف ضخمة شرقي مدينة غزة ومخيم البريج بالتزامن مع قصف مدفعي، وذلك ضمن المناطق الواقعة شرق ما يعرف بـ"الخط الأصفر". وقالت مصادر لوكالة الأناضول إن الجيش الإسرائيلي نفذ منذ فجر اليوم نسفا في المناطق الشرقية لمدينة غزة ومدينة خان يونس (جنوب) والمحافظة الوسطى. وقال شهود عيان يقطنون بمناطق قريبة من شرق مدينة غزة إن قوة الانفجار الناجمة عن عمليات النسف تسببت في وقوع أضرار فيما تبقى من منازلهم المدمرة.

ووفق الدفاع المدني الفلسطيني، فإن آلاف المباني في قطاع غزة باتت آيلة للسقوط جراء تضررها من القصف الإسرائيلي على مدى عامي الإبادة، في حين قال فلسطينيون إن أي حركة بسيطة من شأنها أن تسبب انهيارات جزئية صغيرة في هذه المباني. والسبت الماضي، قال المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حازم قاسم إن عمليات النسف والتدمير المستمرة للمنازل والأحياء السكنية في قطاع غزة خاصة في شرقها، التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، انتهاك واضح لاتفاق وقف الحرب على غزة. ودعا قاسم في بيان الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال لوقف هذه الخروقات المتمثلة في القتل اليومي واستمرار الحصار وتقييد المساعدات وعدم فتح معبر رفح. وإنسانيا، أكد المتحدث باسم بلدية غزة عاصم النبيه أن ما تم لحد الآن من إجراءات لا تقدم حتى المستوى الأدنى من الخدمات لسكان القطاع.

وأشار إلى أن القطاع لا يزال في مرحلة الطوارئ ولا يمكن بدء التعافي إلا بإدخال الاحتياجات اللازمة، وسط عدم التزام الاحتلال بعدد شاحنات المساعدات المفترض دخولها يوميا وفق الاتفاق.

يذكر أن الخط الأصفر هو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل. ويفصل هذا الخط بين المناطق التي ما زال يوجد فيها الجيش الإسرائيلي في الجهة الشرقية منه، وبين المناطق التي يُسمح للفلسطينيين بالتحرك داخلها في المناطق الغربية منه.

ونعت كتائب الشهيد عز الدين القسام كلا من عبد الله جلامنة وقيس البيطاوي اللذين استشهدا مع أحمد نشرتي بعد خوضهم اشتباكا مع الاحتلال غرب جنين، في وقت توعّد فيه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بالرد على أي محاولة للمقاومة بقسوة. يأتي ذلك في أول تعليق لها عقب استشهاد 3 فلسطينيين في قصف نفذته قوات الاحتلال قرب قرية كفر كود شمال غربي جنين بالضفة الغربية المحتلة. وفي وقت سابق، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن قناصة وحدة اليمام قضوا على 3 مسلحين اختبؤوا في كهف قرب جنين، ومن ثم هاجم سلاح الجو المكان لتدمير البنية التحتية، في حين قال الجيش الإسرائيلي إنه شن هجوما بتوجيه من الشاباك على من وصفهم بـ"مسلحين فلسطينيين".


وفي تطورات متصلة اعتبرت القسام أن كل إجراءات الاحتلال في ملاحقة المقاومة بالضفة لن تثني مجاهديها عن مواصلة السعي لضرب جنوده. وحسب أحد المواقع الإخبارية الفلسطينية، فقد حاصرت قوات الاحتلال  منزلا غرب مدينة جنين وسط اشتباكات مسلحة عنيفة وقصف جوي استهدف محيط المنزل. وأشارت مصادر للموقع إلى اندلاع مواجهات واشتباكات مسلحة في محيط المنزل، تخللها إطلاق نار كثيف وانفجار كبير أدى إلى تصاعد ألسنة الدخان من الموقع.

جرائم واستنكار
وفي سياق تعليقها على هذه التطورات، قالت حركة الجهاد الإسلامي -في تصريح صحفي- إن اغتيال الاحتلال 3 شبان غرب جنين حلقة جديدة في سلسلة جرائم الحرب والتنكيل المنظم. واعتبرت أن استخدام أسلحة القناصة والقصف الجوي بمناطق مأهولة بالمدنيين تصعيد يعكس مستوى إجرام الاحتلال. من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن أي محاولة من منظمات وصفها بأنها "إرهابية" لإعادة بناء بنيتها التحتية في الضفة ستقابل برد قاس.

وأضاف كاتس أنه أوعز للجيش باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على التهديدات "الإرهابية" في الضفة المحتلة، وأوضح أن القوات الإسرائيلية ستظل موجودة في المخيمات في جنين وطولكرم ونور الشمس لمنع الهجمات. كما أشار إلى أنه سيتم التعامل مع كل من "يساعد الإرهاب ويؤوي ويساعد الإرهابيين" وفقا لنموذج مخيم جنين.

اعتقالات وأوامر
وفي تطورات متصلة، أفاد مراسلنا بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 10 فلسطينيين خلال حملات دهم بمناطق في الضفة الغربية المحتلة. من جهتها، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إن سلطات الاحتلال أصدرت 5 أوامر عسكرية جديدة تقضي بالاستيلاء على نحو 73 دونما من أراضي المواطنين في محافظة رام الله والبيرة بذريعة أغراض أمنية وعسكرية. وأشارت الهيئة إلى أن الاحتلال أنشأ 30 منطقة عازلة جديدة حول المستوطنات منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، في خطوة تهدف إلى فرض وقائع ميدانية دائمة والاستيلاء على مزيد من الأراضي الفلسطينية. وتأتي هذه الأوامر الأخيرة امتدادا لأوامر سابقة أصدرها الاحتلال الإسرائيلي خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة تحت اسم "وضع اليد"، أدت إلى الاستيلاء على أكثر من 75 ألف دونم من أراضي الضفة الغربية بحجة أغراض أمنية وعسكرية.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,