بعد توقف لأشهر.. روسيا تستأنف رحلاتها الجوية العسكرية بين سوريا وشرقي ليبيا

استأنفت روسيا رحلاتها الجوية العسكرية بين قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية على الساحل السوري وقاعدة الخادم في شرق ليبيا، بعد توقفٍ استمر نحو خمسة أشهر. وأظهرت بيانات ومعلومات تتبّع الطيران، نقلتها وكالة "نوفا" الإيطالية، أن طائرة نقل روسية من طراز "إليوشن Il-62M" تحمل التسجيل رقم RA-86559 أقلعت في 26 تشرين الأول الجاري من قاعدة الخادم الليبية متجهة إلى قاعدة حميميم، التي تعتبر المركز العملياتي الرئيسي لموسكو في الشرق الأوسط.
قاعدة الخادم الليبية
وتقع قاعدة الخادم في منطقة المرج شرقي بنغازي، وتُستخدم كمركز لوجستي وفني تابع للقوات الموالية للمشير خليفة حفتر، قائد "الجيش الوطني الليبي". وتعتبر القاعدة نقطة رئيسية ضمن شبكة الإمداد الروسية في شمالي إفريقيا، وتؤدي دوراً محورياً في دعم النفوذ العسكري لموسكو في المنطقة. وتشير التقارير إلى أن تعليق الرحلات خلال الأشهر الماضية جاء نتيجة تركيز روسيا على خطوط الإمداد المباشرة من روسيا وبيلاروسيا إلى قواعدها في ليبيا، ولا سيما قاعدة متان السارة قرب الجفرة وسط البلاد، التي تشهد أعمال توسعة منذ آذار الماضي لتعزيز الوجود الروسي.
زيارة الشرع إلى موسكو
ويأتي استئناف العمليات العسكرية الروسية بين سوريا وليبيا بعد أيام من الزيارة الرسمية التي أجراها الرئيس السوري، أحمد الشرع، إلى العاصمة الروسية موسكو، في 15 تشرين الأول الجاري، وهي الأولى منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد. وخلال لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في الكرملين، أكد الرئيس الشرع أن سوريا تسعى إلى "إعادة ضبط علاقاتها مع روسيا"، فيما شدد بوتين على حرص موسكو على دعم سوريا في مرحلة ما بعد الحرب وإعادة الإعمار. وتباحث الجانبان في قضية القوات والقواعد العسكرية الروسية في سوريا، حيث تسعى دمشق لإطار قانوني ومالي جديد ينظم وجود تلك القواعد ويسهم في إعادة بناء الجيش السوري، في حين ترى موسكو أن الحفاظ على مواقعها في حميميم وطرطوس يشكّل ضمانة لاستمرار نفوذها في البحر المتوسط وإفريقيا. يشار إلى أن استئناف العمليات العسكرية الروسية بين سوريا وليبيا يأتي ضمن استراتيجية أوسع تهدف إلى ترسيخ نفوذ موسكو في شمالي إفريقيا وشرق المتوسط، عبر ربط قواعدها في الساحل السوري بعمقها اللوجستي في ليبيا.