غارات على خان يونس وترامب يؤكد المضي في تنفيذ اتفاق غزة رغم الخروقات

في اليوم الـ20 من بدء اتفاق وقف الحرب في غزة استهدفت غارات إسرائيلية المناطق الشرقية لمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، كما نسف جيش الاحتلال منازل سكنية في المناطق الشرقية لمدينة غزة. وأفاد مراسلنا بقصف المدفعية الإسرائيلية شرق مخيم المغازي وسط القطاع. ونقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصدر أن تل أبيب تلقت مؤشرات أولية على إمكانية تسليم حركة حماس جثتي محتجزين ظهر اليوم، كما نقلت صحيفة هآرتس عن مصادر مطلعة أن إسرائيل تستعد لاستلام جثتي أسيرين الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي (الثانية بتوقيت غرينيتش). وفي الضفة الغربية، واصلت قوات الاحتلال عمليات الاقتحام لمناطق عدة شملت حلحول شمالي الخليل ومخيم عايدة في بيت لحم، وأطلقت قوات الاحتلال النار باتجاه الشبان خلال اقتحام محيط الأكاديمية في حي رفيديا غربي نابلس، واعتقلت 18 شابا في تجمّع الحثرورة شرقي القدس. وصدّقت سلطات الاحتلال على بناء 1300 وحدة استيطانية جديدة في غوش عتصيون جنوب القدس المحتلة بحسب القناة الـ14.
تنفيذ اتفاق غزة رغم خروقات إسرائيل
أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن غزة عادت إلى وقف إطلاق النار بعد ما وصفه بأنه رد من الجيش الإسرائيلي على مقتل أحد جنوده، في حين كشف مسؤول أميركي أن واشنطن سترسل وفدا إلى إسرائيل لمتابعة الوضع الحالي. وتحدث ترامب للصحفيين في الطائرة الرئاسية وهو عائد من كوريا الجنوبية، إن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لا يزال قائما، وأنه استؤنف بعد الرد على قتل أحد الجنود الإسرائيليين. وأضاف "نعم كان هناك قناص، وقتل أحد الجنود وردوا على ذلك، سنرى الأوضاع، ولكن وقف إطلاق النار لا يزال قائما، ولقد استؤنف". وقد نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي: "إن الإسرائيليين متوترون ومتشككون، لأنهم فقدوا السيطرة ولم تعد لديهم أوراق قوة". وأضاف المسؤول الأميركي، أن واشنطن تسعى جاهدة لتجنب استئناف الحرب بغزة، مع اعتبار أن قوات الأمن جزء أساسي من الحل. ونقل الموقع عن المسؤول "إن تقدما ملحوظا قد أحرز خلال الأيام الأخيرة، في صياغة قرار لمجلس الأمن الدولي، يدعم قوة الاستقرار الدولية". كما يُستخدم كتفويض قانوني يسمح للدول بالمساهمة بقوات، مؤكدا أن هناك اهتماما كبيرا بمشاركة دول من المنطقة في قوة الاستقرار في غزة. كما ذكر الموقع، أن القرار لن يحوّل قوة الاستقرار في غزة إلى قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة، وستكون الولايات المتحدة قادرة على الإشراف على عملياتها. وأضاف أن قوة الاستقرار ستنتشر أولاً في الجزء الجنوبي من غزة، حيث لا تسيطر حركة حماس، وذلك لإتاحة منطقة آمنة لإعادة الإعمار.
وكان مسؤول أميركي قال، في وقت سابق، إن الرد العسكري الإسرائيلي في غزة كان محدودا واستهدف قيادات وعناصر من حماس ولم يؤد إلى انهيار وقف إطلاق النار. وأضاف المسؤول الأميركي، أن هذا الرد انتهى وأن وقف إطلاق النار استؤنف. وقال إن واشنطن تتابع من كثب التطورات في غزة لأنها لا تريد أن يؤدي العنف إلى استئناف النزاع، وكشف أن واشنطن سترسل وفدا إلى إسرائيل لفهم الوضع.
وقال المسؤول الأميركي، إن لدى الولايات المتحدة آذانا وعيونا تساعد في فهم ما يجري على الأرض في غزة، وإن لديها مصلحة راسخة في تطبيق خطة الرئيس ترامب للسلام. وتحدث عن رصد انتهاكات متعددة من حركة حماس لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال الأيام الماضية. وكشف المسؤول الأميركي ، أن عدد الدول الممثلة في مركز التنسيق بشأن غزة ارتفع إلى 14 دولة في حين ارتفع عدد الهيئات غير الحكومية إلى 20. من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنّه سعيد باستضافة الوفد الأميركي في مدينة كريات غات، مؤكدا أنّ الجانبين يعملان معا على وضع خطة لتحقيق "غزة مختلفة". وأشار خلال زيارته مركز التنسيق المدني العسكري في كريات غات إلى أنّ غزة لن تشكّل تهديدا لإسرائيل بعد الآن، وأنّ الحكومة الإسرائيلية تسعى لضمان تنفيذ الهدف الذي اُتفق عليه مع الرئيس الأميركي وهو نزع سلاح حماس وغزة.
موجة تصعيد
وتأتي تلك التصريحات بعد موجة تصعيد إسرائيلية بزعم تعرض قواتها لإطلاق نار في رفح جنوبي قطاع غزة الأحد الماضي، مما أسفر عن استشهاد 104 فلسطينيين منهم عشرات الأطفال، وفق وزارة الصحة بغزة. وأعلنت إسرائيل بعدها العودة لاتفاق وقف إطلاق النار، متوعدة بخروقات لاحقة.
وقد اتهمت حركة حماس إسرائيل بالسعي إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار وفرض معادلات جديدة بالقوة. وأكدت أن مواقف الإدارة الأميركية المنحازة للاحتلال تعد تشجيعا مباشرا على استمرار العدوان، وشراكة فعلية في سفك دماء الأطفال والنساء في غزة. ودعت الحركة الوسطاء والضامنين إلى تحمّل مسؤولياتهم الكاملة والضغط الفوري على حكومة الاحتلال، لوقف مجازرها والالتزام التام ببنود الاتفاق. وشددت على أن دماء أطفال ونساء غزة ليست رخيصة، وأنّ المقاومة بجميع فصائلها التزمت بالاتفاق بإرادة مسؤولة، لكنها لن تسمح للعدو بفرض وقائع جديدة تحت النار. وقالت وزارة الصحة بغزة، إن عدد الضحايا منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري ارتفع إلى 211 شهيدا و597 جريحا، إضافة إلى انتشال جثامين 482 شهيدا قتلوا قبل بدء الاتفاق.