طالبان: مسيرات أميركية تنتهك أجواءنا عبر باكستان

اتهم ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة "طالبان" الأفغانية، الولايات المتحدة بانتهاك المجال الجوي الأفغاني عبر طائرات مسيّرة تمر من الأراضي الباكستانية، في تصريحات جديدة أعادت تسليط الضوء على التوتر المستمر بين كابول وإسلام آباد، وسط نشاط متزايد للطائرات الأميركية في أجواء المنطقة منذ الانسحاب العسكري من أفغانستان عام 2021. وقال مجاهد، في مقابلة مع قناة "طلوع نيوز" الأفغانية إن "الطائرات المسيرة الأميركية تدخل أجواء أفغانستان بانتظام عبر المجال الجوي الباكستاني"، مضيفاً أن هذا السلوك “يعد انتهاكاً لسيادة البلاد ولا ينبغي أن يحدث".
كما أوضح المتحدث أن طالبان أبلغت باكستان، خلال محادثات جرت مؤخرًا في إسطنبول، بضرورة ضمان عدم استخدام أراضيها أو مجالها الجوي لأي عمليات ضد أفغانستان. وقال: "مثلما تطلب باكستان عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضدها، نطالبها بالمثل".
كابول تحذر
وفي ختام حديثه، شدد مجاهد على أن استمرار هذه الانتهاكات الجوية "يضر بعلاقات الجوار"، محذرًا من أن طالبان "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا تكررت مثل هذه الأعمال". وأضاف أن حكومته "مستعدة للتعاون مع جميع الدول وفق مبادئ الاحترام المتبادل، لكنها ترفض أي تدخل خارجي يمس السيادة الوطنية".
توتر متصاعد
تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه العلاقات بين الجارتين توترًا متزايدًا منذ أشهر، بسبب تبادل الاتهامات بإيواء جماعات مسلحة.
إذ تتهم إسلام آباد حكومة طالبان بالسماح لمقاتلي حركة طالبان باكستان (TTP) بشن هجمات داخل الأراضي الباكستانية، فيما تقول كابول إن بعض الفصائل داخل الجيش الباكستاني تعمل على تأجيج النزاع الحدودي، بدعم من "قوى عالمية"، على حد وصف مجاهد. وتزايدت الاشتباكات الحدودية في المناطق القبلية بين البلدين منذ منتصف عام 2023، خاصة بعد قيام باكستان بترحيل مئات آلاف اللاجئين الأفغان، ما أثار موجة انتقادات حادة من طالبان التي اعتبرت الخطوة "غير إنسانية".
"ضربات خارج الأفق"
ومنذ انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أغسطس 2021، تُرصد بشكل متكرر طائرات استطلاع ومسيرات أميركية في الأجواء القريبة من الحدود الباكستانية-الأفغانية، ضمن ما يُعرف بعمليات "الضربات خارج الأفق" التي تستهدف عناصر من تنظيم "القاعدة" أو "داعش-خراسان".
فيما تشير تقارير غربية إلى أن واشنطن تعتمد على التسهيلات الباكستانية الجوية والاستخبارية لتنفيذ هذه المهام، في حين تنفي إسلام آباد رسمياً السماح باستخدام أجوائها لتلك العمليات.