غارات ونسف بالقطاع وواشنطن تكشف تفاصيل القوة الدولية في غزة ونتنياهو يشترط لقبولها

في اليوم الـ27 من بدء اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، أفاد مراسلنا بتنفيذ الجيش الإسرائيلي غارات وقصفا مدفعيا مكثفا وعمليات نسف شرق مدينتي خان يونس وغزة، في حين كشف مسؤول أميركي تفاصيل جديدة عن مشروع القرار الخاص بـ"القوة الدولية المزمع تشكيلها في غزة". وكان مصدر في مستشفى العودة في النصيرات (وسط القطاع) أفاد باستشهاد فلسطيني -كان يجمع الحطب- برصاص قوات الاحتلال شرق مخيم البريج وسط القطاع. سياسيا، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن نهاية الحرب في غزة جدية، مؤكدا أن وقف إطلاق النار ليس هشا، وتزامن ذلك مع مشاركة الولايات المتحدة مشروع قرار بشأن خطة ترامب للسلام في غزة مع الأعضاء العشرة المنتخبين بمجلس الأمن الدولي. إنسانيا، دعت وزيرة الهجرة الإسبانية إلما سيز إلى العمل لتوفير المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. وأضافت أن بلادها تجري مشاورات للمضي قدما لرفع العقبات أمام تحقيق السلام في فلسطين. وفي الأسابيع الأخيرة، صعّبت إسرائيل على المنظمات إدخال المواد الغذائية والمعدات إلى غزة عبر طرق بديلة.
قال مسؤول أميركي رفيع إن الولايات المتحدة أعدّت مشروع القرار الخاص بالقوة الدولية في غزة، والمطروح أمام مجلس الأمن الدولي، استنادا إلى خطة الرئيس دونالد ترامب المكوّنة من 20 بندا لوقف الحرب في القطاع. وأوضح المسؤول أن واشنطن كانت على تواصل مباشر مع الدول المحتمل مشاركتها في القوة الدولية، وأن صياغة التفويض الممنوح لها جاءت بناء على ملاحظات تلك الدول، مشيرا إلى أن مشروع القرار يتيح استخدام كل التدابير اللازمة لتنفيذ التفويض، بما في ذلك حماية المدنيين وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية. وأضاف أن الدول التي أبدت رغبتها في المشاركة أعربت عن ارتياحها لما ورد في المشروع، مؤكدا أن القوة الدولية ستحلّ محل الجيش الإسرائيلي فور دخولها القطاع، مما يعني انسحاب الجيش الإسرائيلي تدريجيا مع تفعيل القرار. وشدد المسؤول الأميركي على أن الإسراع في منح التفويض من شأنه أن يعجّل بنشر القوات الدولية، معتبرا أن مشروع القرار يمثل أكثر المسارات وعدا لتحقيق السلام في المنطقة منذ سنوات، محذرا من أن عرقلته ستعني العودة إلى "جهنم" بالنسبة لسكان غزة، على حد وصفه.
وفي السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن القوة العسكرية الوحيدة التي ستدخل قطاع غزة ضمن القوة الدولية هي تلك التي تقبلها إسرائيل. وأضاف أن خطة الرئيس ترامب تهدف لمنح فرصة لقوة دولية تتولى نزع سلاح حركة حماس وإقصاءها عن مستقبل الحكم في القطاع، مؤكدا أن تحقيق هذا الهدف سيتم إما بالطريق السهل عبر القوة الدولية، أو بالطريق الصعب مع إسرائيل نفسها. وأشار نتنياهو إلى أن الرئيس الأميركي وفريقه، إلى جانب الوزير رون ديرمر، أعدّوا خطة مفصّلة من 20 نقطة عزلت حماس فعليا عن المشهد السياسي في غزة.
وتُعد هذه القوة الدولية أحد البنود الواردة في خطة ترامب التي شكّلت الأساس لاتفاق وقف إطلاق النار القائم بين إسرائيل وحركة حماس منذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي أنهى حربا مدمّرة استمرت عامين، وأودت بحياة أكثر من 68 ألف فلسطيني وأصابت أكثر من 170 ألفا، معظمهم من النساء والأطفال، في حين دمّرت نحو 90% من البنية التحتية المدنية في القطاع.