سيريا ستار تايمز

الدعم السريع حرقت ودفنت جثث مدنيين بالفاشر.. أي عملية سلام يجب أن تشمل توثيق جرائم الإبادة


كشف مصدر بحكومة إقليم دارفور عن تلقيهم معلومات تفيد بقيام قوات الدعم السريع بعمليات دفن وحرق لجثث مدنيين قتلهم منذ دخول عناصرها المدينة نهاية الشهر الماضي.

دفن وحرق جثث مدنيين
وأضاف المصدر، أن قوات الدعم السريع نقلت عدداً من الأسرى الذين احتجزتهم داخل الفاشر إلى مواقع اعتقال داخل المدينة بينما نقلت آخرين إلى مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور ومقر حكومة تأسيس، كما أغلقت طرق النزوح التي كانت مفتوحة رغم صعوبتها والتي كان المدنيون يستخدمونها للوصول إلى مناطق أكثر أماناً. كذلك أشار إلى أن مصير أكثر من 200 ألف شخص في الفاشر ما يزال مجهولاً، موضحاً أنهم يواجهون أوضاعاً وصفها بـ"الخطرة". وبيّن أن الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع تتطلب فتح تحقيقات عاجلة لكشف مصير المفقودين والتعرف على هوية من تم دفنهم أو حرقهم.

مجازر وعمليات اغتصاب ونهب
يذكر أنه عقب سيطرة الدعم السريع على الفاشر، آخر المعاقل الرئيسية للجيش السوداني في دارفور، أفادت الأمم المتحدة بوقوع مجازر وعمليات اغتصاب ونهب ونزوح جماعي للسكان. كما وصفت شهادات عديدة مدعومة بمقاطع مصورة نشرتها قوات الدعم على مواقع التواصل الاجتماعي، "فظائع في المدينة التي انقطعت عنها الاتصالات بالكامل"، وفق ما نقلت وكالة فرانس برس.

تدفق النازحين مستمر من المناطق المحيطة بمدينة الفاشر

دعت حركات الكفاح المسلح في دارفور،المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته في دارفور. كما أكدت الحركات السودانية أن أي عملية سلام يجب أن تشمل توثيق جرائم الإبادة، لافتة إلى أن أي عملية سلام ذات مصداقية يجب أن تضمن عودة النازحين.

وشددت على ضرورة ضمان حماية المدنيين ومحاسبة الجناة، مشيرة إلى أن الهدنة الحقيقية يجب أن تبدأ بانسحاب الميليشيات من المدن. هذا وأفاد مراسلنا، بأن مئات الأسر وصلت إلى منطقة الطينة الحدودية مع تشاد بعد هروبهم من الفاشر شمال دارفور وتم إيواؤهم داخل معسكرات اللجوء، فيما استقبلت مدينة الدبة بالولاية الشمالية نحو عشرة آلاف نازح. في الأثناء، ذكرت مصادر مطلعة أن نحو خمسة آلاف شخص نزحوا من مدينة بارا بولاية شمال كردفان إلى مدينة الأبيض بعد اقتحامها من قبل الدعم السريع. فيما أكدت مصادر وتقارير ميدانية استمرار تدفق النازحين من المناطق المحيطة بمدينة الفاشر نحو منطقة طويلة التي تضم أكثر من مليون نازح.

يذكر أن حركات الكفاح المسلح في دارفور تمثل تحالفاً للقوى المتمردة التي تشكلت في الأصل لمحاربة الحكومة السودانية، ولكنها انضمت في الآونة الأخيرة إلى الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع. من أبرز الحركات المنضوية في هذا التحالف "حركة تحرير السودان" و"حركة العدل والمساواة".

من جهتها، اتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بقتل ألفي مدني. في حين نفت الدعم السريع حصول جرائم حرب، إلا أنها أقرت بوقوع بعض التجاوزات، مؤكدة فتح تحقيق لمحاسبة المتورطين. وأسفر النزاع الذي اندلع في السودان منتصف أبريل 2023، عن مقتل عشرات آلاف الأشخاص، وأدى إلى نزوح نحو 12 مليون شخص متسبباً بأكبر أزمتي نزوح وجوع في العالم، حسب الأمم المتحدة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,