جنود أوكرانيون يفرون بخاركوف وروسيا تخسر ألف جندي.. وستولتنبرغ يكشف تفاصيل طلب لزيلينسكي قوبل بالرفض

صرحت الجهات الأمنية الروسية لوكالة "تاس" أن ثمانية جنود أوكرانيين سلموا أنفسهم خلال الساعات الماضية في مقاطعة خاركوف، فيما تحدثت التقارير عن حالات فرار من مواقعهم العسكرية، بينما قالت أوكرانيا إن عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي ارتفع إلى نحو مليون و151 ألفا و70 فردا. وقال مصدر في الجهات الأمنية لـ "تاس" : "يقوم جنود القوات المسلحة الأوكرانية، الذين فقدوا معنوياتهم، بالاستسلام بشكل جماعي على طول خطوط هجوم مجموعة قوات "الشمال" في مقاطعة خاركوف، حيث استسلم ثمانية جنود أوكرانيين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، فيما يقوم المزيد بالفرار من مواقعهم (عبر ما يعرف بالانسحاب غير المصرح به لوحداتهم)". وفي وقت سابق، صرحت الجهات الأمنية الروسية لوكالة "تاس" أن جنودا من اللواء الآلي المنفصل الـ 159 التابع للقوات الأوكرانية في مقاطعة خاركوف يستسلمون بشكل جماعي.
في المقابل أعلن الجيش الأوكراني، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في 24 فبراير/شباط 2022، إلى نحو مليون و151 ألفا و70 فردا، من بينهم 970 قتلوا، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم). وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 11335 دبابة، و23545 مركبة قتالية مدرعة، و34340 نظام مدفعية، و1538 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1239 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 428 طائرة حربية، و347 مروحية، و79368 طائرة مسيرة، و3926 صاروخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و66880 من المركبات وخزانات الوقود، و3993 من وحدات المعدات الخاصة.
دبلوماسيا قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إنه مستعد للقاء نظيره الأميركي ماركو روبيو، ولكن يتعين أخذ مصالح موسكو في الاعتبار حتى يتم إحلال السلام في أوكرانيا. ونفى الكرملين يوم الجمعة تكهنات بأن لافروف لم يعد يحظى بتأييد الرئيس فلاديمير بوتين بعد تجميد مساع لتنظيم قمة بين بوتين ونظيره الأميركي دونالد ترامب الشهر الماضي. وذكرت رويترز ووسائل إعلام أخرى أن واشنطن ألغت القمة بعد أن بعثت وزارة الخارجية الروسية برسالة تفيد بأن موسكو غير مستعدة للتنازل عن مطالبها فيما يتعلق بأوكرانيا. ونقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية عن مصدر القول إن محادثة لافروف مع روبيو جعلت واشنطن تحجم عن عقد القمة. وقال لافروف لوكالة الإعلام الروسية الرسمية "أنا ووزير الخارجية ماركو روبيو نتفهم الحاجة إلى التواصل المنتظم". وأضاف "إنه أمر مهم لمناقشة القضية الأوكرانية وللتقدم في جدول الأعمال الثنائي. ولهذا السبب نتواصل عبر الهاتف ونحن على استعداد لعقد اجتماعات وجها لوجه عند الضرورة".
ستولتنبرغ: اتصل بي زيلينسكي من مخبأ ليس بعيداً عن تمركز دبابات روسيا
كشف الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، أنه في فبراير/شباط 2022، اتصل فلاديمير زيلينسكي من مخبأ في كييف لطلب فرض منطقة حظر جوي فوق أوكرانيا، لكن طلبه قوبل بالرفض. وقال ستولتنبرغ "اتصل بي (زيلينسكي) من مخبأ في كييف، ليس بعيداً عن المكان الذي كانت تتمركز فيه الدبابات الروسية، بحسب ما ذكرته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء. وأضاف ستولتنبرغ "وقال(زيلينسكي): أقبل أنك لن ترسل قوات برية لحلف شمال الأطلسي، على الرغم من أنني لا أتفق معك. ولكن من فضلك أغلق المجال الجوي".
وقال ستولتنبرغ إن زيلينسكي حاول الاستعانة بتجربة إغلاق المجال الجوي فوق البوسنة والهرسك من قبل قوات حلف شمال الأطلسي خلال الصراع في يوغوسلافيا. وتابع ستولتنبرغ، في مقابلة مع صحيفة "التايمز" البريطانية، "أتفهم سبب طلبك هذا. لكن هذا لن يحدث، لأنه إذا كان الناتو سيغلق المجال الجوي الأوكراني، فإن أول ما علينا فعله هو تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الروسية في بيلاروسيا وروسيا، لأننا لا نستطيع التحليق فوق المجال الجوي الأوكراني عندما تكون صواريخ الدفاع الجوي الروسية موجهة ضد طائرات الناتو. وإذا كانت طائرة أو مروحية روسية في الجو، فسيتعين علينا إسقاطها، وسنجد أنفسنا حينها في حالة حرب حقيقية بين الناتو وروسيا. ونحن لا ننوي فعل ذلك"، على حد قوله.
واستشهد ستولتنبرغ بموقف الرئيس الأميركي السابق جو بايدن قائلا: "كما قال بايدن، الذي كان رئيسا للولايات المتحدة في ذلك الوقت، لن نخاطر بحدوث حرب عالمية ثالثة من أجل أوكرانيا". ووفقا لستولتنبرغ، فإن النهج الحالي لحلف شمال الأطلسي تجاه الصراع "صحيح، حيث لا يرسل التحالف قوات إلى أوكرانيا".