سيريا ستار تايمز

ملايين الدولارات من الرشاوى.. زيلينسكي يعلن تعديلات بمناصب عليا بكبرى شركات الطاقة وحرب المسيرات مشتعلة بين روسيا وأوكرانيا


أعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عن إجراء تغييرات هيكلية على مستوى قيادة أهم شركات الطاقة في البلاد، التي تعصف بها فضيحة فساد كبيرة في قطاعي الطاقة والدفاع. وكتب زيلينسكي على تطبيق تليغرام: "بالتوازي مع المراجعة الشاملة للأنشطة المالية، يجب أن يبدأ تجديد الإدارة في هذه الشركات". وقال إنه اتفق على الخطوات التالية مع رئيسة الوزراء يوليا سفريدينكو.
وأضاف زيلينسكي أن شروط تشكيل مجلس إشراف جديد في شركة الطاقة النووية الحكومية "إنيرجوأتوم" يجب أن تكون جاهزة خلال أسبوع، مشيرا إلى أن مجلس إدارة الشركة سيستبدل بالكامل أيضا. وسيتم كذلك إجراء تغييرات إدارية في شركة تشغيل الطاقة الكهرومائية الحكومية "أوكرهيدروإنرجو"، وفي مشغل منظومة أنابيب الغاز في أوكرانيا، وكذلك في عملاق الطاقة الحكومي "نفطوجاز"، مضيفا أنه تم تحديد مواعيد للمناقصات الخاصة بذلك. وتقع "إنيرجوأتوم" في قلب أكبر فضيحة فساد تشهدها أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط 2022، وهي الفضيحة التي أدت إلى استقالة وزيرين خلال الأيام الماضية.

ملايين الدولارات من الرشاوى
وتتمحور القضية حول ملايين الدولارات من الرشاوى التي يزعم دفعها خلال بناء منشآت حماية مخصّصة لحماية البنية التحتية للطاقة من الضربات الروسية. وفر مشتبه بهما، من بينهما أحد المقربين من زيلينسكي، إلى الخارج. ويرجح أن الرئيس الأوكراني يسعى إلى النأي بنفسه عن الفضيحة، خصوصا لتجنب تعريض المساعدات الأجنبية الإضافية لبلاده التي مزقتها الحرب للخطر.

أوكرانيا تشهد هجمات روسية واسعة على شبكات الكهرباء ومرافق الغاز

تشتعل جبهات القتال بين روسيا وأوكرانيا، فيما تتواصل "المعارك الطاحنة" بين الجيشين، وتضيء السماء حرب المسيرات بين الطرفين المتحاربين منذ فبراير (شباط) 2022. وفي آخر التطورات الميدانية، وقعت انفجارات في المناطق التي تسيطر عليها كييف بمقاطعة خيرسون، حسبما ذكرت صحيفة "أوبشيستفينويه نوفوستي" الأوكرانية. وأشارت الصحيفة إلى أن صفارات الإنذار في المدينة لم تفعل. وقبلها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي دمرت، خلال الليلة الماضية، 64 مسيرة أوكرانية في أجواء جمهورية تتارستان ومقاطعات ريازان وروستوف وتامبوف وفورونيغ وبيلغورود وساراتوف وليبيتسك وتولا وسامارا. يأتي ذلك بعد أن أسفر هجوم روسي كبير على مناطق سكنية في أنحاء كييف خلال الليل عن مقتل 6 أشخاص على الأقل في مبنى واحد، في وقت تشهد العاصمة الأوكرانية انقطاعاً للتيار الكهربائي، وفي حين أعلنت موسكو أنها دمرت أكثر من 200 طائرة مسيرة أوكرانية فوق أراضيها.

وشهدت أوكرانيا هجمات واسعة النطاق في الأسابيع الأخيرة على شبكات الكهرباء ومرافق الغاز وخطوط السكك الحديد، ما أثار مخاوف من شتاء قاسٍ. وكان القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية قال مؤخراً إن الوحدات الأوكرانية تخوض "معارك طاحنة" لصد الهجمات الروسية. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "روسيا تواصل ترهيب المدن الأوكرانية.. والأهداف الرئيسية لروسيا الليلة الماضية كانت مناطق سكنية في كييف ومنشآت طاقة".

من جانبها، أكدت موسكو أنها استهدفت "منشآت تابعة للمجمع العسكري الصناعي والطاقة". وتواصل روسيا التي يتفوق جيشها على القوات الأوكرانية من حيث الإمكانات والتجهيزات العسكرية، هجومها الذي بدأته عام 2022، وتستمر في التقدم في شرق أوكرانيا لا سيما في منطقة دونيتسك حيث تركزت معظم المعارك في الآونة الأخيرة. وتكثف موسكو قصفها للبنية التحتية المدنية والطاقة وشبكة السكك الحديد في أوكرانيا منذ أسابيع، مع انخفاض درجات الحرارة مع اقتراب فصل الشتاء. ووفق سلاح الجو الأوكراني، فقد أطلقت روسيا 430 مسيرة و19 صاروخاً على أنحاء البلاد، تم إسقاط 405 مسيرات و14 صاروخاً منها. وأشار إلى أن "الهدف الرئيسي هو مدينة كييف". وبحسب الحكومة الأوكرانية، يعدّ هذا الهجوم واحداً من أسوأ الهجمات على العاصمة الأوكرانية، من حيث عدد "الصواريخ المستخدمة" من قبل روسيا. وذكرت شرطة كييف أن عدد المباني التي تضررت ليلا يناهز الثلاثين.

في الأثناء، أعلنت أذربيجان أنها استدعت السفير الروسي في باكو للاحتجاج "بشدة" على تضرر سفارتها في كييف. بالمقابل، وفي نوفوروسيسك الواقعة على ضفاف البحر الأسود، ذكرت السلطات المحلية الروسية أن الهجمات بالطائرات الأوكرانية المسيرة أصابت محطة لتكرير النفط بأضرار. وجاء في بيان لخلية الأزمة في المنطقة أن تساقط حطام الطائرات المسيرة أدى إلى اشتعال النيران في تلك المحطة قبل السيطرة عليها. وفي نوفوروسيسك أيضاً، أصيب مبنى سكني وتحطمت نوافذه وأصيب فيه شخص بجروح، وفقا للمصدر نفسه.

وفي مرفأ المدينة، أصيبت سفينة مدنية بأضرار، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من طاقمها بجروح، بحسب البيان. ودائما ما تتسبب هجمات المسيرات الأوكرانية بإلحاق ضرر بقطاعي النفط والغاز وخطوط الأنابيب المستخدمة لنقل المحروقات، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوقود. وما زالت مفاوضات السلام متعثرة بين البلدين بعد تأجيل لقاء كان مقرراً في بودابست بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,