سيريا ستار تايمز

الاحتلال ينفذ قصفا وراء الخط الأصفر ويعتقل أكثر من 100 فلسطيني بالضفة.. خريطة أميركية ترسم مستقبل الوجود الإسرائيلي في غزة


في اليوم الـ40 من بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واصل جيش الاحتلال انتهاكاته للاتفاق مخلفا شهداء وجرحى جراء عمليات نسف وقصف استهدفت عدة مناطق داخل الخط الأصفر. واستشهد فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال جنوب القطاع، حيث زعم جيش الاحتلال محاولتهما تجاوز الخط الأصفر والاقتراب من قواته، قائلا إنهما شكّلا "تهديدا مباشرا". في حين قتل إسرائيلي وأصيب 3 آخرون، اثنان منهم جراحهما خطيرة، الثلاثاء في عملية دهس جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وقد استشهد منفذا الهجوم. وفرض جيش الاحتلال إغلاقا عسكريا على البلدات والقرى الواقعة في محيط هذه العملية.

خريطة أميركية ترسم مستقبل الوجود الإسرائيلي
كشفت خريطة صادرة عن البيت الأبيض ملامح خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وذلك عبر مراحل متدرجة تمتد من الوضع الراهن حتى الوصول إلى منطقة آمنة تحت السيطرة الإسرائيلية على أطراف القطاع. وتُظهر الخريطة، التي نُشرت بالتزامن مع طرح الخطة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي، تقسيم القطاع إلى نطاقات لونية تمثل نسبة المناطق غير الخاضعة للوجود العسكري الإسرائيلي حاليا، والمناطق التي يُفترض أن تنسحب منها القوات وفق 3 مراحل متتابعة.

نسب السيطرة ومسار الانسحاب
ووفق الخريطة، يبلغ حجم المناطق التي تُعد "غير محتلة" من قبل الجيش الإسرائيلي حاليا نحو 20% فقط من مساحة القطاع.

وتبدأ الخطة بمرحلة انسحاب أولى ترفع هذه النسبة إلى 45%، تليها مرحلة ثانية تبلغ فيها المناطق المنسحبة 63%، ثم مرحلة ثالثة تصل إلى 82% من مساحة القطاع. ويمتد هذا المسار الانسحابي تدريجيا من شمال القطاع باتجاه جنوبه، مرورا بمراكز رئيسية مثل مدينة غزة وخان يونس، وصولا إلى رفح القريبة من الحدود المصرية.

منطقة عازلة وإشراف مستمر
وتوضح الخريطة أيضا وجود حزام أمني على طول الحدود الشرقية للقطاع مع إسرائيل، بعرض يقدَّر بنحو 18% من مساحة غزة، على أن يبقى تحت السيطرة الإسرائيلية المباشرة. وتنص الخطة على استمرار هذا الوجود الأمني "حتى التأكد من أن غزة أصبحت آمنة من أي تهديد مسلح جديد"، وفق التوصيف الوارد في الوثيقة المرفقة بالخريطة.

إطار جغرافي دقيق
وإلى جانب تحديد مراحل الانسحاب، تبرز الخريطة توزيع المناطق السكانية الرئيسية، بما في ذلك التجمعات الحضرية المكتظة مثل مدينة غزة شمالا وخان يونس وسط القطاع، إضافة إلى رفح جنوبا عند الحدود مع مصر. وإذ تثير الخريطة أسئلة عديدة حول قابلية هذه الخطّة للتطبيق على الأرض، فإنها تكشف عن تصور أميركي يرسم مستقبل القطاع عبر انسحاب تدريجي يُبقي السيطرة الأمنية في يد إسرائيل لمرحلة طويلة. ومع غياب أي تفاصيل حول آليات التنفيذ أو موقف الأطراف الفلسطينية، تبقى الخطة -كما تظهرها الخريطة- مجرد إطار نظري يفتح بابا واسعا للنقاش حول آفاق الأمن والحكم في غزة خلال المرحلة المقبلة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,