سيريا ستار تايمز

ترامب يكلف ويتكوف بلقاء بوتين في موسكو.. وزيلينسكي: مستعدون للمضي قدماً في اتفاق السلام بدعم أميركي أوروبي


أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه كلف المبعوث الخاص ستيف ويتكوف بلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو على أمل وضع اللمسات الأخيرة على خطة سلام لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف ترامب على صفحته على منصة "تروث سوشال" أنه "لم يتبق سوى بعض نقاط الخلاف"، مشيراً إلى أن وزير الجيش الأميركي دان دريسكول سيلتقي بالجانب الأوكراني.
كما أردف أنه يأمل شخصياً في لقاء نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي، ولكن "فقط عند إبرام اتفاق إنهاء هذه الحرب أو بلوغ المراحل النهائية" من المناقشات.

"اتفاقيات أعمق"
من جهته قال زيلينسكي إن "مبادئ" الخطة الأميركية المعدلة لإنهاء الحرب مع روسيا قد تفضي إلى "اتفاقيات أعمق"، لافتاً إلى أن "الأمور باتت تعتمد بشكل كبير" على واشنطن. وذكر في خطابه اليومي أنه "يمكن توسيع مبادئ هذه الوثيقة لتشمل اتفاقيات أعمق"، مردفاً: "أعول على مزيد من التعاون الفعال مع الجانب الأميركي ومع الرئيس ترامب. الأمور باتت تعتمد بشكل كبير على أميركا، لأن روسيا تُولي اهتماماً كبيراً للقوة الأميركية".

"متفائل"
يأتي ذلك بعدما أبدى ترامب تفاؤلاً بوقت سابق بقرب التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال في تصريح أدلى به في البيت الأبيض إن "الأمر ليس سهلاً، لكن أعتقد أننا قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق. سنرى". يذكر أنه تمت مراجعة الخطة الأميركية الأولية الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 4 سنوات، بعدما اعتُبرت شروطها مؤاتية لروسيا، لكن النسخة المعدلة لم تُنشر بعد، وفق فرانس برس.

استعداد لإنهاء الحرب

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن كييف مستعدة للمضي قدماً في تنفيذ اتفاق السلام المدعوم من الولايات المتحدة.
وفي خطاب أمام ما يُعرف بـ"ائتلاف الراغبين"، أوضح أنه مستعد لمناقشة النقاط الحساسة في الاتفاق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في محادثات قال إنه يجب أن يشارك فيها الحلفاء الأوروبيون. كما دعا زيلينسكي القادة الأوروبيين إلى صياغة إطار لنشر "قوة طمأنة" في أوكرانيا، وإلى مواصلة دعم كييف طالما أن موسكو لا تُبدي أي استعداد لإنهاء الحرب.

"تقدم هائل"
وفي وقت سابق، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إنه خلال الأسبوع الماضي، أحرزت الولايات المتحدة تقدماً هائلاً نحو التوصل إلى اتفاق سلام من خلال جمع أوكرانيا وروسيا على طاولة المفاوضات. وأفادت عبر تغريدة في X، بأن هناك بعض التفاصيل الدقيقة غير المستعصية على الحل يجب تسويتها. كما أعلنت أن تلك التفاصيل ستتطلب مزيداً من المحادثات بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة.

جاء هذا بعدما أكد مسؤول أميركي أن أوكرانيا وافقت على شروط اتفاق سلام محتمل. وقال المسؤول لشبكة "أيه بي سي نيوز"، إن الأوكرانيين وافقوا على مسودة خطة السلام المعدلة. إلا أنه أوضح أن "هناك بعض التفاصيل الصغيرة التي يتعين تسويتها". من جهته، أبدى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، تفاؤلاً حذراً. وقال إن بلاده ترى "آفاقاً عديدة" للسلام بعد المحادثات الأميركية الأوكرانية التي جرت في جنيف، الأحد الماضي. وكتب زيلينسكي في منشور على "إكس" عقب مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أن كييف ترى "آفاقاً عديدة يمكن أن تجعل الطريق إلى السلام حقيقياً". كما أوضح أن "نتائج ملموسة تحققت، لكن لا يزال هناك الكثير من العمل". بدوره، أكد ستارمر أن محادثات جنيف حققت تقدماً بين أميركا وأوكرانيا للتوصل لخطة معدلة. واعتبر في كلمة ألقاها أمام المجلس العمومي اليوم، أن المسودة الأولية للخطة تضمنت نقاطاً غير مقبولة، رغم وجود بعض العناصر بالغة الأهمية، مثل الضمانات الأمنية من الولايات المتحدة وشركائها. كما شدد على أن بريطانيا واضحة بشأن المبادئ الأساسية، ألا وهي ضرورة الحفاظ على سيادة أوكرانيا، وأن تكون قادرة على الدفاع عن نفسها في المستقبل.

لافروف يلمح للرفض
في المقابل، أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لم تتلق الخطة المنقحة، لكنه ألمح إلى احتمال رفضها إن لم تراعِ روح المباحثات الأميركية الروسية التي جرت في أغسطس الماضي في ألاسكا. وقال "إذا تم طمس ما اتفق عليه خلال قمة ألاسكا فسيختلف الوضع تماماً" في تلميح مبطن إلى الرفض. وكان مصدر مطلع كشف أن الاتفاقية المحدثة لا تتضمن حداً أقصى للجيش الأوكراني (النسخة الأولى نصت على تقليص عدد الجيش إلى 600 ألف). وأشار إلى أن بند "العفو عن الجرائم المرتكبة خلال الحرب الروسية الأوكرانية لن يدرج في النسخة الجديدة من مقترح السلام". علماً أن النسخة الأولى من الخطة الأميركية كانت نصت على تخلي كييف عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس (شرق البلاد)، على أن تكون منطقة خيرسون وزابوروجيا (جنوباً) منزوعة السلاح. وتضمنت تخلي الجانب الأوكراني عن حلم الانضمام إلى الناتو، وتقليص عدد القوات المسلحة، وعدم نشر أية قوات دولية على الأراضي الأوكرانية، وهي مطالب لطالما تمسك بها الجانب الروسي. ودعت إلى إجراء انتخابات عامة في أوكرانيا خلال 100 يوم من وقف الحرب. ومن المرتقب أن يزور زيلينسكي الولايات المتحدة في الأيام القليلة المقبلة لوضع اللمسات النهائية على الخطة، حسب ما أعلن أمين المجلس القومي الأوكراني للأمن والدفاع رستم أوميروف.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,