سيريا ستار تايمز

الخرطوم تكشف شروطها للسلام وواشنطن تعلن رفض الطرفين مقترح إنهاء الحرب.. شركات كندية تبيع أسلحة منتهية الصلاحية للدعم السريع


أكدت وزارة الخارجية السودانية عزمها على إحلال سلام شامل وعادل يصون سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، موازاة مع إعلان الولايات المتحدة، أن كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع رفضا مقترح واشنطن لإنهاء الحرب. وأضافت الخرطوم أنها منفتحة على جميع المبادرات الجادة الهادفة لإنهاء الحرب. ‏ووصف وزير الثقافة والإعلام السوداني خالد الإعيسر الإعلان، أنه مناورة سياسية تتناقض مع الواقع على الأرض. وأضاف أنّه لا يمكن أخذ حديث قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن هدنة على محمل الجد لأن قواته حاصرت المدنيين وجوعتهم وقصفتهم وتحديدا في الفاشر وبارا، قائلا إن تصريحه "محاولة لخداع المجتمع الدولي".

خطة أميركية
من جهته، قال كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والعربية مسعد بولس، إنّ الولايات المتحدة قدمت خطة بصياغة قوية لإنهاء الصراع في السودان، لكن لم يقبلها الجيش السوداني ولا قوات الدعم السريع. وأضاف أنه عرضت مقترحات مختلفة على الطرفين في الأسابيع الماضية منها هدنة إنسانية. وقال بولس إنّ الجيش السوداني رحّب بالمقترح قبل أسابيع، لكنه لم يقبل رسميا بالنص، وعاد بشروط مسبقة، لافتا إلى أنّ واشنطن ترغب في أن يُقبل النص بصيغته الأصلية. كما أشار إلى أنّه لن يعلق على تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، معتبرا أنها مبنية على حقائق مغلوطة. وفي أيلول/سبتمبر، اقترحت الرباعية خطة تتضمن هدنة لمدة ثلاثة أشهر واستبعاد الحكومة الحالية وقوات الدعم السريع من المشهد السياسي لما بعد النزاع، وهو بند رفضه الجيش حتى الآن.

مواجهات في كردفان
ميدانيا، أعلنت مصادر في الجيش إحباط هجوم للدعم السريع على الفرقة 22 في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان. وأكد المصدر أن الجيش دمّر مخزنًا للذخائر في المدينة، وحيّد مدافع كانت تستهدف محيط الفرقة 22 هناك.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أعلن الجيش السوداني تصديه لعدد من هجمات الدعم السريع على بابنوسة بالقصف المدفعي والطائرات المسيرة والمركبات القتالية. وقال الجيش في بيان اليوم "تمكنت قواتنا بالفرقة 22 مشاة بابنوسة من صد هجوم شنته مليشيا الدعم السريع المتمردة وكبدتها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد". وأضاف "استولت قواتنا على عدد من المركبات القتالية ودمرت أخرى، وحصيلة المعركة هلاك عدد من قادة المليشيا الميدانيين ومئات من المرتزقة"، دون تقديم تفاصيل أخرى. وكان مصدر في الجيش السوداني قال للجزيرة، إن الجيش والقوات المساندة له نفذت عمليات تمشيط واسعة غربي مدينة الأُبيّض في شمال كردفان. ومنذ أسابيع، تشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع، ضمن حرب اندلعت في أبريل/ نيسان 2023، ما تسبب بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص. ومن أصل 18 ولاية بعموم البلاد، تسيطر قوات الدعم السريع حاليا على جميع ولايات إقليم دارفور الخمس غربا، عدا بعض الأجزاء الشمالية من ولاية شمال دارفور التي لا تزال في قبضة الجيش الذي يسيطر على معظم مناطق الولايات الـ13 المتبقية في الجنوب والشمال والشرق والوسط، بما فيها العاصمة الخرطوم.

فضيحة كندية.. شركات تبيع أسلحة منتهية الصلاحية للدعم السريع

كشفت صحيفة "ذا غلوب أند ميل" الكندية أن السلطات في كندا تحقق في ملفات شركتين مملوكتين لكنديين يشتبه في دعمهما تسليح قوات الدعم السريع السودانية بمعدات عسكرية "منتهية الصلاحية". وتظهر صور وتقارير ميدانية من مناطق الصراع في السودان، وجود مركبات مدرعة وبنادق كندية في أيدي عناصر من قوات الدعم السريع، رغم أن الشركات لم تبعها مباشرة لهم، الأمر الذي يشكّل خرقا للقوانين الكندية التي تحظر تصدير السلاح للسودان أو عبر دولة ثالثة دون تصريح رسمي. حيث يشهد الإقليم نزاعات بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي"، وتُتهم قوات الدعم السريع بارتكاب فظائع في إقليم دارفور غرب السودان. وأكدت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند أن كندا ستراجع مدى امتثالها للقوانين المحلية والدولية وأن أي خرق سيتم التعامل معه بحزم.

حظر تسليح السودان
وكان مجلس الأمن الدولي، قد مدد في سبتمبر/أيلول الماضي الحظر المفروض على إدخال الأسلحة إلى إقليم دارفور السوداني لعام إضافي، وذلك في ظل استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وجاء القرار بالإجماع، ليُبقي العقوبات المفروضة منذ عام 2005 سارية حتى 12 سبتمبر/أيلول 2026، وتشمل حظر الأسلحة والعقوبات الفردية مثل تجميد الأصول وحظر السفر، وتستهدف 5 أشخاص مرتبطين بالنزاع في دارفور. ويأتي قرار مجلس الأمن اليوم في ظل استمرار الحرب في السودان منذ أبريل/نيسان 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع. وبحسب مجلس الأمن، فإن النزاع في السودان أدى إلى "كارثة إنسانية هائلة" مع مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص في حين يدفع الملايين إلى حافة المجاعة.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,