سيريا ستار تايمز

واشنطن متفائلة بإمكان التوصل لاتفاق ينهي حرب أوكرانيا.. روسيا تعلن السيطرة على مدينة استراتيجية


أبدى البيت الأبيض"تفاؤلاً كبيراً" بإمكان التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا، في حين يتوجه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف إلى موسكو. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت: "أعتقد أن الإدارة متفائلة جداً"، مضيفة أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه "عملوا بجد من أجل هذه المساعي ويريدون جميعاً أن تنتهي هذه الحرب".
كما أردفت ليفيت: "في الأمس فقط، أجروا محادثات جيدة جداً مع الأوكرانيين في فلوريدا والآن بالطبع، المبعوث الخاص ويتكوف في طريقه إلى روسيا" حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق فرانس برس.

"قضايا رئيسية"
من جهته، أعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في البحث مع ترامب في "قضايا رئيسية" وصفها بأنها "صعبة للغاية"، متصلة بخطة واشنطن، بعدما أفاد المفاوض الأوكراني رستم عمروف بتسجيل "تقدم كبير" بشأن مسودة الخطة، مع أنه أشار إلى أن "تعديلات" لا تزال ضرورية. وشدد زيلينسكي على أن إرساء "أمن حقيقي" يقتضي الحرص على عدم نيل روسيا "أي مكافأة" عن هذه الحرب.

محادثات "مثمرة"
يأتي ذلك فيما من المرتقب أن يلتقي ويتكوف، بوتين المستمر في موقفه المتصلب حيال إنهاء الحرب بعد أكثر من 3 سنوات على بدء روسيا العملية العسكرية في أوكرانيا. وكان مفاوضون أوكرانيون قد عقدوا محادثات "مثمرة" مع الولايات المتحدة في فلوريدا، بشأن الخطة التي تطرحها واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا، حسب ما أفاد الطرفان. بينما أقر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو بالحاجة إلى مزيد من العمل. من جانبه، أبدى ترامب تفاؤلاً بعد مباحثات فلوريدا، معرباً عن اعتقاده أن روسيا وأوكرانيا تريدان إنهاء الصراع، لكنه شدد على أن كييف ليست في موقف قوة بسبب فضيحة الفساد.

خطة من 28 بنداً
يذكر أن الولايات المتحدة طرحت قبل نحو 10 أيام خطة مؤلفة من 28 بنداً لإنهاء الحرب المستمرة في أوكرانيا منذ فبراير (شباط) 2022، صيغت من دون أي تدخل من حلفاء أوكرانيا الأوروبيين. وأخذت الخطة في الاعتبار العديد من المطالب الروسية. ثم عدّلت واشنطن في المسودة الأصلية مع الأوكرانيين والأوروبيين، قبل أن تنكب على درسها مجدداً بصورة ثنائية مع الأوكرانيين في فلوريدا.

بوكروفسك تقع عند تقاطع طرق وخطوط سكك حديد تؤدي إلى آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق

أعلنت روسيا أنها سيطرت على مدينة بوكروفسك شرق أوكرانيا، والتي تعد خط إمداد استراتيجياً للقوات الأوكرانية، إضافة إلى بلدة فوفشانسك في شمال شرقي البلاد. وقال الكرملين عبر منصة تلغرام إن "رئيس الأركان فاليري غيراسيموف قدم تقريراً لـ(الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين حول تحرير مدينتي كراسنوارميسك (الاسم الروسي لبوكروفسك) وفوفشانسك".

كما أوضح الكرملين أن هذا التقرير رُفع إلى بوتين. من جهته وصف وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف السيطرة على فوفشانسك بأنها "خطوة مهمة نحو تحقيق النصر وتحقيق أهداف" موسكو في أوكرانيا.

أهمية استراتيجية كبرى
يشار إلى أن بوكروفسك، التي كان يقطنها نحو 60 ألف شخص قبل الحرب، تشهد معارك منذ أشهر عدة. وقد تسلل مئات الجنود الروس إلى المدينة منذ سبتمبر (أيلول)، ما أضعف دفاعات القوات الأوكرانية. وتكتسي المدينة أهمية استراتيجية كبرى لوقوعها عند تقاطع طرق وخطوط سكك حديد تؤدي إلى آخر معاقل القوات الأوكرانية في الشرق. فيما سيُصعّب سقوطها إيصال الإمدادات إلى القوات الأوكرانية في محاور أخرى من الجبهة، كما يوفر للقوات الروسية منصة للتقدم غرباً حيث الدفاعات الأوكرانية أقل كثافة، وشمالاً باتجاه مدينتي كراماتورسك وسلوفيانسك الكبيرتين.

كذلك يهدد سقوطها بتطويق الحامية الأوكرانية في مدينة ميرنوغراد المجاورة. وكانت كييف قد أرسلت تعزيزات إلى بوكروفسك مطلع نوفمبر (تشرين الثاني)، بينها قوات خاصة، ونفت أي حصار لقواتها في المنطقة. أما فوفشانسك في منطقة خاركيف (شمال شرق)، فهي محور معارك منذ مايو (أيار) 2024، وقد دُمّرت بشكل شبه كامل. في حين ظلت خطوط القتال فيها ثابتة لأشهر قبل التقدم الروسي الأخير.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,