
في اليوم الـ53 من بدء وقف إطلاق النار في غزة، أعلن الدفاع المدني عن تمكّن طواقمه من إجلاء عشرات الأسر التي حاصرها الاحتلال الإسرائيلي بنيران دباباته وطائراته المسيرة في حي التفاح شرق مدينة غزة، كما أعلن إخلاء 5 إصابات من الحي، بينهم سيدتان وطفلان. وفي السياق، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عن تمكّن طواقمها من انتشال جثامين 9 شهداء خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليرتفع إجمالي الشهداء الذين تم انتشال جثثهم منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ إلى 616 شهيدا. وفي الضفة الغربية، أصيبت مجندة إسرائيلية في عملية دهس وقعت قرب مستوطنة "كريات أربع"، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات بحث واسعة عن المنفّذ. وأفاد مراسلنا باقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة مستشفيات في المدينة، بحثا عن منفذ العملية، وهي المستشفى الأهلي ومستشفى الميزان ومستشفى محمد علي المحتسب، كما أفادت مصادر محلية باقتحام الجيش لمستشفى الهلال الأحمر التخصصي بالمدينة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن أن قواته رصدت إصابة المنفذ قبل تمكنه من الفرار.
أصيبت مجندة إسرائيلية في عملية دهس وقعت قرب مستوطنة "كريات أربع" جنوبي الضفة الغربية المحتلة، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات بحث واسعة عن المنفّذ. وقال جيش الاحتلال في بيان إن عملية الدهس وقعت عند "مفترق يهودا" بمنطقة الخليل، وأشار إلى أن المجندة المصابة نقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأضاف الجيش أن جنوده أطلقوا النار على منفذ العملية ورصدوا إصابته قبل أن ينطلقوا لملاحقته وإجراء عملية تمشيط واسعة. وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" إن القوات الإسرائيلية تطارد مركبة قالت إنها فلسطينية، بعد أن فرت باتجاه مدينة الخليل جنوبي الضفة.
من جانبه، قال مراسلنا إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت على الفور مدينة الخليل. ودهمت القوات المستشفى الأهلي في المدينة، كما اقتحمت محيط مستشفى الميزان ومحيط مستشفى المحتسب، وفقا لما أفاد به مراسلنا.
حماس تبارك العملية
من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن "عملية الدهس البطولية التي وقعت قرب بلدة حلحول شمال الخليل تأتي في سياق رد شعبنا المشروع وغضبه على ما يرتكبه الاحتلال الصهيوني المجرم يوميا من قتل وإعدامات ميدانية واقتحامات وهدم للمنازل واعتداءات ممنهجة بحق شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية". وأضافت حماس، في بيان، أن تصاعد عمليات المقاومة في الضفة هو "نتيجة مباشرة لحالة التغول الاحتلالي ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر التهويد والاستيطان والضم وفرض الوقائع بالقوة". وأكدت الحركة أن "المقاومة ستظل الخيار المشروع في مواجهة الاحتلال وجرائمه، ما دام يواصل عدوانه وجرائمه".
وتأتي هذه العملية في وقت تشهد فيه الضفة الغربية تصاعدا غير مسبوق بهجمات جيش الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر أرزاقهم.
وأدت اعتداءات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين معا إلى استشهاد ما لا يقل عن 1085 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 10 آلاف آخرين، فضلا عن اعتقال أكثر من 21 ألف فلسطيني منذ بدء الإبادة الإسرائيلية بغزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الطرفان ناقشا توسيع نطاق اتفاقيات السلام
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن الأخير أجرى اتصالا هاتفيا بالرئيس الأميركي دونالد ترامب.
نزع سلاح حماس وغزة
وأضاف المكتب في بيان، أن الزعيمين أكدا في حديثهما على أهمية نزع سلاح حركة حماس، ونزع سلاح قطاع غزة والالتزام بهما. كما أوضح البيان أن الطرفين ناقشا توسيع نطاق اتفاقيات السلام. جاء هذا بعدما دعا ترامب نتنياهو إلى اجتماع في البيت الأبيض قريبا. أتى ذلك بينما أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم، أن موضوع السلاح يجب أن يحل ضمن حوار وطني وتشاور داخلي. وقال قبل يومين، قال إن موضوع السلاح يجب أن يحل في البداية ضمن الحوار الوطني والتشاور الداخلي والوصول إلى مقاربات سياسية متعلقة بمجمل الحالة الفلسطينية.
كما أضاف أن هذا الموضوع له علاقة بالتوافق الداخلي، وله علاقة بمسار سياسي حقيقي يؤدي إلى دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس بعيداً عن المنطق الإسرائيلي الذي يتحدث عن نزع السلاح وغيره من المصطلحات. وأردف أنه بالنسبة لحركة حماس التزمت التزاماً كاملاً في كل ما هو مطلوب منها بالمرحلة الأولى من أجل فتح الطريق أمام الانتقال إلى المرحلة الثانية التي مازالت إسرائيل تعيق الدخول في هذه المرحلة الثانية، حسب تعبيره.
خطة ترامب
يذكر أن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لوقف إطلاق النار في غزة، والتي دخلت حيز التنفيذ في العاشر من الشهر الحالي (أكتوبر 2025) كانت نصت على نزع السلاح من القطاع، وتكليف هيئة فلسطينية مؤلفة من تكنوقراط بإدارة غزة، تحت إشراف لجنة دولية.
وكان رئيس حماس في غزة، خليل الحية، أكد في بيان الأسبوع الماضي، أن مسألة السلاح قيد النقاش، مؤكداً في الوقت عينه أن "تلك القضية مرتبطة بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي". فيما أعلن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن بلاده تحاول الضغط على حركة حماس للإقرار بضرورة نزع سلاحها، مؤكداً أن من الواضح أن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم غزة.