شهداء بخروقات إسرائيلية جديدة لاتفاق غزة.. الاحتلال يفجر مباني في جنين ونابلس ويفرض حظر تجول بقباطية

واصلت قوات الاحتلال خروقها لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وشنت غارات على مواقع مختلفة في القطاع. وأفادت مصادر بمستشفيات غزة باستشهاد 5 فلسطينيين على الأقل بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناطق عدة بالقطاع منذ صباح اليوم. ومن بين ضحايا اليوم المصور الصحفي محمود وادي الذي استشهد في قصف من مسيرة إسرائيلية وسط مدينة خان يونس، وهي منطقة غير خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي بموجب اتفاق وقف إطلاق النار. والتحق محمود وادي بـ256 صحفيا قتلتهم إسرائيل في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة. ومرارا، دعت مؤسسات تعنى بشؤون الصحافة إسرائيل إلى وقف استهدافها الإعلاميين في قطاع غزة، لكنها تجاهلت تلك النداءات، في حين يرى الفلسطينيون في ذلك محاولة إسرائيلية لتغطية جرائمها بالقطاع.
من جانب آخر، أكد مصدر في المستشفى المعمداني استشهاد فلسطينييْن وإصابة آخرين بنيران جيش الاحتلال في حي التفاح شمالي شرقي مدينة غزة. وفي وقت سابق، أفاد مصدر في المستشفى المعمداني باستشهاد فلسطيني بنيران جيش الاحتلال خارج مناطق انتشاره في حي الزيتون بمدينة غزة. وقالت وسائل إعلام محلية إن فلسطينيا أصيب برصاص مسيّرة إسرائيلية في حي النصر بمدينة غزة. وأفادت بأن مسيّرات إسرائيلية أطلقت قنابل مما أدى إلى نشوب حرائق بمنازل قرب مفترق "السنافور" شرق حي التفاح شرق مدينة غزة، حيث يوسع الجيش الإسرائيلي حدود الخط الأصفر الذي جعل أكثر من 53% من مساحة قطاع غزة تحت سيطرة الاحتلال بحسب الاتفاق. في محيط مفترق الشجاعية، فجرت قوات الاحتلال روبوتا مفخخا بمنطقة الشعف شرق مدينة غزة، كما نسفت مباني شمالي القطاع، وشنت غارات جوية على جباليا شمالا، وقصفا مدفعيا على مخيم البريج وسط القطاع. وأطلق طيران الاحتلال نيرانه بشكل مكثف اتجاه مدينة رفح جنوبي قطاع غزة فجر اليوم، وفق مصادر إعلام محلية.
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظر تجول شامل في بلدة قباطية جنوبي مخيم جنين بعد ساعات من تفجيرها مبنى داخل المخيم، في إطار حملة عسكرية واسعة تشهدها الضفة الغربية منذ أكثر من أسبوع. وأكدت بلدية قباطية أن الارتباط المدني الإسرائيلي أبلغها بأن منع التجول بدأ عند الساعة 13:00 ظهرا بالتوقيت المحلي وحتى إشعار آخر، داعية السكان إلى التزام منازلهم حفاظا على سلامتهم. ويأتي هذا الإجراء عقب سلسلة اقتحامات متكررة شهدتها قباطية خلال الأيام الماضية شملت عمليات تفتيش موسعة وتحويل عدد من المنازل إلى نقاط عسكرية. ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات كبيرة إلى البلدة وأغلق مداخلها بالتزامن مع تصعيد عسكري ممتد في محافظات الخليل ورام الله ونابلس وطوباس.
حملات هدم ودهم
وشهدت الضفة اليوم حملة دهم واسعة طالت عشرات المنازل، وأغلقت قوات الاحتلال شوارع رئيسية، مما عطل حركة المواطنين والخدمات العامة والمدارس. وفي طوباس، يتواصل التصعيد منذ أكثر من أسبوع مخلفا دمارا واسعا في البنية التحتية وإصابة مئات الفلسطينيين واعتقال العشرات. وفي السياق ذاته، تواصل إسرائيل منذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي عملية عسكرية واسعة في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم هدمت خلالها آلاف المنازل وتسببت في نزوح نحو 32 ألف فلسطيني، وفق معطيات رسمية. وفي مدينة رام الله، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شاب من بلدة بيت ريما شمالي المدينة بعد إطلاق النار عليه من قوات الاحتلال، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن الشاب حاول تنفيذ عملية طعن قرب مستوطنة عطيرت أصيب خلالها جنديان بجروح طفيفة. واقتحمت قوات الاحتلال البلدة وداهمت منزل الشهيد محمد أسمر، في حين فُرض طوق أمني على محيط مستوطنة عطيرت، ونُشرت حواجز في القرى المجاورة. كما استشهد فتى فلسطيني يبلغ 17 عاما برصاص قوات الاحتلال التي قالت إنها قتلت فلسطينيا يُشتبه بتنفيذه عملية دعس أصيبت فيها جندية مساء أمس قرب مفترق يهودا شمال الخليل.
نابلس
وفي مدينة نابلس، فجرت قوات الاحتلال منزل عائلة الأسير عبد الكريم صنوبر في بلدة زواتا غربي المدينة، بعد أن أجبرت 13 عائلة على إخلاء منازلها منذ فجر اليوم. وكانت سلطات الاحتلال قد قررت هدم المنزل بعد اتهام الأسير بزرع عبوات ناسفة في محطة حافلات بمدينة بات يام مطلع العام الجاري. وتأتي هذه التطورات وسط ما تصفه الأوساط الحقوقية بتصعيد غير مسبوق في هجمات الجيش والمستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم خلال العامين اللذين تزامنا مع الحرب الإسرائيلية على غزة، وأدى هذا التصعيد في الضفة الغربية إلى استشهاد ما لا يقل عن 1087 فلسطينيا وإصابة نحو 11 ألفا واعتقال أكثر من 21 ألفا.