سنبدأ بضرب أهداف برية لعصابات المخدرات.. الرئيس الأميركي عرض على نظيره الفنزويلي التنحي والأخير وضع شروطاً رفضها ترامب

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن أي دولة تهرب المخدرات إلى الولايات المتحدة يمكن أن تتعرض للهجوم. وأضاف للصحفيين خلال اجتماع لإدارته في البيت الأبيض، بعد أن أثار قضية الكوكايين القادم من كولومبيا: "أي أحد يفعل ذلك ويبيعه إلى بلادنا معرض للهجوم". ونفذت القوات الأميركية ما لا يقل عن 21 غارة على قوارب يشتبه بأنها تنقل مخدرات في منطقة بحر الكاريبي والمحيط الهادي منذ سبتمبر (أيلول)، مما أدى إلى مقتل 83 شخصاً على الأقل. وشدد ترامب على أن القوات الأميركية ستبدأ قريبًا شن ضربات على أهداف برية في أميركا اللاتينية في إطار مكافحة تهريب المخدرات. قال الرئيس الأميركي: "لقد قتل هؤلاء (تجار المخدرات) أكثر من 200 ألف شخص. في الواقع، قتلوا أكثر من 200 ألف شخص العام الماضي. ولكن انخفضت هذه الأعداد.. انخفضت لأننا نشن هذه الضربات. وسنبدأ بتنفيذها براً أيضاً". وتابع: "كما تعلمون، الأمر أسهل بكثير على البر. إنه أسهل بكثير، نحن نعرف الطرق التي يسلكونها. نعرف كل شيء عنهم. نعرف أين يعيشون. نعرف أين يعيش الأشرار، وسنبدأ القيام بذلك قريباً جداً".
وأضاف ترامب: "سمعت أن كولومبيا تنتج الكوكايين. لديهم مصانع لإنتاج الكوكايين، أليس كذلك؟ ثم يبيعوننا الكوكايين.. أي شخص يمارس ذلك ويبيعه لبلدنا سوف يستهدف". وعندما طُلب منه أن يوضح ما إذا كان الاستهداف الأميركي لمهربي المخدرات يقتصر على فنزويلا أم لا، أجاب الرئيس الأميركي: "لا، ليس فنزويلا فقط". يأتي هذا بينما أعلنت الرئاسة البرازيلية أن الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونظيره الأميركي اتفقا خلال اتصال هاتفي على تعزيز التعاون في مكافحة الجريمة المنظّمة. وأفادت برازيليا في بيان أن لولا "أكد على الحاجة الملحة لتعزيز التعاون مع الولايات المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة الدولية"، فيما أعرب ترامب عن "استعداد كامل للعمل مع البرازيل" في مواجهة هذه التنظيمات.
بدأ لولا هذه المحادثة التي استمرت "أربعين دقيقة" بين رئيسي أكبر اقتصادين في الأميركتين، وسط توترات إقليمية بسبب الغارات الجوية الأميركية ضد جهات تشتبه واشنطن بضلوعها في تجارة المخدرات قرب الساحل الفنزويلي. وأعلنت الرئاسة البرازيلية أن لولا ناقش مع دونالد ترامب "العمليات التي نُفذت في البرازيل.. بهدف شل الجريمة المنظمة مالياً، وتحديد الشبكات التي تعمل من الخارج". نفذت السلطات البرازيلية مؤخراً عدة عمليات ضد عصابة "القيادة الأولى للعاصمة"، إحدى الفصائل الرئيسية في البلاد، أبرزها تفكيك شبكة لغسل الأموال في قطاع الوقود. تأسست هذه العصابة في سجون العاصمة الاقتصادية ساو باولو، وهي مرتبطة بمافيا "ندرانغيتا" في كالابريا الإيطالية الضالعة في تهريب الكوكايين المُنتَج في أميركا الجنوبية إلى أوروبا من الموانئ البرازيلية. واستُهدفت عصابة Comando vermelho ("القيادة الحمراء")، وهي فصيل إجرامي قوي آخر، بعمليات أمنية في الأحياء الفقيرة المكتظة بالسكان في ريو دي جانيرو. أسفرت إحدى هذه العمليات، نُفذت في نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، عن مقتل أكثر من 120 شخصاً، في أعنف عملية للشرطة في تاريخ البرازيل.
البنتاغون: خطة الاستجابة في فنزويلا جاهزة في حال رحيل مادورو
أعلنت كينغسلي ويلسون، المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية، أن لدى البنتاغون خطة استجابة في حال رحيل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. وقالت ويلسون في مؤتمر صحافي رداً على سؤال: "لدى الوزارة خطة طوارئ لأي حادث طارئ. نحن جهة تضع خططاً. إذا حدث أي طارئ في العالم، فلدينا خطة استجابة جاهزة". وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، خلال محادثة هاتفية جرت يوم 21 نوفمبر (تشرين الثاني)، بمغادرة بلاده في غضون أسبوع. ووفقاً لمصادر "رويترز"، استمرت المحادثة أقل من 15 دقيقة، قال خلالها ترامب لمادورو إن "أمامه أسبوعا لمغادرة فنزويلا مع عائلته والذهاب إلى أي مكان يختاره". ووفقاً للوكالة، أعرب مادورو خلال المحادثة عن استعداده لمغادرة البلاد مع أفراد أسرته إذا "تم الإعلان عن عفو كامل عنهم، بما في ذلك رفع جميع العقوبات الأميركية". كما طالب الرئيس الفنزويلي بإنهاء الإجراءات المتعلقة به أمام المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك رفع العقوبات الأميركية ضد 100 مسؤول فنزويلي.
بالإضافة إلى ذلك، أكد مادورو أن الحكومة الانتقالية يجب أن ترأسها نائبة رئيس فنزويلا، ديلسي رودريغيز، حتى يتم إجراء انتخابات جديدة. ووفقاً للمصادر، رفض الرئيس الأميركي معظم مطالب نظيره الفنزويلي.
وكان ترامب قد كتب في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) على صفحته في موقع "تروث سوشيال" أنه يجب "على جميع شركات الطيران والطيارين وتجار المخدرات والأشخاص" أن يعتبروا "المجال الجوي فوق فنزويلا وحولها مغلقاً تماماً". وفي 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، أكد ترامب أنه تحدث مع مادورو، لكنه لم يقدم أية تفاصيل، مؤكداً أن تصريحاته بشأن المجال الجوي لفنزويلا لا ينبغي اعتبارها مؤشراً على احتمال قيام الجيش الأميركي بشن ضربات على الأراضي الفنزويلية. وكان الرئيس الأميركي قد أعلن سابقاً أن فنزويلا لا تتخذ تدابير كافية لمكافحة تهريب المخدرات. من جهته، قال رئيس فنزويلا إن كاراكاس تواجه "أكبر تهديد بالغزو من قبل الولايات المتحدة خلال المئة عام الأخيرة". وكانت البحرية الأميركية قد نشرت 8 سفن حربية وغواصة وآلاف الجنود في بحر الكاريبي، ودمرت عدداً من القوارب في المياه الدولية كان على متنها أشخاص تتهمهم واشنطن بتهريب المخدرات من فنزويلا.