المحادثات مع إسرائيل تجنب لبنان حرب ثانية.. توتر داخل حزب الله بعد اختيار سيمون كرم لرئاسة وفد التفاوض

قال الرئيس اللبناني جوزيف عون إن الجلسة الأولى للمفاوضات مع إسرائيل، في منطقة الناقورة جنوبي البلاد مهدت الطريق لجلسات مقبلة، مشددا على ضرورة أن تسود لغة التفاوض بدل الحرب، وفق تعبيره. وأكد عون في الوقت نفسه، أنه لا تنازل عن سيادة لبنان عند الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل، مبينا أن المساعي الحالية تهدف إلى إبعاد البلاد عن "شبح حرب ثانية". وجاءت تصريحات الرئيس اللبناني خلال ترؤسه جلسة للحكومة، غداة لقاء ممثلَين مدنيَين لبناني وإسرائيلي بحضور أميركي في اجتماع اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار بين الجانبين. وتعد هذه أول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ عقود، وجاءت في إطار محاولات لخفض التصعيد الإسرائيلي بجنوب لبنان. وقال عون إن تكليف السفير سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني إلى لجنة وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل "الميكانيزم"، مهّد الطريق لجلسات مقبلة ستبدأ في 19 من الشهر الجاري. وأشار إلى أن تكليف كرم جاء بعد مشاورات مع رئيسي البرلمان والحكومة بشأن ضرورة إجراء مفاوضات وإدخال شخص مدني إلى اللجنة. ووفقا لبيان للرئاسة اللبنانية فقد أوضح عون أنه "من البديهي ألا تكون أول جلسة كثيرة الإنتاج".
وانضم كرم ومدير السياسة الخارجية بمجلس الأمن القومي الإسرائيلي يوري رسنيك إلى اجتماع اللجنة، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، في خطوة رحبت بها الولايات المتحدة وفرنسا المشاركتان في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن المحادثات عُقدت "في أجواء إيجابية"، موضحا أنه "تم الاتفاق على بلورة أفكار لتعزيز تعاون اقتصادي محتمل بين إسرائيل ولبنان"، مشددا على أن "نزع سلاح حزب الله أمر لا مفرّ منه". وتوصلت إسرائيل ولبنان في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية أميركية وفرنسية، بعد عام من العدوان الإسرائيلي على لبنان.
ورغم سريان الاتفاق، لا تزال إسرائيل تنفذ غارات يومية على مناطق مختلفة في لبنان، كما أبقت على قواتها في 5 تلال في الجنوب.
كشفت مصادر لبنانية أن حالة من الغضب تسود داخل حزب الله، عقب اختيار سيمون كرم رئيساً لوفد التفاوض، مشيرة إلى أن القرار اتُّخذ من جانب رئاسة الجمهورية من دون استشارة الحزب. وبحسب المصادر، فإن الرئيس جوزيف عون اختار سيمون كرم ممثلاً للبنان استناداً إلى صلاحياته الدستورية.
وأضافت أن حزب الله لا يسعى إلى مواجهة مع الرئاسة، لكنه يشعر بفقدان التأثير على قرارها في هذا الملف. بدوره قال الرئيس اللبناني إن اختيار سيمون كرم جاء بعد مشاورات أجراها مع نواف سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وأوضح أن اجتماع الناقورة مهّد لاجتماعات مقبلة من المقرر أن تبدأ في 19 ديسمبر. وأكد الرئيس اللبناني أن لغة التفاوض يجب أن تسود بدلاً من لغة الحرب. من جانبه أوضح وزير الإعلام اللبناني في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مجلس الوزراء أن المطلوب من المجتمع الدولي إنجاح المفاوضات. وأضاف أن الرئيس أكد أن لا تراجع عن دفع إسرائيل للانسحاب من أراضي لبنان، مشدداً على أن لا تنازل عن سيادة لبنان في أي اتفاق مع إسرائيل.