مستعد لمغادرة فنزويلا إذا حصل هو وعائلته على عفو.. مادورو يغيّر مكان نومه بانتظام خوفاً من ضربة أميركية

أكد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أنه تحدث هاتفيا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسط الأزمة الحادة بين واشنطن وكاراكاس.
وقال الرئيس الفنزويلي، عبر التلفزيون الرسمي، إن المحادثة قبل نحو عشرة أيام كانت ودية ومبنية على الاحترام المتبادل. وأفاد نيكولاس مادورو: "تحدثت مع رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب.. ويمكنني القول إن المحادثة جرت بنبرة محترمة، بل ويمكنني القول إنها كانت ودية". وأشار مادورو في كلمته إلى أن المحادثة فرصة محتملة للدبلوماسية. وذكرت "رويترز"نقلا عن أربعة مصادر مطلعة على المكالمة، أن مادورو أبلغ ترامب أنه مستعد لمغادرة فنزويلا إذا حصل هو وعائلته على عفو قانوني كامل، بما في ذلك رفع العقوبات الأمريكية وإنهاء قضية رئيسية أمام المحكمة الجنائية الدولية. وتأتي هذه الدعوة بعد أشهر من الضغوط الأمريكية على فنزويلا، بما في ذلك توجيه ضربات ضد قوارب تهريب المخدرات المزعومة، وتهديدات بعمل عسكري، وتصنيف كارتل "دي لوس سولس" كجماعة إرهابية أجنبية. إلى ذلك، قالت شبكة "CBS" إن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطيين والجمهوريين قدمت، مشروع قرار من شأنه منع العمل العسكري الأمريكي ضد فنزويلا دون موافقة الكونغرس، بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن حملة برية ستبدأ قريبا. ويدرس ترامب خيارات عديدة منها شن هجوم على الأراضي الفنزويلية، في إطار حملة تصفها إدارته بأنها تهدف إلى وقف تهريب المخدرات غير المشروعة التي أودت بحياة أمريكيين، ونفى مادورو أي صلة له بتجارة المخدرات غير المشروعة. وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض مرارا وتكرارا خلال اليومين الماضيين إن الهجوم البري سيبدأ "قريبا جدا". وردا على تعليقاته، قال أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون تيم كين من فرجينيا، وتشاك شومر من نيويورك، وآدم شيف من كاليفورنيا، والسيناتور الجمهوري راند بول من كنتاكي، إنهم قدموا مشروع قرارهم بشأن صلاحيات الحرب. وأوضح المشرعون الذين حاولوا مرارا وتكرارا كبح عدوان ترامب على فنزويلا، إنهم سيقدمون قرارا جديدا لإجبار الكونغرس على التصويت على هذه القضية إذا شنت الإدارة هجوما، لكنهم قالوا إن تعليقات ترامب دفعتهم إلى المضي قدما. وقال شيف في بيان "إننا ننجر إلى حرب مع فنزويلا دون أساس قانوني أو تفويض من الكونغرس، ويجب على مجلس الشيوخ أن يكون مستعدا لوقف حرب غير قانونية من شأنها أن تعرض آلاف من أفراد الخدمة الأمريكية للخطر دون داع". وبموجب قواعد مجلس الشيوخ الأمريكي، فإن قرار سلطات الحرب يحظى بامتياز، وهو ما يعني أنه يجب طرحه للتصويت في غضون أيام. جدير بالذكر أن القوات الأمريكية نفذت ما لا يقل عن 21 ضربة على قوارب مزعومة لنقل المخدرات في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ منذ أوائل سبتمبر، مما أسفر عن مقتل 83 شخصا على الأقل، في الوقت الذي يصعد فيه ترامب تعزيزاته العسكرية ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو.
الرئيس الفنزويلي وسّع دور الحرس الكوبي في فريقه الأمني خوفاً من أي اختراق داخلي
يواجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حالياً أخطر تحدٍّ عبر سنوات حكمه المثقلة بالأزمات، بعد تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب باللجوء إلى عمل عسكري ضد فنزويلا. وبحسب عدة مصادر مقربة من الحكومة الفنزويلية، فقد شدد مادورو إجراءات أمنه الشخصي بشكل غير مسبوق، والتي شملت تغيير أماكن نومه بانتظام، في ظل تصاعد احتمال تدخل عسكري أميركي. وتشير هذه المصادر إلى حالة توتر وقلق تخيم على الدائرة الضيقة المحيطة بمادورو، رغم قناعتهم بأنه لا يزال ممسكاً بزمام السيطرة وقادراً على تجاوز هذا التهديد الأخطر خلال سنوات حكمه الاثنتي عشرة، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية. وتحدث سبعة أشخاص مقربون من الحكومة الفنزويلية لصحيفة "نيويورك تايمز" شريطة عدم الكشف عن هويتهم خوفاً من الانتقام أو بسبب عدم حصولهم على إذن للتصريح علناً. وتشير مصادر الصحيفة إلى أن مادورو يحاول حماية نفسه من أي ضربة دقيقة محتملة أو عملية لقوات خاصة عبر تغيير أماكن نومه وهواتفه باستمرار. وقد تسارعت هذه الاحتياطات منذ سبتمبر (أيلول)، بعد أن بدأت الولايات المتحدة في حشد سفنها الحربية وفي تنفيذ ضربات ضد زوارق تقول إدارة ترامب إنها كانت تستخدم في تهريب المخدرات من فنزويلا.
وللحد من مخاطر الاختراق من داخل النظام، وسّع مادورو دور الحرس الشخصي الكوبي في فريقه الأمني، كما عزز وجود ضباط الاستخبارات الكوبية داخل المؤسسات العسكرية الفنزويلية، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" عن أحد المصادر المطلعة. وفي العلن، حاول مادورو التقليل من شأن تهديدات واشنطن عبر الظهور بمظهر اللامبالاة والاسترخاء، إذ ظهر فجأة في فعاليات عامة، ورقص أمام الكاميرات، ونشر مقاطع دعائية على منصة "تيك توك". وتتهم إدارة ترامب مادورو بقيادة "عصابة إرهابية" تغرق الولايات المتحدة بالمخدرات، وهي رواية يقول بعض المسؤولين في واشنطن إنها تهدف في جوهرها إلى تغيير النظام في فنزويلا. ومع ذلك، جمع ترامب بين التهديدات العسكرية لفنزويلا والإيحاء بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي، فقد تحدث هو ومادورو هاتفياً الشهر الماضي لمناقشة احتمال عقد لقاء بينهما. وكانت "نيويورك" تايمز قد ذكرت أن مادورو ومبعوثي ترامب ناقشوا في وقت سابق من هذا العام الشروط التي يمكن بموجبها أن يغادر الزعيم الفنزويلي البلاد. لكن تلك المحادثات لم تُسفر عن اتفاق، ما دفع إدارة ترامب إلى تصعيد ضغوطه العسكرية.