الرئيس الشرع: سعي إسرائيل لإقامة منطقة عازلة يدخل سوريا في مكان خطر وسنجري انتخابات رئاسية بعد 4 سنوات

قال الرئيس السوري أحمد الشرع خلال مشاركته في منتدى الدوحة، إن دمشق تحترم اتفاق 1974 مع إسرائيل. وحذر من أن سعي إسرائيل لإقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا يدخل البلاد في مكان خطر. واتهم الشرع إسرائيل بتصدير الأزمات للدول الأخرى بعد الحرب على غزة.
وأكد الشرع أن إسرائيل نفذت منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، أكثر من ألف غارة و400 توغل بري عسكري على سوريا حتى اليوم. وقال الشرع خلال مشاركته في جلسة حوارية ضمن أعمال اليوم الأول لمنتدى الدوحة 2025 المنعقد بالدوحة تحت عنوان "ترسيخ العدالة... من الوعود إلى الواقع الملموس": "إن إسرائيل تدير أزماتها في المنطقة عبر تصدير الأزمات للدول الأخرى، في محاولة للتهرب من المجازر المروعة التي ارتكبتها في قطاع غزة، وتتصرف وكأنها تقاتل أشباحا، وتبرر تحركاتها بالمخاوف الأمنية والاضطرابات، مسقطة أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول على كل ما يجري حولها"، وفقا لوكالة الأنباء القطرية (قنا).
وأضاف أنه "منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024)، بعثت سوريا رسائل إيجابية واضحة تؤكد تمسكها بالسلام والاستقرار الإقليمي، وعبرت كذلك بوضوح عن رغبتها في أن تكون دولة مستقرة وغير معنية بتصدير النزاعات للدول الأخرى، بما في ذلك إسرائيل، بيد أن إسرائيل قابلت هذه المقاربة بعنف شديد". وأوضح الرئيس السوري أن بلاده تستعين لمواجهة هذه التطورات بالتواصل مع الدول الإقليمية والعالمية الفاعلة، مشيراً إلى أن العالم اليوم يدعم المطالب السورية المتعلقة بضرورة انسحاب إسرائيل إلى ما قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وجدد التأكيد على التزام سوريا الكامل باتفاق العام 1974، واحترامها لهذا الاتفاق، الذي صمد لأكثر من 50 عاماً بنجاح ويتمتع بإجماع دولي وإجماع مجلس الأمن، محذراً من العبث به والبحث عن اتفاقيات أخرى مثل إنشاء منطقة عازلة أو ما شابه ذلك، ما يفتح الباب أمام مسارات خطرة وغير مضمونة النتائج. وتطرق الرئيس السوري، إلى مفهوم "المنطقة منزوعة السلاح"، متسائلاً عن كيفية إدارتها وآلية حمايتها في ظل الادعاءات الإسرائيلية المتعلقة بخشيتها من انطلاق هجمات من جنوب سوريا نحوها. ولفت الشرع إلى أن غياب وجود الجيش السوري وقوات الأمن السورية بجنوب غربي سوريا يطرح تساؤلات جوهرية حول كيفية ضمان الأمن هناك. وكشف الرئيس السوري عن وجود مفاوضات تجري حالياً بهذا الإطار، والولايات المتحدة الأميركية منخرطة فيها، مؤكداً أن جميع الدول تدعم المطالب السورية المتعلقة بانسحاب إسرائيل إلى ما قبل الثامن من ديسمبر/كانون الأول الماضي، ومعالجة المخاوف الأمنية "المنطقية" للطرفين، وضمان أمنهما. وفي سياق متصل، أكد أن بلاده خلال العام الماضي، استعادت الكثير من علاقاتها الإقليمية والدولية، وتجاوزت مرحلة ترطيب العلاقات إلى مرحلة أكثر تقدماً، مؤكداً أن "كل ما تم التعهد به عند الوصول إلى دمشق تم الوفاء به"، ما عزز الثقة لدى مختلف الأطراف الإقليمية والدولية. وقال: "إن المسار الذي تسلكه البلاد هو المسار الصحيح، وإن كل خطوة اتخذت صبت في المصلحة العامة السورية"، مبيناً أن سوريا استعادت موقعها الإقليمي والدولي المهم، وتحولت من دولة كانت مصدرة للأزمات لمنطقة يولد فيها الأمل، بإرساء نموذج حي للاستقرار الإقليمي.
الانتخابات تناسبت مع المرحلة الانتقالية
شدد الرئيس السوري أحمد الشرع، في كلمة ألقاها خلال منتدى الدوحة، على أن جميع الطوائف تشارك في الحكومة السورية، معتبراً أن تقسيم السلطة على أساس طائفي أو عرقي "خطأ كبير"، وأن المشاركة تتم دون محاصصة.
وأضاف أنه سيتم إجراء انتخابات رئاسية بعد 4 سنوات وفقاً للإعلان الدستوري، لافتاً إلى أنه لا يجب ربط بناء الدولة بالأشخاص بل بالمؤسسات.
وأشار إلى أن الانتخابات جاءت منسجمة مع متطلبات المرحلة الانتقالية، مؤكداً أنه لا يجب ربط بناء الدولة بالأشخاص بل بالمؤسسات التي تشكل الأساس في إدارة البلاد. كما أكد الرئيس السوري أن بلاده كانت تعيش في عزلة خطيرة، موضحاً: "عشنا في عزلة كبيرة خلال الـ60 عاماً الماضية". وأكد أنه تم الوفاء بالتعهدات بما يصب في المصلحة العامة السورية، مضيفاً أن العالم قد بادل سوريا الاستفادة من موقعها المهم لإرساء الاستقرار، وأن ما اتُّخذ من خطوات كان في مصلحة البلاد.
وقال الرئيس السوري إن رفع العقوبات الأميركية عن بلاده سيُسهم في تحسين الوضع الاقتصادي، مشيراً إلى أن بعض المشكلات حدثت مؤخراً، وأن الحكومة لا تقبل بها وستتم محاسبة المسؤولين عنها. وأضاف أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدعم مسار رفع العقوبات.
فلول النظام بدأوا أحداث الساحل
وأوضح الشرع أن فلول النظام السابق هم من بدأوا أحداث الساحل، مؤكداً أن سوريا دولة قانون وتضمن حقوق الجميع. في سياق آخر، أكد الرئيس السوري أن إسرائيل تعمل على تصدير الأزمات إلى الدول الأخرى، مشيراً إلى أنها "تحولت إلى دولة وكأنها تقاتل الأشباح". وقال إن إسرائيل قابلت سوريا بعنف شديد، وإن بلاده تعرضت لأكثر من ألف غارة. كما أضاف الشرع أن إسرائيل تحاول الهروب مما ارتكبته من مجازر في غزة، لافتاً إلى أن العالم يؤيد انسحابها من الأراضي التي احتلتها في سوريا.