سيريا ستار تايمز

رغم عرض أميركي.. أستراليا ترفض استعادة رعاياها من مخيمات شمال شرقي سوريا


كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن رفض الحكومة الأسترالية إعادة رعاياها من عائلات تنظيم الدولة "داعش"، المحتجزين في مخيمات شمال شرقي سوريا، رغم تحذيرات أميركية متكررة من أن إبقاء النساء والأطفال هناك يفاقم مخاطر التطرف ويهدد بعودة نشاط التنظيم. وبحسب التقرير، الذي نشرته الصحيفة، السبت، عرضت الولايات المتحدة على كانبيرا إخراج الأستراليين من المخيمات شرط إصدار جوازات سفر أو وثائق سفر رسمية لهم، إلا أن الحكومة الأسترالية لم توافق على ذلك حتى الآن، ونقلت الصحيفة عن وزير الشؤون الداخلية الأسترالي توني بيرك قوله خلال لقاء سابق مع ناشطين: إن الحكومة "لا تملك خطة لإعادة الموجودين في المخيمات في الوقت الراهن".

أقل من 40 أسترالياً ما زالوا في روج والهول
وأشار التقرير إلى أن أقل من 40 أسترالياً ما زالوا محتجزين في مخيمين هما "روج" و"الهول"، غالبيتهم أطفال، إضافة إلى نساء يُعتقد أنهن زوجات أو أرامل لمقاتلين سابقين في التنظيم، وأوضحت الغارديان أن معظمهم موجودون في مخيم "روج" قرب الحدود التركية منذ عام 2019، بينهم 12 امرأة وما بين 22 و25 طفلاً، وُلد بعضهم داخل المخيم. ولفت التقرير إلى أن المحتجزين الأستراليين لم تُوجَّه إليهم أي تهم جنائية، ولا يواجهون مذكرات توقيف، وإن كان من الممكن ملاحقة بعضهم قانونياً عند عودتهم إلى أستراليا.

تدهور الأوضاع داخل المخيمات وتصاعد العسكرة
وفي اجتماع عقده بيرك مع ممثلين عن منظمات إنسانية في حزيران الماضي، قُدمت للوزير ملاحظات حول تدهور الأوضاع داخل المخيمات. ونقلت الصحيفة عن مذكرات رسمية أن المخيمات باتت "أكثر عسكرة وتشديداً أمنياً"، وأن الأطفال حذّروا من أنهم سيتعرضون لإطلاق النار إذا حاولوا تجاوز الأسوار، مع تقلص الأنشطة المتاحة للنساء والأطفال. كما أكدت مصادر من داخل المخيم أن أي محاولة خروج غير مصرح بها قد تُقابل بالقوة.

وأفادت الغارديان بأن القوات الكردية التي تشرف على المخيمات أبدت استعدادها للسماح للمحتجزين بالمغادرة إذا قدمت الحكومة الأسترالية ضمانات بإصدار وثائق السفر، لكن بيرك رد بأن هذا الخيار "غير مطروح حالياً"، مشيراً إلى البحث عن بدائل لا تتطلب التزامات رسمية مباشرة.

إعادة جزئية وهروب من المخيم
وذكّرت الصحيفة بأن أستراليا نفذت عمليتي إعادة سابقتين، الأولى في 2019 شملت أطفالاً أيتاماً، والثانية في 2022 أعيد خلالها عدد من النساء والأطفال، لكنها لم تُعد الدفعة الأخيرة حتى الآن. كما أشارت إلى هروب امرأتين وأربعة أطفال من مخيم "الهول" في تشرين الأول الماضي ووصولهم إلى لبنان، حيث حصلوا على جوازات من السفارة الأسترالية قبل عودتهم عبر رحلة تجارية. وبين التقرير أن الولايات المتحدة، التي تمول قسماً كبيراً من العمليات الأمنية والإنسانية في شمال شرقي سوريا، تطالب بإغلاق المخيمات وإعادة الرعايا، محذرة من أنها أصبحت "حاضنات للتطرف". ونقل عن قائد القيادة المركزية الأميركية الأدميرال براد كوبر قوله إن "كل يوم دون إعادة يضاعف الخطر على الجميع"، داعياً الدول إلى استعادة مواطنيها قبل تعرضهم لمزيد من التشدد.

سيريا ستار تايمز - syriastartimes,