ألمانيا تنتقد مجدداً استراتيجية ترامب.. غير مقبولة
رداً على نشر البيت الأبيض الأسبوع الماضي استراتيجية الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، جدد المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، انتقاداته لتلك الخطة. واعتبر مستشار ألمانيا، خلال زيارة لولاية راينلاند بالاتينات الإقليمية، أن بعض أجزاء استراتيجية الأمن القومي الأميركية "غير مقبولة".
كما أكد أن بلاده وبقية الدول الأوروبية "ستدافع عن الديمقراطية الأوروبية بنفسها". وقال: "عندما يتعلق الأمر بحماية الديمقراطية في أوروبا، فإن الدول الأوروبية ستتحمل مسؤوليتها بنفسها". إلى ذلك، شدد على ضرورة أن تصبح أوروبا أقل اعتمادًا على الولايات المتحدة، استجابةً لاستراتيجية الأمن القومي التي أصدرتها واشنطن مؤخراً، وفق ما نقلت وكالة رويترز.
"زوال الحضارة الأوروبية"
وكان ترامب نشر استراتيجية بلاده للأمن القومي، التي بينت تحوّلاً جذرياً في سياسة الولايات المتحدة الخارجية. إذ نقلت تركيز القوة العظمى من الساحة العالمية إلى الجوار الإقليمي وأنذرت بزوال الحضارة الأوروبية، واضعة الحد من الهجرة الجماعية على رأس أولوياتها.
كما اعتبرت أن أوروبا في حالة تراجع اقتصادي، لكن "مشاكلها الحقيقية أعمق" بكثير، مضيفة أن "أنشطة الاتحاد الأوروبي تقوض الحرية السياسية والسيادة"، وتعتمد سياسات هجرة تغيّر القارة، وتفرض رقابة على حرية التعبير وقمع المعارضة السياسية، وفقدان الهويات الوطنية. وأوضحت الاستراتيجية أن تراجع حصة أوروبا في الاقتصاد العالمي، ناجم إلى حد كبير عن صعود الصين وغيرها من القوى، قائلة إن "التراجع الاقتصادي يطغى عليه احتمال حقيقي وأكثر وضوحا يتمثل بالمحو الحضاري.. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فلن يعود من الممكن التعرّف على القارة في غضون عشرين عاما أو أقل". كذلك لفتت إلى أنه على الولايات المتحدة أن "تزرع المقاومة" داخل القارة ضد "المسار الحالي لأوروبا". وألمحت إلى "دعم واشنطن للأحزاب القومية اليمينية الأوروبية المتطرفة". وعادة ما يصدر الرؤساء الأميركيون "استراتيجية للأمن القومي" في كل ولاية لهم في البيت الأبيض. وقد منحت الأخيرة التي نشرها جو بايدن في 2022 أولوية للتفوّق في المنافسة مع الصين مع كبح جماح روسيا التي وُصفت بأنها "خطيرة".