واشنطن تتحدث عن ممثل لمجلس السلام بغزة وتطالب إسرائيل بتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة.. الأوضاع الإنسانية في تفاقم

تتواصل الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة رغم دخول وقف إطلاق النار يومه الـ63، وقد زاد من حدتها المنخفض الجوي الذي يضرب المنطقة. فقد أعلنت وزارة الصحة وفاة رضيعة متأثرة بالبرد والأمطار التي أدت إلى غرق خيام النازحين في منطقة المواصي بخان يونس. كما أفاد مصدر في الإسعاف والطوارئ بوفاة فلسطيني بعد انهيار جدار بسبب الأمطار في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. وقد حمّلت حركة حماس الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية الظروف المأساوية التي يعيشها سكان قطاع غزة، واتهمته بالتنصل من التزاماته في اتفاق وقف الحرب. من جهتها، أكدت القيادة الوسطى الأميركية توسيع فريق العمل الدولي بمركز التنسيق في غزة ليشمل ممثلين عن 60 دولة ومنظمة شريكة. وفي السياق، نقل موقع أكسيوس عن مصادر مطلعة أن واشنطن اقترحت المبعوث الأممي السابق نيكولاي ملادينوف ممثلا في غزة لمجلس السلام.
واشنطن تضغط لبدء المرحلة الثانية وتطالب إسرائيل بتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة
قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن العمل لا يزال متواصلا من أجل استعادة جثة آخر أسير إسرائيلي في غزة، مؤكدة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبذل جهودا مكثفة خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وأضافت ليفيت في إفادة للصحفيين أن الإعلان عن مجلس السلام الخاص بغزة وتشكيل حكومة التكنوقراط سيتم في "الوقت المناسب"، مشددة على أن الإدارة الأميركية تسعى لضمان التوصل إلى "سلام دائم" في القطاع. وكان ترامب قد أعلن أنه سيكشف مطلع عام 2026 عن تشكيل مجلس السلام الخاص بغزة، وهو هيئة ستشرف على الحكم وإعادة الإعمار في القطاع. كذلك، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أن ترامب يخطط لتعيين جنرال أميركي لقيادة قوة الاستقرار الدولية (آي إس إف) المقرر نشرها في قطاع غزة. وبحسب الموقع، أبلغ السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة مايك والتز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين بأن الإدارة الأميركية ستتولى قيادة القوة الدولية.
ملف الأسرى يعرقل التقدم
ورغم الضغوط الأميركية، تصر إسرائيل على أنها لن تنتقل للمرحلة الثانية قبل استعادة جثة الأسير ران غويلي. وقد زودت تل أبيب المفاوضين بصور جوية ومواد استخبارية للبحث عن مكانه. وقال مسؤول إسرائيلي "لن نتهاون حتى يتم إعادة ران لدفنه في إسرائيل". وتأمل واشنطن نشر قوة الاستقرار الدولية في أوائل عام 2026، بدءا من رفح. ووفق مصادر أميركية، فقد أبدت إندونيسيا وأذربيجان استعدادهما للإسهام بقوات، بينما تفضل دول أخرى تقديم التدريب أو التمويل أو المعدات. لكن نتنياهو أعرب في محادثات خاصة عن شكوكه في قدرة هذه القوة على تفكيك القدرات العسكرية لحماس بمفردها، حيث قال إنه يعتقد أن الجيش الإسرائيلي سيضطر إلى "القيام بدور ما". ويقول مسؤولون إسرائيليون -حسب صحيفة يديعوت أحرونوت- إن واشنطن تبدو مهتمة أكثر بإعادة إعمار غزة مقارنة بنزع سلاح حماس، وهو ما يثير قلق تل أبيب.
ضغط أميركي لإزالة الأنقاض
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن إسرائيل تتعرض لضغوط أميركية متزايدة بشأن تحمل تكلفة إزالة الركام الهائل الذي خلّفته الحرب في قطاع غزة. وكشفت تقارير للصحيفة الإسرائيلية ووسائل إعلام أميركية أن واشنطن تربط إزالة الأنقاض ببدء عملية إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مع تحديد رفح كنقطة نموذجية للانطلاق. ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن مصادر أن إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على تحمل التكلفة، التي يُتوقع أن تصل إلى مئات ملايين الدولارات، وأنها ستلجأ إلى شركات متخصصة لتنفيذ العملية. ولم يصدر حتى الآن أي تعليق من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن هذه الالتزامات. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال هذا الأسبوع أن قطاع غزة بات مغطى بنحو 68 مليون طن من الأنقاض. ويقدّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، المشرف على التخطيط لعمليات الإزالة، أن حجم الركام يعادل تقريبا وزن 186 مبنى من حجم مبنى "إمباير ستيت". وتشكل إزالة الأنقاض في قطاع غزة شرطا أساسيا لانطلاق عملية إعادة الإعمار ضمن المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
تقارير إسرائيلية تتحدث عن "أدلة" على مكان جثة آخر أسير في غزة
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في المؤسسة الأمنية أن لديهم "معلومات ومؤشرات عن المكان المحتمل لجثة الأسير الأخير الجندي ران غويلي" لدى المقاومة في قطاع غزة، حيث أسر وقُتل يوم اندلاع معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية الخاصة، عن مصادر أمنية لم تسمها، أنه "جرى في الأيام الأخيرة بدء فحوص ميدانية مرتبطة بخيوط أولية عن مكان جثمان غويلي". وأوضحت أن الفحوص تُجرى في منطقة يُعتقد أنها على ارتباط بحركة الجهاد الإسلامي، التي تدعي أنها نفذت عملية أسر الجندي. وتحدثت القناة عن تقديرات تفيد بأن عناصر حركة الجهاد الذين دفنوا غويلي "لا يزالون على قيد الحياة"، دون تعليق فوري من الحركة. وذكرت أن "المؤسسة الأمنية ترى أن حركة حماس -في حال رغبتها بإعادة الجثة- قادرة على التحقيق مع هؤلاء العناصر للحصول على معلومات إضافية حول مكان الدفن". وكانت عملية للبحث عن جثة الأسير قد جرت يوم 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وانتهت العملية التي جرت شرقي حي الزيتون بمدينة غزة دون العثور على الجثة. وقال مراسلنا حينها إن فريقا من كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، واللجنة الدولية للصليب الأحمر أنهى بحث اليوم عن جثة أسير إسرائيلي داخل مناطق سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة الشرقية من حي الزيتون بمدينة غزة وسط صعوبات كبيرة، وهي خامس عملية بحث عن الجثة. وقد سلّمت المقاومة الفلسطينية 27 جثة للجانب الإسرائيلي ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، ولم تتبقَّ إلا جثة واحدة. من جهتها، قالت والدة الأسير الإسرائيلي إن "جراح إسرائيل لن تلتئم إلا بعد عودته أو إعادة رفاته، والمرحلة التالية من خطة السلام يجب ألا تمضي قدما قبل ذلك". وكانت مصادر إعلامية إسرائيلية قد ذكرت أن حكومة بنيامين نتنياهو، المتهم بارتكاب جرائم حرب في قطاع غزة والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، تصر على عدم بحث المرحلة الثانية من خطة ترامب إلا بعد إعادة جثة آخر أسير لدى المقاومة.