حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.. مظاهرات دعما لمادورو

قالت مجلة نيوزويك إن نشر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سفنا حربية قبالة السواحل الفنزويلية، وتشديد الضغوط السياسية والاقتصادية على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، تعد مؤشرات على اقتراب مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وفنزويلا. وأشارت المجلة إلى أن هذه التحركات تندرج ضمن توجه أوسع لإعادة فرض النفوذ الأميركي في نصف الكرة الغربي، مع تأكيد واشنطن التزامها بإحياء وتطبيق مبدأ جيمس مونرو الذي يعتبر المنطقة مجال نفوذ أميركي تقليدي.
وقالت المجلة إن هناك 3 مؤشرات تدل على أن حربا وشيكة قد تندلع بين الولايات المتحدة وفنزويلا في أي لحظة، وأولها انتقال الولايات المتحدة من فرض العقوبات إلى مصادرة ناقلات نفط فنزويلية، مما أثار توترا حادا في قطاع الشحن البحري، وصفه نيكولاس مادورو بأنه أعمال قرصنة دولية.
وفي مؤشر ثان، كثفت واشنطن عملياتها العسكرية في البحر الكاريبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات، وهي عمليات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وأثارت انتقادات حقوقية، في حين أكدت الإدارة الأميركية أنها تستهدف نظاما يتهمه المسؤولون بإغراق الولايات المتحدة بالمخدرات، كما أوردت المجلة. وفي الوقت نفسه سجلت زيادة ملحوظة في حركة الطائرات والانتشار الجوي والبحري الأميركي قرب فنزويلا، حسب المجلة. وشمل ذلك مقاتلات متقدمة وقاذفات إستراتيجية وحاملات طائرات، إضافة إلى تدريبات تحاكي ضربات على أهداف داخل الأراضي الفنزويلية، في انتشار يعد من الأكبر في المنطقة منذ سنوات. ويرى مراقبون أن هذا الحشد يعكس انتهاء صبر واشنطن على مادورو واقترابها من خيارات أكثر حدّة، وكتب رئيس مجلس العلاقات الخارجية مايكل فورمان في تحليل الأسبوع الماضي "يبدو أن تسامح الرئيس مع مادورو يتضاءل بشكل متزايد".
في المقابل، شددت القيادة الفنزويلية على استعدادها للدفاع عن سيادة البلاد ومواردها، وأعلنت تعزيز صفوف الجيش، في ما يبدو مؤشرا ثالثا على اقتراب الحرب، حسب المجلة. وأكدت فنزويلا أن الهدف الحقيقي للتحركات الأميركية هو إسقاط الحكومة والسيطرة على النفط الفنزويلي، في تبادل للتهديدات والتصعيد العسكري والسياسي، مما يزيد المخاوف من انزلاق الأزمة إلى مواجهة مفتوحة قد تكون لها تداعيات واسعة على أمن أميركا اللاتينية واستقرارها.
مظاهرات في فنزويلا دعما لمادورو
شهدت العاصمة الفنزويلية كاراكاس ومدن أخرى مظاهرات حاشدة نظمها أنصار الحكومة، تنديدا بالتدخلات الخارجية ورفضا لما وصفوه بانتهاكات للسيادة الوطنية. وردد المتظاهرون شعارات داعمة للرئيس نيكولاس مادورو، مؤكدين مساندتهم لجهود بلادهم في الدفاع عن وحدة الأراضي والسيادة الوطنية. وندد المحتجون بشدة باستيلاء الولايات المتحدة على ناقلة نفط فنزويلية، معتبرين هذه الخطوة خرقا سافرا للقانون الدولي. وقبل أيام صادرت الولايات المتحدة الأميركية ناقلة نفط فنزويلية قبالة السواحل، في عملية تُعد الأولى من نوعها منذ عام 2019. ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العملية بأنها الأكبر التي تنفذ حتى الآن. وفي تصريح للصحفيين، قال ترامب "لقد استولينا للتو على ناقلة نفط على ساحل فنزويلا، ناقلة كبيرة، كبيرة جدا، وهي في الحقيقة أكبر ناقلة نفط يتم الاستيلاء عليها على الإطلاق". ويخضع النفط الفنزويلي -الذي يُعد المصدر الرئيسي لإيرادات الدولة- لحظر منذ عام 2019، وذلك ما أجبر كاراكاس على بيع إنتاجها في السوق السوداء بأسعار أقل، خاصة إلى الصين.
نظام عالمي جديد
من جانبه، دعا الرئيس نيكولاس مادورو الشباب إلى التمسك بالوطن، مؤكدا أن العالم يشهد صعود نظام دولي متعدد الأقطاب "من دون استعمار". وأشار مادورو إلى وجود صراع عالمي بين ما وصفها بقوى تسعى إلى الاستقلال والحرية والتعاون وأخرى "تريد السيطرة على العالم"، مؤكدا أن فنزويلا تقف إلى جانب الشعوب الرافضة "لكل أشكال الاستعمار والعبودية".
حماية موارد الطاقة
وفي سياق متصل، دعت ديلسي رودريغيز، نائبة الرئيس الفنزويلي، إلى تعزيز حماية موارد الطاقة للبلاد، محذرة من مخاطر استهداف القطاعات الحيوية. وشددت رودريغيز، خلال مؤتمر مع العاملين في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات، على ضرورة تشديد الإجراءات الأمنية في المنشآت وحمايتها من الهجمات السيبرانية ومحاولات التخريب.
وحذرت نائبة الرئيس من أي محاولات تخريب أو ما وصفته "بالحرب الرقمية" التي قد تستهدف البنى التحتية الحيوية. وخلال الأشهر الماضية، صعّدت الإدارة الأميركية من إجراءاتها الاقتصادية والعسكرية لزيادة الضغط على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، حيث أصدر الرئيس الأميركي في أغسطس/آب الماضي أمرا تنفيذيا يقضي بزيادة استخدام الجيش الأميركي في المنطقة بدعوى "مكافحة عصابات المخدرات". وتزامن ذلك مع اتهام واشنطن المباشر لمادورو بتزعم تجارة المخدرات. وأعلنت واشنطن إرسال سفن حربية وغواصة قبالة السواحل الفنزويلية، كما صرح وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث بأن الجيش الأميركي "جاهز للعمليات"، مشيرا إلى أن ذلك يشمل "تغيير النظام في فنزويلا".