سيريا ستار تايمز

ترامب: منحت الجولان السوري لـ إسرائيل الذي يساوي تريليونات الدولارات... مجلس الأمن: الجولان أرض سوريّة محتلة


أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أنّه وقّع على قرار منح إسرائيل "حقوق السيادة" على الجولان السوري المحتل، وذلك خلال احتفال أقيم في البيت الأبيض بمناسبة "عيد الأنوار" اليهودي (حانوكا). وقال ترامب في كلمته: "إنني وقّعت على منح إسرائيل حقوق هضبة الجولان.. عملوا على ذلك 70 عاماً ولم ينجح أحد، لكنني فعلتها وبسرعة، ثم اكتشفت أنّ قيمتها تساوي تريليونات الدولارات، عندها قلت ربما كان يجب أن أطلب منهم شيئاً بالمقابل".
وألمح إلى أنّ هذه الخطوة لم تكن متوقعة حتى لدى بعض أبرز داعمي إسرائيل، مشيراً إلى أنّ "شيلدون أديلسون -أحد كبار المتبرعين لها- لم يطلب منه قط الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان لأنّها كانت تُعد خطوة مبالغاً فيها".

ترامب: ملتزم بـ"دعم الشعب اليهودي"
في السياق ذاته، شدّد ترامب على التزامه "الدائم" بدعم إسرائيل والشعب اليهودي، قائلاً: "بصفتي رئيساً للولايات المتحدة، سأظل داعماً للأميركيين اليهود، وسأظل صديقاً وداعماً للشعب اليهودي".
وعدّد ما وصفه بإنجازاته لصالح إسرائيل "من الاعتراف بالقدس عاصمة لها، والانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، إلى اتفاقيات أبراهام، إضافة إلى استمرار الدعم العسكري الأميركي لـ تل أبيب". كذلك، تطرّق ترامب إلى حادثة إطلاق النار في أستراليا، معرباً عن تضامنه مع الضحايا، ومشدداً على "ضرورة توحّد جميع الدول ضد قوى الشر المتمثلة في الإرهاب الإسلامي المتطرف"، وفق تعبيره.

لماذا يعتبر ترامب الجولان "ذا قيمة هائلة"؟
تأتي تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "القيمة الهائلة" للجولان السوري المحتل، في سياق رؤية اقتصادية-استراتيجية تبنّاها منذ اعترافه بالسيادة الإسرائيلية على المنطقة، عام 2019، حيث اعتبر مراراً أن الجولان "تساوي المليارات"، ليس فقط من منظور سياسي، بل أيضاً بسبب ما تختزنه من موارد طبيعية وأهمية أمنية.

وبحسب دراسات وتقارير متخصصة، تتمتع هضبة الجولان بقيمة استراتيجية مركّبة، تشمل السيطرة على الموارد المائية الحيوية، إذ تسهم بنحو ثلث إمدادات المياه العذبة لإسرائيل عبر روافد نهر الأردن وبحيرة طبريا، ما يوفّر على إسرائيل تكاليف بديلة باهظة، أبرزها تحلية مياه البحر، التي تُقدّر بمليارات الدولارات على المدى الطويل. وتضم المنطقة إمكانات كبيرة في مجال الطاقة المتجددة، ولا سيما طاقة الرياح، حيث أُقيمت مشاريع لتوليد الكهرباء تُدرّ مئات ملايين الدولارات، وتُعد أصولاً استراتيجية طويلة الأمد في "قطاع الطاقة الإسرائيلي".

أمّا على صعيد الموارد النفطية، فرغم تداول تقديرات عن وجود "مليارات البراميل" من النفط الصخري في جنوبي الجولان، فإنّ هذه الثروة ما تزال غير مثبتة تجارياً حتى الآن، بسبب كلفة الاستخراج العالية والتحديات البيئية، ومع ذلك، تُبقي السيطرة الإسرائيلية على المنطقة هذا الخيار قائماً كـ"أصل استراتيجي مستقبلي". يُضاف إلى ذلك البعد الأمني، إذ توفر السيطرة على الجولان عمقاً دفاعياً حيوياً لإسرائيل، وتمنع أي تهديد مباشر لمصادر المياه والمراكز السكانية في الجليل، وهو ما ينعكس -وفق تقديرات أمنية- في تقليص كلف الدفاع والحروب المحتملة، بما يعادل "مليارات" من الخسائر المتجنبة.

مجلس الأمن: الجولان أرض سوريّة محتلة
الجدير بالذكر، أنّه على الرغم من أن ترامب يمتلك -وفق الدستور الأميركي- صلاحية حصرية للاعتراف بالسيادة الأجنبية، فإنّ قراره الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري يبقى موضع رفض دولي واسع، بما فيها قرارات مجلس الأمن. وتؤكّد قرارات مجلس الأمن، لا سيما "القرار 497 لعام 1981"، أنّ الجولان أرض سورية محتلة، وأن أي إجراءات لضمها "باطلة ولاغية ولا يترتب عليها أي أثر قانوني دولي".

مع ذلك، فإنّ تصريحات ترامب حالياً، تكتسب بعداً إضافياً في ظل التطورات التي أعقبت سقوط نظام المخلوع بشار الأسد وتحرير سوريا، في 8 كانون الأوّل 2024، وسط تصعيد للاحتلال الإسرائيلي في الجنوب السوري.

الاحتلال يواصل توغّلاته
جنوبي سوريا وقد استغل الاحتلال حالة الفراغ الأمني في سوريا، وعمِلت قواته على توسيع انتشارها العسكري في المنطقة العازلة، كما فرضت سيطرتها على مواقع استراتيجية في ريفي القنيطرة ودرعا، وصولاً إلى جبل الشيخ، ما عزّز واقع السيطرة الإسرائيلية على الجولان بحكم الأمر الواقع.
هذه التصريحات الأميركية المتزامنة مع التوغّلات الإسرائيلية، تثير مخاوف السوريين من تكريس واقع احتلالي جديد ومستمر في المنطقة، بالتوازي مع ترتيبات سياسية إقليمية ودولية ما تزال تفاصيلها غير معلنة.


سيريا ستار تايمز - syriastartimes,