
أفاد إعلام رسمي إيراني، نقلا عن مصادر، بتنفيذ مناورات صاروخية في عدة مدن، وهي: طهران وأصفهان ومشهد وخرم آباد ومهاباد. وفي وقت لاحق، علق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على المناورات، قائلا: "نعلم أن إيران تجري مناورات عسكرية ونراقب الأمر". وهدد نتنياهو بأن "أي عمل عدائي من إيران سيكون الرد عليه قاسياً للغاية"، موضحا أن "التوقعات الأساسية تجاه إيران لم تتغير"، على حد تعبيره. وكشف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن "أنشطة إيران النووية ستخضع للنقاش مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب". وإلى ذلك، قالت وزارة الخارجية الإيرانية، إن الصواريخ التي تصممها إيران هدفها الدفاع عن النفس وردع أي هجوم، مشدّدة على أن برنامجها الصاروخي "ليس محلّ تفاوض"، في وقت يصف مسؤولون إسرائيليون هذه الصواريخ بأنها مصدر تهديد، نقلا عن "فرانس برس". وأعلن المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحافي أسبوعي في طهران أن "برنامج الصواريخ الإيرانية صُمم للدفاع عن الأراضي الإيرانية، لا ليكون محلّ تفاوض".
وأضاف بقائي: "بالتالي، فإن القدرات الدفاعية الإيرانية المصممة لردع أي معتدٍ، ليست مطروحة للنقاش". وتعرب الولايات المتحدة عن قلقها من تقدم برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وتتهم إيران بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. وبحسب شبكة "أن بي سي" الأميركية، يتخوف المسؤولون الأميركيون أكثر فأكثر من توسع البرنامج الصاروخي الإيراني. ونقلت الشبكة، عن مصادر لم تسمّها، أن مسؤولين يستعدون لإعلام الرئيس دونالد ترامب "بالخيارات المتاحة لشنّ هجوم جديد" على إيران. وفي يونيو (حزيران) الماضي، تواجهت إسرائيل وإيران في حرب امتدت 12 يوما، بعدما شنّت إسرائيل هجوما لم يسبق له مثيل على مواقع عسكرية ونووية ومناطق سكنية أيضا في الجمهورية الإسلامية. وأسفرت تلك الغارات والضربات عن مقتل نحو ألف شخص في إيران، بحسب السلطات.
وشاركت الولايات المتحدة في الهجوم مستهدفة مواقع نووية إيرانية. في المقابل، أقرت إسرائيل بتعرض أراضيها لأكثر من خمسين إصابة بصواريخ إيرانية، أسفرت عن مقتل 28 شخصا. وتمتلك إيران، الخاضعة لعقوبات قاسية، ترسانة من الأسلحة المصنوعة محليا، من الدفاعات الجوية والصواريخ وصولا إلى الطائرات المسيّرة.
خطة نتنياهو لضرب إيران تشعل المنصات
أثارت تقارير أميركية عن عزم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إطلاع الرئيس دونالد ترامب على خطة هجوم جديد محتمل ضد إيران ردود فعل واسعة على منصات التواصل، وسط تساؤلات عن احتمالات اندلاع مواجهة عسكرية جديدة بين الجانبين. وجاءت هذه التقارير قبيل لقاء مرتقب بين نتنياهو وترامب نهاية الشهر الجاري، في توقيت حساس يتزامن مع تصاعد حدة التوتر بين تل أبيب وطهران، وسط مخاوف من تجدد دورة العنف التي توقفت مؤقتا باتفاق وقف إطلاق النار. وتزامن الخبر مع ما كشفه موقع أكسيوس الأميركي بأن رئيس الأركان الإسرائيلي أبلغ قائد القيادة الوسطى الأميركية بقلق إسرائيل بشأن مناورة الصواريخ التي بدأها الحرس الثوري الإيراني، معتبرا أن التحركات الإيرانية الأخيرة قد تكون غطاء لهجوم مفاجئ. وتقول التقارير الإسرائيلية إن إيران تسعى لتوسيع ترسانتها الصاروخية وتكثيف تجاربها الصاروخية ومناوراتها العسكرية، حيث تنتج صواريخ باليستية بوتيرة سريعة وبكميات كبيرة، إلى جانب تجارب على صواريخ باليستية وصواريخ كروز على أهداف محاكاة. وأشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن إيران أجرت قبل شهر تدريبا على الإنذار الهاتفي في عدة مناطق، على غرار الرسائل التحذيرية التي يتلقاها الإسرائيليون أثناء إطلاق الصواريخ، في خطوة تعكس جدية الاستعدادات لمواجهة محتملة. وبلغة الأرقام، تشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن طهران تنتج نحو 300 صاروخ باليستي شهريا، وقد يصل إنتاجها السنوي إلى 3 آلاف صاروخ، في تطور يثير قلق تل أبيب من تنامي القدرات الصاروخية الإيرانية. ورد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على احتمال تعرض بلاده لهجوم إسرائيلي بالقول إن إيران لا تستبعد هذا الاحتمال لكنها على أتم الاستعداد له، مضيفا أن بلاده أعادت بالفعل بناء كل ما تضرر في العدوان السابق.
وأضاف عراقجي أنه إذا أرادت إسرائيل تكرار التجربة الفاشلة نفسها فلن تحقق نتيجة أفضل، في رسالة واضحة تعكس ثقة طهران بقدرتها على الرد على أي هجوم محتمل، وسط حالة من التصعيد اللفظي المتبادل. ورصد برنامج شبكات (2025/12/22) جانبا من تعليقات النشطاء على هذه الأنباء والتصريحات بشأن هجوم إسرائيلي جديد محتمل على إيران، حيث كتب صلاح الدين:
الحروب قادمة قادمة والصهاينة لن يهدؤوا حتى تنشب حرب عالمية ثالثة
بدوره، قلّل باحث من احتمالات شن إيران لهجوم استباقي على إسرائيل، مشيرا إلى أن ذلك ليس ضمن العقيدة الإيرانية العسكرية، فغرد:
إيران لن تشن هجوما على إسرائيل وهذا ليس ضمن العقيدة الإيرانية العسكرية، إيران تدافع فقط إذا تعرضت لهجوم ومن الصعب تخيل أن تقوم إيران بهجوم مفاجئ دون تحقيق هدف إستراتيجي يغير من معادلة القوة بين الطرفين
أما لامين فرأت أن الضربات الإسرائيلية السابقة لم تحقق أهدافها الإستراتيجية، بل جعلت إيران أكثر استعدادا وحذرا من ذي قبل، فكتبت:
إيران سابقا لم تكن تأخذ إسرائيل وتهديداتها على محمل الجد ولم تكن تتخيل حصول هجوم يستهدف أعلى هرم القيادة.. اليوم إسرائيل خسرت عنصر المفاجأة وخسرت فرصتها في إلحاق هزيمة ساحقة بإيران.. باختصار الضربة التي لا تقتلك تجعلك أقوى
في المقابل، حذّر عيسى من مخاطر فتح جبهة عسكرية مع إيران التي تحظى بدعم روسي وصيني، فغرد:
أعتقد فتح جبهة إيران التي تدعمها الصين وروسيا، ستشكل خطرا على المنطقة بما فيها إسرائيل
وفي هذا السياق، نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر قولها إن الخطر الأكبر هو اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران نتيجة لسوء تقدير، حيث يعتقد كل جانب أن الآخر يخطط للهجوم ويحاول استباق ذلك. ولفتت المصادر إلى أن الاستخبارات الأميركية لا تملك حاليا أي دليل على هجوم إيراني وشيك، في مؤشر على أن التصعيد قد يكون نتيجة لتقديرات خاطئة من الجانبين أكثر منه نتيجة لنوايا هجومية فعلية.